ميادة بسيليس... بحبك أكتر من مبارح

05 حزيران 2016

.

لم تحقق المغنية السورية ميادة بسيليس الشهرة الطائلة التي توازي موهبتها، رغم أنها غنّت منذ ربع قرن حتى اليوم أجمل الكلمات السورية، وحمت نفسها من الانحدار بمستواها نحو الابتذال والصخب المجاني الذي يسيطر على سوق الموسيقى منذ زمن طويل. لكن شهرتها النسبية في الوطن العربي، أتت من خلال أدائها أغنيات شارات المسلسلات في الدراما السورية، التي حققت حضوراً واسعاً.

أما سبب محدودية انطلاقاتها، فيعود إلى احتكارها بشكل كلّي من قبل زوجها الملحن سمير كويفاتي، كأنه منع تعاملها أي ملحّن آخر. رغم أنّ كلّ ما قدّمه لها كان تكراراً لنفس الحالة والروح الموسيقية، مع دأبه المستمر على تقليد زياد الرحباني، وهو ما اعترف به صراحة خلال لقائه الأخير على راديو «المدينة» السورية. إذ قال إنه: «فخور بتقليد الرحباني في بعض الأماكن ولا يعنيني النقد في هذا التفصيل»! اللقاء جرى في مناسبة إطلاق ألبوم ميادة بسيليس الجديد «أقل من بكرا».

للمصادفة، فإن كلام الملحن عن تقليد صاحب «نزل السرور» ينطبق بحذافيره على اللحن الذي وضعه على أجمل أغنية في الألبوم. «أقل من بكرا» غنّتها بسيليس منذ عام 2010 لكنّها ضمنّتها في ألبومها الجديد. تقول الأغنية: «يا بعيد متل المنار، وأبعد من النظرة يا قريب متل سرار وأقرب من الذكرى، يا أهنى من النوم، بحبك أنا اليوم، أكتر من مبارح، وأقل من بكرا، ياعالي متل نجوم، وأعلى من الشهرة، يا غميق متل هموم، وأغمق من الحسرة، يا أهنى من النوم، بحبك أنا اليوم، أكتر من مبارح وأقل من بكرا.. يافايح متل عطور وأعطر من الزهرة، يا مضوي متل النور وأروع من الفكرة».

ورغم نجومية الكلام الذي كتبه سمير طحان وتأثيره البالغ، إلا أن اللحن الذي وضعه كويفاتي لم يكن سوى نمط مشابه لشغل الرحباني. على أي حال، تضم الأسطوانة الجديدة 10 أغنيات كتب كلماتها سمير طحّان وسارة الزير والنجم أيمن زيدان، وإحدى تلك الأغنيات مهداة إلى مدينة حلب، وقد استغلّت صاحبة «كذبك حلو» المناسبة لتحكي عن عشقها لمدينتها وحرصها تقديم أغنية لها في هذا الألبوم. واعتبرت أنّ من لم يعش في حلب في هذا الظرف، لا يستطيع تقدير حجم المعاناة التي يمر بها أهالي المدينة. ورأت أن الأغنيات الوطنية ضرورة في أي وقت حتى خارج فترات الحروب والأزمات.


وسام كنعان

al-akhbar.com

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق