صويلح يوقع كتابه «قانون حراسة الشهوة» في غاليري القصيدة الدمشقية

12 تموز 2015

.

تصدى الروائي السوري خليل صويلح لمفهوم الرقابة في الثقافة العربية عبر كتابه الجديد قانون حراسة الشهوة الصادر حديثاً عن دار نينوى طارحاً أسئلة جريئة على القارئء العربي عبر العديد من العناوين المثيرة التي ضمها الكتاب الواقع في مئتين وخمس عشرة صفحة من القطع المتوسط حاول من خلالها صويلح الإطلالة على المحرمات في الثقافة العربية وحساسية طرحها في الرواية والفنون والشعر والنقد الأدبي.

حفل توقيع الكتاب الذي أقيم أمس في غاليري وصالون «القصيدة الدمشقية» في دمشق القديمة شهد حضور العديد من المثقفين والفنانين والإعلاميين ليكون بمثابة إحياء لمنابر ثقافية وفنية جديدة يتفاقم حضورها باطراد لتكون في واجهة الحراك الثقافي الأهلي ولقاء يجمع أصحاب الشأن الثقافي حيث تشهد مدينة دمشق القديمة باستمرار ملتقيات شعرية موسيقية وحفلات توقيع كتب تؤكد على ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت والظلام.

الروائي الحائز جائزة نجيب محفوظ عن روايته «وراق الحب» عام 2009 تساءل ومنذ الصفحات الأولى لكتابه الجديد فقال.. «هل مات المكتوبجي العثماني حقاً… نفتش في صفحات كتاب الرقابة بوجوهها وأقنعتها المختلفة فنجد شذرات عما أعمله الرقيب في تاريخ التفكير العربي وآليات المنع والمصادرة في اجتثاث أية أفكار مارقة».

شهادات جارحة يدلي بها «قانون حراسة الشهوة» عن آلية عمل الرقابة العربية وخطوطها الحمر فكأننا لم نغادر عتبات القرون الوسطى ومقص المكتوبجي العثماني الذي كان بالمرصاد لحركات التحرر العربية في عصر النهضة وبزوغ الفكر القومي والتي كان في مقدمتها الأحرار والمثقفون والقوميون العرب والسوريون الذين تعرضوا لأشد حملات التعذيب والتنكيل والإعدامات الجماعية على يد جمال باشا السفاح.

الروائي صويلح يقول على صفحات كتابه تحت عنوان «المشكلة ليست في الطريق بل في عجلات العربة».. «أغبط أولئك الروائيين الذين ينظرون إلى أنفسهم بتبجيل خاص رغم أن معظم مؤلفاتهم يغطيها غبار النسيان.. أولئك الذين يرتدون البزة الرسمية وربطات العنق في الكتابة بوصفهم أنبياء مؤجلين فمنذ السطور الأولى لروايتي الأولى /وراق الحب/2002/ كنت على قناعة غائمة أنه بإمكاني كتابة رواية جديدة وأنا أرتدي الجينز ثم أكملتها في ركن من المطبخ فوق طاولة الطعام وبالبيجاما من دون تذمر وبما يشبه الحمى».

ويتابع صويلح فيقول..«كنت حينها قد طويت علاقتي بالشعر نهائياً بصدور مجموعتي الثالثة "اقتفاء الأثر" عام 2001 لكن بقايا المجاز لم تغادر معجمي السردي فاكتشفت أهمية استثمار مزايا قصيدة النثر في الكتابة الروائية أن تلتفت إلى المرئيات وتستنفر الحواس وتتجول في الأزقة الفرعية للحياة وتمنح ما هو متروك جانباً عناية خاصة وذلك عن طريق زجه في المتن حيث لم أكن أعي وقتها معنى تحطيم السرديات الكبرى أو استراتيجيات كتابة ما بعد الحداثة لكنني كنت أفعل ذلك بلا دراية نقدية وبالالتفات إلى ما يشبه الحياة اليومية في تشظياتها المستمرة إذ كنت قرأت عبارة لأحدهم تقول.. فتش في الجوار».

وتحضر في كتاب قانون حراسة الشهوة العشرات من الأسماء الأدبية العربية والسورية حيث نقرأ عناوين لافتة في أبواب الكتاب ومقالاته على هذا النحو..«سنية صالح أرشيف شخصي في تدوين الألم.. غادة السمان الحياة بوصفها تجربة للكتابة.. سعد الله ونوس يأس جحيم عدم.. زكريا تامر هجاء القتيل لقاتله..أمين الزاوي ضد المدونة المستقرة.. غضب محمد شكري ورصانة محمد برادة.. نزيه أبو عفش نبي أعزل بلا مريدين.. علي الجندي المليك الضليل.. منذر مصري يستأنف صفيره.. رياض الصالح الحسين لا أحد يغني سوى الساطور.. صالح علماني مترجم برتبة كولونيل.. أمين معلوف لا أمل في إصلاح الكوكب».

ويرصد الروائي صويلح من موقع القارئ أحوال الكتابة المحرمة وشهوة الضد سواء في تجربته الروائية أو في تجارب الآخرين بقصد تحطيم الأسلاك الشائكة وقوانين حراسة الشهوة بصحبة عشرات الكتاب فيميط اللثام عن نصوص وأفكار ومواقف في العصيان في مواجهة حراس الفضيلة سواء إلى جهة المعنى أم نحو لغة متمردة مشتبكاً مع عناوين إشكالية من مثل “أن تقرأ الجسد انتربولوجياً وتزيح فلكلوريته جانباً وأن تكتب أدباً أيروتيكياً مقابل دولار للصفحة الواحدة”.

ويتجول المؤلف في متاهة المكتبة وخرائط الكتابة المضادة وبساتين الشهوة في قراءات نوعية لتجارب ألبرتو مانغويل.. إدواردو غاليانو.. أنانيس نين.. جان جينيه.. فروغ فرخ زاد.. محمد شكري.. سليم بركات.. أليف شفق وآخرين.

سامر إسماعيل

sana.sy