يزن الصباغ.. مؤلف موسيقي يبحث عن شخصية فنية مستقلة

30 نيسان 2016

.

تتميز علاقة عازف الكلارينيت يزن الصباغ بآلته الموسيقية من خلال وجودها الدائم والأساسي في تفاصيل حياته حيث تشكل بالنسبة له رفيقة الدرب نحو الطموح والمشروع الفني الذي يعمل على بنائه من خلال ما يقدمه من أعمال فيها الكثير من التجريب والتجديد سواء في ألحان الأغنيات أو من خلال القطع الآلية التي يؤلفها لآلة الكلارينيت ولغيرها من الآلات .

وعن مشروعه الموسيقي يقول الصباغ في حديث لـ سانا “طموحي ومشروعي الفني قائم على بناء نوع ونمط موسيقي جديد يضم أنماطا وأنواعا موسيقية مختلفة تعلمتها أو أريد تعلمها مستقبلاً لبناء شخصية موسيقية مستقلة وخاصة بما أقدمه من أعمال” مبينا أن مشروعه الموسيقي انطلق اعتماداً على بحثه الدائم عن الاستقلالية الفنية وتقديم الجديد.

ويعتبر أنه محظوظ لكونه تمكن من إيجاد طريقته وشخصيته الموسيقية المستقلة “القابلة للتطور الدائم” في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها رغم أنه يرى في كونه عازف كلارينيت أنها هي الشخصية التي تناسبه ويعمل على تطويرها مشيرا إلى التآلف الموجود بين موهبتي العزف والتأليف الموسيقي لديه واللتين تنهلان من بعضهما مع أفضلية لشخصية العازف التي لطالما استفادت من شخصية المؤلف الموسيقي.

ويجد الصباغ أن الموسيقا السورية في ظل الأزمة بحاجة إلى تضافر كل الجهود والتنظيم بشكل أكبر لتلافي المشاكل التي تعترض سيرها منوها بكل ما قدم من أعمال تسهم في استمرار العمل الموسيقي السوري في هذا الوقت الصعب وخاصة الكادر الإداري والتدريسي في المعهد العالي للموسيقا وباقي المعاهد الموسيقية التي تحاول إعلاء صوت الفن والموسيقا على صوت الحرب.

ويقول الصباغ إن “ثقافتنا الموسيقية السورية تتميز بخصوصيتها الرائعة إلى جانب تكاملها وانسجامها مع غيرها من ثقافات المحيط الجغرافي لها” معتبرا أن هناك خطرا يتهدد هويتها لعدم وجود تصنيف وحفظ علمي لها ما يجعلها عرضة للتغير في أساسياتها وابتعادها عن نوتاتها مع الزمن لعدم تدوينها.

ولدى الصباغ تجربة صغيرة مع الشركات الإنتاجية وعنها يقول “لا يوجد عدد كبير من شركات الإنتاج الفنية الوطنية التي ترعى الناحية الموسيقية لجيلنا عكس الاهتمام الكبير بقطاع الدراما ما يستدعي إيجاد حلول سريعة لمساعدتنا على الانتشار”.

الموسيقي الشاب الذي يسعى حالياً إلى إطلاق ألبومه الأول المتضمن تسع قطع موسيقية من تأليفه وعزفه يرفض تقييم أعمال المؤلفين الشباب ويقول..”لا يمكن لي تقييم أعمال غيري من الموءلفين الموسيقيين الشباب لأني لم أرتق بعد لأكون مؤلفا موسيقيا فأنا مشروع يحتاج إلى الوقت والجهد لبناء شخصية موسيقية خاصة”.

وتابع ملحن أغنية “لحظة رجوعك” للفنانة فرح يوسف إن كل المؤلفين الموسيقيين السوريين من مختلف التجارب والأعمار والذين تعاونت مع أغلبهم كعازف كلارينيت يبذلون اليوم جهوداً كبيرة في سبيل تطوير الموسيقا السورية وهذا العمل يستحق التقدير ضمن الظروف الصعبة وسفر عدد كبير من الكوادر الموسيقية.

ويعمل الصباغ حاليا على مشروع “فرقة زركشة” مع عازفي الغيتار “جورج مالك” و”فجر العبد الله” وعازف بيركشن “عفيف دهبر” وعازف الدرامز “سيمون مريش” حيث تتحضر الفرقة لإقامة حفلات داخل وخارج سورية.

ويرى الصباغ أن أداء المؤسسات الثقافية في سورية مميز ولكنه يحتاج إلى الدعم والتنظيم بشكل أكبر ليكون في حالة أفضل مبينا في الوقت ذاته ضرورة اهتمام الموسيقيين بمشاريعهم الفنية وبما يقدمونه من أعمال “بعيدا عن تجاذبات المنافسة السلبية وآثارها على المشهد الموسيقي السوري”.

ويعبر الصباغ عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية ويختم حديثه بالقول “هويتنا الموسيقية تدعو للافتخار ولا أخفي قلقي الكبير من ضياع ماهية هذه الموسيقا وهذا التراث الموسيقي الغني إذا لم يدون بطريقة علمية حديثة وأكاديمية”.

الموسيقي الشاب يزن الصباغ هو طالب سنة رابعة حاليا في المعهد العالي للموسيقا اختصاص كلارينيت.. شارك كعازف صولو مع اوركسترا الموسيقا العربية لمعهد صلحي الوادي والاوركسترا العربية الشرقية بقيادة المايسترو جوان قرجولي واوركسترا السيد درويش والفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان بالاضافة الى كونه عازفا مع عدة فرق موسيقية أهمها “التوشيح الحديث و موسيقا صول وورق عتيق” كما قدم عروضا موسيقية في لبنان ومصر والأردن .

وشارك الصباغ في تنفيذ أعمال كورالية موسيقا تصويرية في العديد من المسلسلات والأفلام السورية مع موءلفين سوريين كما وضع أعمالا موسيقية آلية وغنائية مثل أغنية ما أصعب غيابك للفنانة سلمى رشيد مع تأليفه عددا من قطع صولو كلارينيت ستصدر قريبا مع عدد من الأغاني الجديدة لعدد من الفنانين السوريين والعرب.


محمد سمير طحان

sana.sy

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق