العلم العربي وتطوره في العصر العباسي.. دراسة للدكتور عبده القادري

18 أيار 2015

.

يقدم الكاتب عبده القادري في كتابه الجديد بعنوان «العلم العربي وتطوره في العصر العباسي الأول» دراسة في التفسير الاجتماعي لتطور هذا العلم في سعي إلى الكشف عن العلائق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للعلم العربي في هذه المدة الزمنية المهمة انطلاقا من أن العلم ما هو إلا صورة من صور النشاط الإنساني وأنه نشاط يتشابك مع سائر أنواع النشاطات الأخرى في ثقافة المجتمع.

ويقدم الكتاب الصادر عن الهيئة السورية للكتاب بحثا في العوامل السوسيولوجية للعلم العربي في العصر العباسي الأول الممتد ما بين عامي 132- 232 للهجرة وتبيان عوامل البيئة الاجتماعية التي تمت فيها ظاهرة العلم في العصر العباسي الأول ومدى تأثيرها في هذه الممارسة العلمية.

ويوضح القادري في مقدمة الكتاب الواقع في 263 صفحة أن اختياره لهذه الفترة التاريخية كميدان تطبيقي لدراسته السوسيولوجية له مسوغات تاريخية أساسية تعود بمجملها إلى أن الحقبة العباسية الأولى تميزت بازدهار مدهش في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتطمح هذه الدراسة حسب القادري إلى تحديد الشكل لنمط الإنتاج داخل بنية العلاقات الاجتماعية الإنتاجية كما تطمح إلى الكشف عن الحاجات الاجتماعية التي ولدت ما يسمى حافز التقدم العلمي ومن ثم الكشف عن الأسس السوسيولوجية للعطاء العلمي وكيف ساهمت في وضع العلم داخل بنية المجتمع العباسي الوسيط .

أما منهج الدراسة في هذا الكتاب فهو المنهج المعروف في فلسفة العلم باسم المنهج السوسيوامبيريقي الذي يسعى إلى تحليل الوقائع الاجتماعية للوقوف على العوامل التي حددت شروط تشكل المعرفة العلمية أي أنه المنهج الذي يتناول ظاهرة العلم من الخارج في مقابل التناول الابستمولوجي لظاهرة العلم من الداخل محاولا تطبيقه على ظاهرة العلم العربي في العصر العباسي الأول.

وينطلق هذا المنهج من نقطتين أساسيتين.. الأولى هي اكتشاف الوقائع الحضارية بصورة موضوعية كاملة فيأخذ القادري بعين الاعتبار أن انجاز هذه العملية المعقدة ومتعددة الجوانب تقتضي دراسة ما كتبه المحدثون والقدماء حول تاريخ تلك الحقبة وبالتالي يجب الكشف عن المصادر الأصلية في عصر هذه الظاهرة أما النقطة الثانية فتكمن في أن الفكر يرتبط ارتباطا وجوديا بالواقع الاجتماعي ما يستدعي البحث عن نمو الفكر والعلم داخل الامكانات التي خلفتها لهما الجوانب الحضارية.

ويبدأ القادري كتابه الذي يتضمن أربعة فصول بمدخل حول التفسير السوسيولوجي لنشأة العلم وأصوله الفلسفية ثم يتناول في الفصل الأول الاطار الحضاري للعلم العربي في العصر العباسي الأول ويتحدث في الفصل الثاني عن القاعدة الاجتماعية والاقتصادية للعلم العربي في ذلك العصر فيما يتناول في الفصل الثالث معاهد العلم في العصر العباسي الأول أما عنوان الفصل الرابع فهو الممارسات السوسيولوجية وأثرها في تطور العلم.

والدكتور عبده القادري المولود عام 1970 حاصل على درجة الدكتوراه بتاريخ وفلسفة العلوم من جامعة عين شمس المصرية وهو عضو الهيئة التدريسية في معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب وله مجموعة من الأبحاث في مجلات علمية متخصصة في تاريخ العلوم.


سلوى صالح

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

Mada:

كتاب ممتع وقد أضاف شيء جديد للتاريخ

Syria

بيداء :

ارجو الحصول على مصادر عن الارمن وتاريخهم الحضاري في الدوله العربية

العراق