معبد اثريا، نتائج أعمال الكشف التي أجريت ما بين عامي 1991 و1992

09 09

إن الهدف من الأعمال التي يقوم بها معهد الآثار الألماني بدمشق في معبد اثريا، هو محاولة لكشفه من كافة الجهات وبشكل كامل قدر الامكان، مع توثيق جديد له.

وأحدث ما وصلت إليه الأبحاث هو كشف الجزء الخارجي من هيكل المعبد حتى الحافة العلوية للأساس، بينما تم كشف داخله حتى مستوى السبر الأثري. ظهرت أثناء ذلك أساسات عضادات داخلية تحيط بالهيكل كله ويدل الأساس مقوّى عند الجهة الخلفية على وجود أديتون (حجرة للصنم)، ويبدو أنه تم رفع كل ما كان مبنياً داخل حجرة الصنم عندما تم تعديل الغرفة فيما بعد لتصبح منشأة بجناحين. وتعطي قواعد الأساس وقواعد العضادات المنهارة صورة عن هذا الوضع اللاحق، وكذلك يدل عليه وجود ثقوب تثبيت في الجدران حجرة الصنم تعود إلى سقف تابع له.

كان تحت الحجرة الداخلية للمعبد قبو بقي منه اجزاء من الأقواس. ولم تعرف بعد وظيفة هذا القبو ولا مدخله.

عند بدء العمل لم يكن أي شيء معروفاً عن داخل هيكل المعبد، وتمكنا بعد ذلك من كشف غرفتي قبو متوضعتين خلف حجرة الصنم عرضانياً ومتصلتين فيما بينهما بممر. وتتوضع في تلك الأقبية بعض القطع المعمارية التي تعطي معلومات عن عمارة البهو. يمكن تصور أن هذه المنشأة مشابهة لمعبد الإله زفس في حصن سليمان، أي بهو أمامي عميق ذو أدراج بارزة.

وليست لدينا أية أدلة عن الإله الذي كرس له هذا المعبد. إلا أنه من المنطقي أن يكون له صلة بالثروة المائية للمنطقة التي كان لها منذ العصور القديمة أهمية كعقدة مواصلات في منطقة البادية ما بين تدمر وحلب أو بالأحرى ما بين منطقة الفرات وحمص. وكذلك لا يعرف من أمر ببناء هذا المعبد إلا أنه من السهل التصور أنه جمعية وافرة الثراء نتيجة تجارة معينة، أما بشأن التأريخ فلا يمكن معرفته إلا من خلال دراسة الكسرات الفخارية وتحليل نقوش البناء التي دلت حتى الآن على الزمن الأنطوني والزمن السيفيري (بين مطلع القرن الثاني وأول الثالث الميلاديين).


روديغر غوغريفه

المجلد الثاني والأربعون|1996

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق