طارق صالحية: المشاريع الموسيقية الفردية ستطور الموسيقا في سورية

21 شباط 2016

.

يشكل الغيتار الكلاسيكي لدى الموسيقي طارق صالحية أكثر من آلة موسيقية فهو بالنسبة له حياته ومشروعه الفني الذي لا يتوقف عند حدود معينة منطلقا من ايمانه بأنه سيصل معه للعالمية وهذا ما يدفعه لتعليم الأطفال ونشر الثقافة الموسيقية بينهم.

ويعتبر صالحية نفسه موسيقيا أولاً وأخيراً ويفضل هذه التسمية على سواها رغم أنه قدم أعمالا غنائية للأطفال وموءلفات شرقية آلية على الغيتار بأسلوب خاص استطاع من خلاله إيجاد قدرات موسيقية جديدة لآلته مازجا فيها بين الروح الغربية للآلة وشرقية اللحن.

ورغم الأزمة ومنعكساتها على الحياة الموسيقية في سورية لم يتوقف عن عمله الموسيقي ويقول صالحية في حديث لسانا “أثرت الأزمة بشكل كبير على جميع مناحي الحياة ورغم ذلك لم أتوقف عن العزف والتدريس بل أخذت أطور نفسي كعازف من ناحية التقنية والأسلوب متابعا مشواري الموسيقي”.

لم يغادر صالحية إلى الخارج في ظل الأزمة لحبه لسورية وايماناً منه بقدرته على لعب دور إيجابي في هذا الوقت الصعب رغم كل التحديات التي يراها في تأمين مستقبل أولاده من جميع النواحي.

ويرى مدرس آلة الغيتار في المعهد العالي للموسيقا أن الموسيقا في سورية أغلبها غنائية مع بعض المحاولات الموسيقية الآلية لافتا إلى أن هناك نشاطاً مستمراً لم يتوقف خلال سنوات الازمة وان كان غير كاف لتطوير الحياة الموسيقية كما يجب.

ويوضح صالحية أن الفرق الموسيقية في سورية تأثرت بشكل ملحوظ خلال الحرب على سورية جراء مغادرة عدد من العازفين إلى الخارج ما حدا بهذه الفرق للاستعانة بمن بقي من الموسيقيين لترميم النقص في كادرها إلى جانب ضعف الدعم المادي لهذه الفرق مع محدودية النشاطات السنوية التي اقتصرت على المحلية ما يتطلب إيجاد حلول لدعم هذه الفرق لتستمر في عملها.

ويؤكد رئيس قسم الغيتار في معهد صلحي الوادي أن المعاهد الموسيقية في سورية سواء الرسمية او الخاصة تبذل جهداً كبيراً لنشر الثقافة الموسيقية وخاصة بين الأطفال لما لهذا من أهمية بالغة في تنشئة جيل مثقف وواع ومحب للفن رغم قلة الدعم المقدم لهذه المعاهد التي تحتاج لأنظمة عمل جديدة بعيدة عن البيروقراطية ليتمكن الكادر التدريسي من تقديم كل ما لديه وهو مرتاح ماديا ولا يضطر للمغادرة الى الخارج سعيا وراء الرزق
والمعيشة.

ويجد صالحية أن الموسيقي السوري أينما وجد يمثل الصورة الحضارية والإرث الموسيقي لبلده بما يمتلكه من مخزون حضاري وثقافي وتقني مؤكدا أن أغلب الموسيقيين السوريين على سوية عالية موسيقياً وثقافياً.

ويعبر صالحية عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا في سورية ويختم حديثه بالقول “متفائل بمستقبل الحياة الموسيقية في سورية بما يسعى الموسيقيون لتحقيقه من إنجازات على الصعيد الفردي رغم عدم وجود مشروع موسيقي جماعي على مستوى الوطن”.

والموسيقي طارق صالحية من مواليد دمشق وهو فلسطيني الأصل تعلم العزف على آلة الغيتار من عمر ست سنوات وتخرج من المعهد العالي للموسيقا اختصاص اول الغيتار الكلاسيكي واختصاص ثاني إيقاع عام 1999وشارك في معظم حفلات الأوركسترا السيمفونية الوطنية كعازف إيقاع وشارك مع أوركسترا زرياب والاوركسترا الفلسطينية وله تجارب في مجال الثنائي والثلاثي والرباعي والعديد من الحفلات كصولو في عدد من مسارح العالم.

يقوم حاليا بتدريس آلة الغيتار في المعهد العالي للموسيقا كما أنه رئيس قسم الغيتار في معهد صلحي الوادي للموسيقا له مؤلفات موسيقية آلية مع الة العود وشارك في تسجيلات اغان لعدد من نجوم الغناء مثل فيروز وزياد الرحباني وغيرهما بالإضافة لمشاركته في الموسيقا التصويرية مع كل من الموسيقيين رعد خلف ونوري إسكندر وحسين نازك.


محمد سمير طحان

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق