محاضرة للباحث عيد الدرويش في ثقافي المزة بدمشق

01 كانون الأول 2015

.

قدم الباحث عيد الدرويش اليوم محاضرة بعنوان تركيا والحرب على سورية استعرض فيها نشأة الدولة التركية من رحم السلطنة العثمانية والتطورات السياسية فيها وظهور المشروع المشبوه للإسلام السياسي فيها والدور التآمري والعدواني لها منذ بداية الأزمة في سورية وصولا لهذا اليوم ومستقبل الأوضاع في المنطقة وذلك في المركز الثقافي بالمزة.

وأضاف الدرويش إن تركيا كانت أكبر حليف لأمريكا في خطة الهجوم على سورية، وذلك لأن لها حدودا برية مشتركة معها بطول 900 كم، ففتحت كل أراضيها للتنظيمات الإرهابية المسلحة وكانت أكثر الجهات التي تدعمها تحت مسمى المساعدات الإنسانية, وبدعم رسمي من النظام السعودي والقطري.

ولفت الدرويش إلى أن دخول اليهود الدونما زاد من حالة العداء للعرب في تركيا بعد أن استتروا برداء الإسلام السياسي وظهر ذلك واضحاً وجلياً بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة حيث كان الشكل المناسب والملائم لخوض فلسفة ما يسمى “الربيع العربي” وكانت الدول الغربية على علم بهذا, وأرادت انخراط تركيا في هذا الخضم المتلاطم من الأحداث مبينا أن شهوة أردوغان بإعادة السلطنة العثمانية لاقت استحسانا غربيا, وما كان عليه إلا أن ينظر الى سورية على انها ولاية من ولاياته في تحقيق الأمبراطورية العثمانية الجديدة.

وأشار الدرويش إلى أن أردوغان يطارده جنون العظمة حيث قال عنه محمد حسنين هيكل في أحد حواراته أردوغان من بائع للسميط إلى خليفة
للمسلمين, وجد نفسه عملاقاً ضخماً ويضع قدم في الشرق وقدم في الغرب, وبطربوش عثماني, تهيأ له أنه أحد السلاطين العثمانيين, فوجدت فيه أمريكا والغرب أداة لمشاريعهم وأحلامهم في تحقيق مشروع الشرق الأوسط, ودعموه من المال الخليجي في تدمير سورية, دعموه وشجعوه.

وقال الدرويش إن تركيا لا تنسجم علاقاتها مع روسيا, وهي تتوارى خلف المواقف الغربية, وفي رأس الحربة لحلف الناتو والموجه ضد سورية, وفي ذات الوقت ضد روسيا الاتحادية فضلاً عن موقعها الجغرافي الذي يضغط عليها لتنضم إلى الشراكة الأوروبية, وهذا ما جعلها تنخرط كلياً في الحرب على سورية, لتحقيق أهداف داخلية لتركيا وأهداف الغرب, في محاولة للسيطرة على قسم من سورية لخدمة المشروع الغربي في تقسيم سورية, ما يساعدها على تلاقي مصالحها مع مصالح قطر والسعودية لمد خط الغاز عبر الأراضي السورية.

وأكد الدرويش أن الحرب على سورية شكلت بعد خمس سنوات للدول المشاركة فيها أزمة داخلية ودولية وفضحت كل سياساتها مبينا أن أحلام أعداء سورية التي كانوا يرسمونها للمنطقة في الشرق الأوسط والعالم, تبددت بفضل مجابهة سورية لهذا الإرهاب الدولي الذي استجمع كل وحوش الأرض بإشراف غربي وتمويل مالي من دول الخليج.

وختم الدرويش محاضرته بالقول إن سورية التي غيرت الخارطة الجيوسياسية للعالم, ستكون لها الفرصة التاريخية في رسم معالم شرق أوسط جديد ليس كما يحلم به الغرب, وإنما يوافق تطلعات المشرق العربي, فالعالم اليوم منقسم إلى قسمين, قسم يحارب سورية وحلفاءها, والنصف الآخر يحارب إلى جانب سورية, ويمتلك مقومات أكثر من مقومات الأعداء, لأن قاعدة الجيوبوليتيك تنص على أن من يمتلك الأرض والماء هو الممتلك للنصر, فضلاً عن أن الأعداء منقسمون على بعضهم أما الحلف المساند لسورية, يزداد قوة ومتانة وعدة وعتاداً وينضم إليه دولاً وقوى إقليمية جديدة.


اكتشف سورية

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق