التشكيلي شادي العيسمي: تشغلني المواضيع المرتبطة بالإنسان والمكان

25 شباط 2016

.

نجح التشكيلي شادي سلمان العيسمي في إيجاد أسلوبية خاصة به من خلال الاشتغال على سطح لوحته لتكون مميزة بتكويناتها التعبيرية التجريدية من ناحية وبالتقنية المفعمة بالتنوع في موادها معتمدا في أغلب الأحيان على الكولاج وبمسحة لونية خاصة من جهة أخرى ما يفتح احتمالات تطور لوحته بشكل واسع مع الوقت.

وعن علاقته بلوحته يقول العيسمي “يشبه ارتباطي بلوحتي علاقتي بباقي الاشياء من حولي التي ارتبط بها بشدة وتعني لي الكثير و تحكمها مزاجيتي بين الحب والكره من جهة والقرب والبعد من جهة أخرى كما ان للشوق والحنين مكانا في لوحتي أحياناً واللامبالاة في غيرها”.

ويتابع العيسمي .. “تشغلني المواضيع المتعلقة بكل الأشياء التي تترك انطباعا وأثرا كبيرا داخليا ولها علاقة بالأشخاص والأماكن ذات الحالة البنائية والتراكمية فتظهر في أعمالي بأسلوب تعبيري يرقى للتجريد والذي يغلب في لوحتي أحيانا”.

ويوضح العيسمي أنه عندما يرسم عملا جديدا يبدأ بإسقاط انطباعاته والصور التي تسكن وجدانه على سطح لوحته وتأتي التقنية كوسيلة لإظهار عمله وصوره الذاتية المعتمدة على اللون والكولاج فلا يستطيع أن يفصل بين الموضوع والتقنية لأن كلا منهما ضرورة بالنسبة لعمله الفني.


لم يتوقف صاحب مركز ظل ونور للفنون والموسيقا عن عمله الفني ورغم كل الصعوبات التي تواجهه كانت دافعا له للعمل بجد أكثر لتطوير لوحته مشيراً إلى أنه لم يتصرف برد فعل اتجاه الظرف الصعب وفضل البقاء في بلده على أن يسافر للخارج لايمانه بضرورة خروج عمله الفني للعالم من سورية.

ويقول.. “تأثير ما يحدث في بلدنا حاضر داخلي وبقوة ويظهر هذا التأثير أحياناً في لوحتي لأن هناك تناقضات كثيرة من حولنا” مشيراً إلى أن هناك رد فعل إيجابي اتجاه الأزمة يتجلى من خلال زيادة كم الأعمال التي ينفذها بأسلوبه الفني ذاته.

ويرى العيسمي أن الفن التشكيلي السوري لا يزال حاضراً بقوة من حيث إنتاج العمل الفني وسويته العالية لافتا إلى أن الأزمة أثرت من خلال مغادرة عدد من التشكيليين السوريين إلى الخارج ومحدودية عدد المعارض والنشاطات التشكيلية.

ويشير مدير مركز الفنون التشكيلية في السويداء إلى أن السوق الفنية في سورية كانت قبل الأزمة غير مرضية للفنانين و ساء حال هذه السوق بعد الأزمة بشكل كبير موضحا أن كل فنان بحاجة لتسويق عمله بهدف الانتشار وتحصيل مردود مادي ليؤمن احتياجاته مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة إيجاد البدائل للحد من صعوبات تسويق العمل الفني.


والفن التشكيلي السوري كما يراه العيسمي مجموعة تجارب فردية تحمل هوية سورية موضحا فكرته بأن العمل الفني الحقيقي إسقاط للمخزون البصري والثقافي لدى الفنان مع ظهور الموروث المحلي لهذا العمل بشكل مباشر أو غير مباشر باستثناء ما نراه من تجارب فنية هدفها التسويق لا تقديم فكر أو ثقافة ترتبط بالمكان.

ويقول.. “الأساليب أو المدارس الفنية المتعددة ليست ملك شعب أو ثقافة محددة وخاصة أن العمل الفني لغة تواصل عالمي تخضع لشروط التذوق الفني والقراءة البصرية للعمل من قبل المتلقي بالاعتماد على ثقافته البصرية والفنية أياً كان انتماءه الجغرافي والثقافي”.

وعن الفرق بين الفنانين الذين وصلوا إلى العالمية وبين غيرهم يتحفظ العيسمي على مصطلح فنان عالمي معتبرا أي شخص في أي مجال في الحياة لا يستحق هذا اللقب إلا إذا قدم للإنسانية ككل إنجازا إبداعيا خاصا لم يسبقه أحد إليه.


ويرى العيسمي أن انتماء العمل الفني إلى تيارات الحداثة وما بعدها في الفن التشكيلي لا يمكن اعتباره شرط الانتشار الواسع عالميا معتبرا أن معظم الفنانين يمكن أن يحققوا لقب الفنان العالمي من الناحية التسويقية لأن تسويق العمل الفني وانتشاره يعتمد على ذوق المقتني لهذا العمل وليس على اعتباره يحمل قيمة فنية عالية ومخزونا فكريا وثقافيا.

ويعبر العيسمي عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري ويختم بالقول.. “مستقبل الفن التشكيلي السوري مبشر لأننا نمتلك في سورية حضارة ومخزونا ثقافيا لا ينضب وهذا من شروط استمرار العمل الفني والحالة الإبداعية”.

والفنان شادي العيسمي من مواليد دمشق عام 1978 خريج قسم الحفر والطباعة غرافيك في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 2001 وحاصل على دبلوم دراسات عليا عام 2005 و عضو اتحاد التشكيليين السوريين ومدير مركز الفنون التشكيلية في السويداء ويملك ويدير مركز ظل ونور للفنون والموسيقا منذ عام 2012، في السويداء ومنظم ومدرس لورشات فن الحفر والطباعة للأطفال و حاصل على عدة جوائز محلية وله معارض فردية وجماعية داخل سورية وأعماله مقتناة داخل البلاد وخارجها.


محمد سمير طحان

sana.sy

Share/Bookmark

صور الخبر

التشكيلي شادي العيسمي

التشكيلي شادي العيسمي

التشكيلي شادي العيسمي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق