رسائل الكرز الفيلم الأول إخراجياً للفنانة سلاف فواخرجي في دار الأوبرا

17 تشرين الأول 2015

.

رسائل برائحة الأرض والإنسان «عناقيد كرز تمتد من فلسطين إلى الجولان تحكي قصة عشق بين شاب وفتاة بين شعب وأرض بين هوى وهوية ورسائل كرز كتبت حروفها من حبر كرز الجولان حبر بحنو القلب ولون الدم حبر يخفق بالحب وتتقطع شرايينه بالحرب حتى ضاعت من رسائله الحروف.....أما آن للناي أن يستريح وللبيت أن يعود» هكذا وصفت الفنانة السورية الكبيرة سلاف فواخرجي باكورة أعمالها في الإخراج السينمائي «رسائل الكرز» ، والذي افتتحت عروضه الخميس 1 تشرين الأول 2015 في الصالة الكبيرة «الأوبرا» بدار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق.

مزج الفيلم الذي كتب قصته الكاتب والاعلامي السوري نضال قوشحة بين التاريخ الوطني وتاريخ شخصيات الفيلم وتبدأ حكايته من يوم السابع عشر من نيسان من عام 1946 «يوم الجلاء» حيث مولد بطل الفيلم «علاء» ومن ثم يستعرض قصة حبه للفتاة الجولانية اسمها «سما» وليتجه نحو محاور أخرى عبر صورة سينمائية رمزية حيث استخدمت المخرجة خيالها الواسع واستطاعت أن تستفيد من خبرتها الفنية الطويلة وتدخل في العمق وتبرهن للعالم تمسك أهلنا في الجولان المحتل بهويتهم السورية وبأن الجولان أرض سورية لا يمكن الاستغناء عنها ولا بأي شكل من الأشكال، وهكذا لا يعرض الفيلم قصة حب بين شاب وشابة فحسب بل تتعدى ذلك ليكون وثيقة تاريخية ورسالة تبعثها فواخرجي للعالم بأن الجولان سورية وستبقى سورية مهما طال زمن الاحتلال.

نجحت فواخرجي بتجربتها الاخراجية وكسبت الرهان لتبرهن بأنها ليست ممثلة ناجحة فقط بل تستطيع أن تقدم رؤية إخراجية تضاهي كبار المخرجين العرب وخير دليل على ذلك هو نيلها جائزة أفضل إخراج عن فيلمها «رسائل الكرز» في مهرجان الاسكندرية السينمائي الأخير.

استطاعت فواخرجي باسلوبها المتميز أن تقترب من التاريخ بصورة إنسانية معتمدة على حلول إخراجية ساهمت في إظهار الفكرة التي يريد الفيلم أن يطرحها خلال إظهار لقطات للصورة بشكل عام حيث تشبه اللقطة لديها وكأنها صورة فوتوغرافية ملتقطة بعدسة ذات مستوى عال من الدقة وبأيدي فنان عريق يريد أن يظهر جمال كل شيء حوله يقرأ فيه مدى إدراك المتلقي لما يشاهد، هكذا جاء فيلم «رسائل الكرز» محبوكاً بدقة بين وضوح الفكرة واستعراضها في انسجام بين التوثيق والتمثيل.

وفي تصريح لاكتشف سورية قالت الفنانة سولاف فواخرجي عن «رسائل الكرز» : «الفيلم يجسد قصة حب لم تغلبها الحرب، واعني من خلالها شموخ أهلنا في الجولان المحتل وقيمهم وأخلاقهم وتراثهم، هذه الأشياء المزروعة في دواخلنا نحن السوريين أينما كنا، ولا يمكن لأي قوة أن تنتزع منا هذه الأشياء الإنسانية التي تربينا عليها تاريخياً و استقيناها من حضارتنا».

واضافت: «الجولان يسكن قلوبنا ولا يمكن أن يذهب هباءً، يسكن أرواحنا ولا يمكن أن ننساه أو نفكر بالاستغناء عنه، انه حقنا الطبيعي طالما هو جزء المفقود من القلب، نسعى في هذا العمل تقديم لوحة منسجمة بين حب والوطن، بين قضية والتزام».

عن كيفية تجسيدها للواقع الجولاني وهي غائبة عنه أنهت فواخرجي حديثها قائلة: «تتحد سورية بجغرافيتها وتضاريسها، سورية واحدة موحدة بأرضها وشعبها، انتمائنا واحد وكلنا نتقاطع في حب بلدنا، وقضيتنا واحدة، وأنا كما الإنسان السوري عموماً أنتمي إلى كل سورية».

من الحضور قالت الفنانة التشكيلية «منى سلمون» : «بدت لي هذه المشاهد الرائعة وكأنها لوحات واقعية رسمت بريشة فنان مخضرم، غير ذلك ولأن حياة الشخصيات المحورية مليئة بخيبات الأمل والقهر لذلك جاءت الأحداث مشحونة بمشاهد درامية تستهدف أولاً وأخيراً إثبات حقها رغم مرور الزمن، هذا الزمن الذي يعتبر تاريخاً ولكنها محفوظة في وجداننا من خلال مشاهد مليئة بالتدفق العاطفي والألم النفسي الذي عاشته وتعيشه الشخصيات التي تمثل شخصية كل من يعيش على أرض جولاننا الحبيب».

ونوهت سلمون على شخصية الفنان الكبير غسان مسعود في الفيلم قائلة: «جذبني أداء الفنان الكبير غسان مسعود حيث نجح كعادته واستطاع أن يجذب المتلقي باسلوبه المتقن وبحرفية تنم عن امكانيات مذهلة في تبني الشخصية بملامحها وتجلياتها الداخلية التي تنازعتها مشاعر الحب واللهفة والتضحية والقلق والقوة».

فيلم «رسائل الكرز» قصة الكاتب نضال قوشحة، سيناريو وإخراج سولاف فواخرجي، تمثيل كل من الفنانين غسان مسعود، جيانا عيد، أنطوانيت نجيب، محمود نصر، دانا مارديني، ناصر مرقبي، باسل حيدر، جيرار آغباشيان ،علي رمضان، عماد السمان، وجدي عبيدو، والأطفال: علي رمضان ، سما حلوم، لين عسكر، وكتب الموسيقا للفيلم الموسيقي هايك يازجيان، والفيلم من إنتاج شركة «سيرياتيل» بالتعاون مع شركة «شغف» للإنتاج الفني.

إدريس مراد

اكتشف سورية

رسائل الكرز الفيلم الأول إخراجياً للفنانة سلاف فواخرجي في دار الأوبرا	رسائل الكرز الفيلم الأول إخراجياً للفنانة سلاف فواخرجي في دار الأوبرا	رسائل الكرز الفيلم الأول إخراجياً للفنانة سلاف فواخرجي في دار الأوبرا

بقية الصور..