التجارة النبطية والتدمرية / آلية التركيز

25 07

في مقابل فعاليات الرعي والزراعة فإن تكثيف النشاط التجاري النبطي والتدمري كان يؤمن حصة مناسبة بين الأكلاف والأرباح لكنه كان خاضعاً لتقلبات في الاقتصاد والسياسة الدولية.

يعتقد أن التغير في آليات التجارة النبطية كان بالأصل استجابة لتحد اقتصادي مباشر بسبب نشاط التجارة البحرية مع الشواطئ المصرية. وكان النشاط التجاري التدمري على الأرجح مرتبطاً بوجود طلب كبير جداً على البضائع الشرقية لتوفر شروط مرضية وذلك بسبب السيطرة الرومانية السياسية على الشرق الأدنى خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين.

وقد استغرق تركيز الفعاليات التجارية كامل وقت التجارة والتوسع السياسي والاقتصادي على طول طرق التجارة، وتطوير البنية التحتية المتعلقة بالتجارة. تبع التبدلات الاقتصادية في كلا الحالتين النبطية والتدمرية إعادة بناء اجتماعي سياسي داخل المجتمعات التجارية، وقد شملت هذه التغيرات ظهور مستويات أعلى من الاندماج السياسي، ونمو طبقات اجتماعية فيما بعد، نمو في الحياة الحضرية، وازدياد في إنتاج الأرزاق ونشوء صناعة آخذة في التطور.

ظهرت الشروط الملائمة لتنشيط التجارة خلال المئتين وخمسين سنة الأولى للميلاد، وأدت لوجود عدة شبكات تجارية متنافسة. ولعل الشروط غير ثابتة، والتناقص في طلب البضائع الشرقية في أواخر القرن الثالث الميلادي أعطت محكاً أساسياً للملاءمة التجارية والاستفادة من طرق تجارية معينة، مما أدى بالتالي إلى زوال بعض الشبكات التجارية.


زبنغنيو فييما

الحوليات الأثرية العربية السورية|المجلد الثاني والأربعون|1996

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق