الدراما السورية 2015.. مؤسسة الإنتاج التلفزيوني دخلت الموسم بقوة عبر خمسة أعمال

28 تموز 2015

.

لم تتراجع سطوة الدراما السورية هذا العام على جمهورها سواء داخل البلاد أو خارجها بل شهدت اهتماما متزايدا من حشود النظارة والمحطات العربية التي أفردت ساعات مطولة لتناول الأعمال التلفزيونية السورية لا سيما تلك التي سلطت الضوء على الأزمة في سورية ليكون عام 2015 موسما لافتا من جهة إصرار القائمين على هذه الأعمال بإنعاش جذوة الإنتاج والتركيز على هواجس وشجون المواطن السوري.

المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني دخلت هذا الموسم بقوة عبر خمسة أعمال منافسة أرادت انتزاع الاعتراف بها كطرف أساسي في سوق العرض الرمضانية عبر أطروحات بصرية مغايرة لجهة مقولات تنويرية مضادة أدارت ظهرها بالكامل لمسطرة الأعمال الشامية السابقة ليكون مسلسل «حرائر» في واجهة الأعمال التي حققها المخرج باسل الخطيب عن سيناريو للكاتبة عنود الخالد إذ شاهد الجمهور وعلى مدى ثلاثين ساعة تلفزيونية وقائع صعود الطبقات المتعلمة داخل المجتمع السوري مطلع القرن العشرين عبر حكاية الكاتبة السورية ماري عجمي وخطيبها المناضل بيترو باولي وكيف وقف الحبيبان في وجه المستعمر العثماني ممثلاً بحكومة جمال باشا السفاح.

كذلك حضرت في «حرائر» شخصيات من التاريخ السوري المعاصر من مثل نازك العابد ومريانا مراش كأصوات نسائية حملت على عاتقها حقوق المرأة وتنوير المجتمع والوقوف في وجه التطرف والتعصب والعادات والأعراف البالية وذلك من خلال نهضة اجتماعية شاملة طالت مناهج التعليم وحركات التحرر الوطنية والصالونات الأدبية والمظاهرات في وجه المستعمر الفرنسي بعد إنذار غورو الشهير لحكومة الملك فيصل وصولا إلى معركة ميسلون وتضحيات الجيش العربي السوري بقيادة وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة ورفاقه.

أعمال عديدة تقدمت إلى الواجهة كان أبرزها مسلسل «امرأة من رماد» لمخرجه نجدة إسماعيل أنزور وكاتبه جورج عربجي وفيه تابع الجمهور حكاية «جهاد» سوزان نجم الدين المرأة التي تصاب بنوع من الفصام النفسي بعد قضاء ابنها الصغير في تفجير إرهابي وكيف تنعكس هذه الحادثة على حياتها وظروف عملها بإدارة المصنع الذي تملكه حيث عول هذا العمل على تقديم سلسلة من الأحداث الدرامية التي أطلت على واقع الأزمة بعيدا عن المباشرة الفنية.

«شهر زمان» بالمقابل أطل هو الآخر عبر شخصية الصحفية «جوري» ديمة قندلقت على ملف حساس للغاية عبر نص كتبه وأخرجه الفنان زهير قنوع والذي آثر في هذا العمل التعويل مجددا على حبكة تشويق ذكية بناها من خلال قصة امرأة تفاجأ في ليلة زفافها بضلوع زوجها «فواز» وائل رمضان في ملفات إرهابية خطيرة فتقرر الهرب والاختباء في بيت صديق لها لتتعرف بعدها على الطبيب «يوسف» عباس النوري الذي يشرف على علاجها والوقوف إلى جانبها ضد عصابة الزوج.

أحداث راهن من خلالها زهير قنوع على تحقيق معادلة بصرية لافتة بعيدة عن الإنشاءات الرخيصة مطلا عبر شخصياته على منعكسات الأزمة في العلاقات الاجتماعية.

«حارة المشرقة» كان حاضرا هذا العام أيضا من خلال إنتاجات المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني حيث تصدرت النجمة سلاف فواخرجي أحداث هذا العمل عبر أداء لافت لشخصية «شهيرة» المرأة اللعوب التي تحاول التخلص من ماضيها عبر مغامرات تنسجها بعد كل حكاية حب حيث استطاع المخرج ناجي طعمة بتقديم نص أيمن الدقر ضمن توليفة اجتماعية رومانسية أطلت على حال بعض النخب المثقفة من رسامين وفنانين تشكيليين وصحفيين وتجار وندوات مقاه ثقافية وفنية.

وأما العمل الخامس فكان مسلسل «دامسكو» تأليف عثمان جحا وسليمان عبد العزيز وإخراج سامي جنادي ولكنه لم يعرض خلال شهر رمضان.

أعمال المؤسسة لهذا العام حاولت فرض مزاج آخر عبر التعشيق مع متطلبات سوق العرض وحاجة المشاهد السوري إلى أعمال تشبهه وتحاكي أوجاعه لا سيما في الظروف الصعبة التي يمر بها.




سامر إسماعيل

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق