يشيع جثمانه بعد ظهر اليوم

14 09

عبد الله عبد الدائم جبل من القيم والفكر

يُشيّع ظهر اليوم الأحد 14 أيلول جثمان الراحل المفكر والمربي السوري عبد الله عبد الدائم، الذي وافته المنية يوم الأربعاء الماضي 10 أيلول في باريس، لتخسر الثقافة العربية وفكرها الحضاري واحداً من أهم أعلامها الذين قدموا للأجيال العربية عصارة فكرهم وخلاصة أفكارهم في نتاجات فكرية ثقافية تربوية وفلسفية أغنت المكتبة العربية.
وقد عُرف عن الراحل عبد الدائم تواضعه الجم وعلمه الكبير وحرصه الشديد على الكلمة قولاً مقروناً بالفعل، وهو خريج «السوربون» الأكاديمي الذي أفنى عمره في حقول التربية والتعليم أستاذاً جامعياً في غير جامعة عربية عدا عمله في المنظمات التربوية مستشاراً وخبيراً تنهل من معارفه المؤسسات قبل الأجيال.
كان الراحل عبد الدائم من أشد المؤمنين بالأجيال العربية وطاقاتها في إثراء الحضارة العربية وثقافاتها إذا ما توافرت لها البيئة الجيدة والتربة الخصبة، ذلك أنه كان يرى أن للأجيال العربية تاريخها المفعم بالثقافة والعطاء وتراثاً نفيساً وثراً لا تجاريه في ذلك أمة من الأمم وخاصة على صعيد الفلسفة والعلوم فانحاز الراحل إلى الثقافة العربية الأصيلة وآلمه انجراف الشباب إلى ثقافات هجينة واستهلاكية لكنه أبداً كان يعمل على الأصالة مدخلاً إلى التقدم وتربع الأجيال العربية مكانة لائقة داعياً إلى الاستفادة من تقنيات العصر الجديدة ووضعها في خدمة العلم والثقافة وكان هو نفسه في السنوات الأخيرة جمع نتاجاته وأنشأ موقعا له على الانترنت لينشرها وتكون متاحة لدى الأجيال العربية مؤمناً بأن الكلمة الصادقة والأصيلة ستصل لا محال وستجد من يؤمن بها ويعمل عليها، مع أسفه بأن نسبة كبيرة من جيل الشباب لم تعد تعنيها أصالة الثقافة العربية، وقد شكل له ذلك هاجساً وصل إلى مرحلة القلق على ثقافة الأمة وتراثها ومكانتها ولم يأل جهداً في أحاديثه ونقاشاته ومداخلاته ومقالاته وإسهاماته الكبيرة في حقل التربية لكي يلفت الأجيال والتربويين والمدرسين إلى خطورة هذا الأمر داعياً إلى التمسك بالأصالة قيماً وسلوكاً ومنهجاً مع الانفتاح على الثقافات الأخرى الأصيلة التي تعلي من شأن العلم والمعرفة.
نال عبد الله عبد الدائم الإجازة في الآداب، قسم الفلسفة من جامعة فؤاد الأول في القاهرة عام 1936 بمرتبة الشرف الأولى، ودكتوراه الدولة في الآداب، تربية من جامعة السوربون بباريس عام 1956 بتقدير مشرف جداً.
عمل مدرسا وأستاذاً بكلية التربية بجامعة دمشق ورئيسا لقسم أصول التربية فيها ومديرا عاما لمعارف حكومة قطر ووزيراً للإعلام 1962 و1964 ووزيرا للتربية 1966.
كان أستاذا وخبيرا في التخطيط التربوي التابع لمنظمة اليونسكو والإدارة التربوية بالمركز الإقليمي لتخطيط التربية وإدارتها في البلاد العربية ببيروت وأستاذا بكلية التربية في الجامعة اللبنانية وخبيراً في التخطيط التربوي بالمركز الديمغرافي بالقاهرة التابع لهيئة الأمم المتحدة، ومديراً لمشروع اليونسكو لتطوير التربية في سلطنة عمان، وممثلا لليونسكو ورئيسا لبعثتها في دول غربي إفريقيا، ورئيسا لقسم مشروعات التربية في البلاد العربية وأوروبا بمقر اليونسكو بباريس، وعضواً في لجنة تقويم النظام التربوي في دولة الكويت، وهو عضو جمعية البحوث والدراسات في اتحاد الكتاب العرب.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق