بانوراما المجاهد خليل خطيب
08 09
أول وأضخم عمل نحتي بانورامي في سورية وفي الوطن العربي
ما تشاهدونه من صورٍ هي لوحة بانورامية ضخمة بمساحة تقارب 200 متراً مربعاً، في برمانة المشايخ، منطقة الشيخ بدر في جبال طرطوس، حُفرت على جرفٍ صخري للمجاهد الشيخ خليل أحمد خطيب، الذي شارك الشيخ صالح العلي ملاحم البطولة والنضال ضد المستعمر الفرنسي.
وفي لقاء لتشرين قال عدنان صفي الدين خطيب حفيد الشيخ خليل خطيب وصاحب فكرة العمل: «أردت من تقديم هذا العمل تكريم الشيخ لما قام به من بطولات وأعمال عظيمة، حيث كان يُعد المخبأ الأمين لمستودعات السلاح للشيخ صالح العلي، حتى أنّ المستعمر الفرنسي حكم عليه بالإعدام نتيجة ذلك، لكنه استطاع أن يفرّ من أيديهم ومن بطشهم، ومن كثرة حقدهم عليه فشوا غلّهم بأن أحرقوا الضيعة».
ويتابع «كما عُرف عن جدي أنه كان قاضي المنطقة، فما كان يقصده أحد بمشكلة ما إلا ويلقى عنده الحل المناسب، ولم يكن يحتكم إليه متخاصمان إلا ويكون الصلح سيد الأحكام بينهما، وتحل كل مشاكلهما ولو كان ذلك على حسابه الخاص، وكان القرآن الكريم مصدر إلهام جميع أحكامه في حل المشكلات والخصومات». وأضاف «من خلال البحث والتقصّي تبيّن بأنّ هذا العمل هو أول وأضخم عمل نحتي بانورامي في سورية وفي الوطن العربي.
كما يقول الفنان علاء محمد الذي قام بتصميم العمل البانورامي وتنفيذه: «تمّ الاتفاق على نحت البانوراما على نفس الجرف الصخري الذي كان يستخدمه الشيخ لتربية النحل، ولذلك سُميّت الصخرة بـ"قلع النحلات"، وتتألف اللوحة البانورامية من وجه الشيخ الشخصية الأساسية للعمل في المركز بعرض 4.5م وارتفاع 3م، ويُعدّ أضخم تمثالٍ لوجه في سورية، وعلى جانبيه تمّ تنفيذ بعض الرموز المأخوذة من البيئة ووضع المكان، وفيها مجموعةٌ من الوجوه لأشخاص عاصروه وبوضعيات مختلفة، رافقها بعض الحركات التعبيرية التي تدلّ على الجمال والثورة والحب والأرض تعطي العمل غنى معنوياً واجتماعياً، كذلك هناك وجه لحصان متجه باتجاه الفارس الخارج من الصخر وكأنهما يحكيان قصة ثورة، وكان للمرأة حضورها في اللوحة من خلال وجهين تعبيريين في يسار ويمين العمل، لما تحمله المرأة من معان ورموز فهي تعني الأم والأرض والعطاء والخصوبة والجمال ولا ننسى دورها كثائرة في ذلك الحين».
وأضاف الفنان علاء: «استمر العمل ستة أشهرٍ في ظروف صعبة وقاسية جداً، تحدينا فيها البرد والثلوج والعواصف والأمطار، شاركني بالعمل سبعة فنانين هم نزار بلال، ومحمد محمد، وسامي الروماني، وحسن محمد، وقصي النقري، وباسل شورشفان، واستخدمنا في عمليات الحفر الأزاميل والمطارق والصواريخ الكهربائية بدسكاتٍ ألماسية، نظراً لنوعية الصخر الكلسي المتصلب.
تشرين