خليط المجتمع في المنحوتة الواحدة

26/شباط/2008

ضمَّت صالة المركز الثقافي العربي «أبو رمانة» منحوتات للفنان سليم عيسى عكة، في معرض تحت عنوان «حالات إنسانية» قدَّم فيه منحوتات خشبية تعددت أشكالها بين شخصيات مزدوجة وأعمال متراكبة شاقولياً وقِطعاً اشتملت على تحريك داخلي للقطع بأحجام متنوعة.

تضمن المعرض أيضاً فنيّات ركزت على مفهوم العمارة من وجهة نظر الفنان تجسدت في أبواب خشبية تخللت القطعة وإضافةٍ خارجية اعتلتها، وقال الفنان أنه اختارها «للتعبير عن المفهوم الذي قام عليه المعرض: حالات إنسانية»، كما ظهر اللون في أجزاء من بعض القِطع ربما محاولة منه لإضفاء شيء جديد لم تستطيع بقية القطع في المعرض إيصال معناه.

الملاحظ في المعرض هو عدم وجود هوية تجمع اللوحات التي تباعدت تواريخ إنتاجها فلم تخدم المضمون أو الهدف منه، فالحالات الإنسانية التي عبر عنها في الأعمال جاءت ضمن خليط المنحوتة الواحدة، ويصعب على المتلقي شرح تفصيلاتها، فقد جمعت تناقضاً غير مبرر أحياناً وأسلوب عمل عشوائياً تخلله بعض التعقيدات لأشكال سريالية تستلزم ترجمة تعبيراتها وقفة سيكولوجية.

سألنا الفنان سليم عكة:
جاء عنوان هذا المعرض لسلف له عُنون بـ"حالات إنسانية"، ما السبب الذي دعاك لربط النحت على الخشب بالمصطلح الإنساني الذي اخترته لمعرضَيك؟ أجابنا الفنان «المادة الأساسية في كلا المعرضين كانت مادة حيّة هي الخشب، وأقرب مادة يمكن أن تعبر عن مشاعر الإنسان».

ما الفرق في التعبير عن الحالات الإنسانية الذي تحدثه قطع تراكبت شاقولياً وأخرى ازدوجت؟ أفادنا «لا يوجد فرق ولكن أستطيع أن أصنع منها مجمّعاً بأكثر من طريقة فتوجد قطع فيها ستة عشر وجهاً يعبر كل منها عن حال إنسانية معينة أي خليط للمجتمع الذي تتنوع فيه الحالات الإنسانية بالعمل الواحد».

اجتمعت في العمل الواحد أعضاء إنسانية وأخرى حيوانية، ما مدى عكس هذا العمل للواقع؟ أجابنا «اجتمعت التناقضات في عمل واحد من أعمالي لأني لا أرصد حالة سليمة ولكنها إنسانية تتنوع في الأسلوب وطريقة التفكير».

ماذا أضاف اللون لأعمالك اختلافاً عن تلك السطوح الخشبية الصماء؟ «أفاد لم أقصد باللون أكثر من ناحية جمالية لا أكثر».

الفنان سليم عيسى عكّة هو من مواليد اللاّّذقية، واتّخذ فن النحت على الخشب هواية، وشارك في عدة معارض مثل الأسبوع الثقافي الفرنسي عام 2000. كما شارك في معرض للتراث ضمن فعاليات مهرجان المحبة لعام 2005 وأقام معرضين فرديين وساهم بوصفه ضيفاً في ملتقى الشباب.