خصائص ومزايا وأشكال المآذن الأثرية في سورية

03 أيار 2015

.

تؤكد دراسة مآذن الأوابد الأثرية في سورية أن المآذن لم تكن في يوم من الأيام حكرا على المباني الإسلامية فهناك كنائس في سورية تفرعت منها قبة الجرس المربعة وهي صفة عامة للكنائس الأثرية المنتشرة في سورية.

ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد قارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف.. «إن المئذنة ليست رمزا دينيا إجباريا فكثير من المساجد الإسلامية لا تحتوي على مآذن و في سورية ابتكر تقليد بناء المئذنة بشكل برج مربع في جامع بني أمية الكبير بدمشق فبنيت مئذنة العروس وفق هذا الطراز ومن سورية انتشر تقليد بناء المآذن بشكل برج مربع في شمال إفريقيا وإسبانيا.

وأوضح المؤرخ السوري أن بناء برج مربع الشكل أقيم في الأساس لأغراض عسكرية في العصر الروماني فمن الملاحظ في الحاميات العسكرية الرومانية وجود أبراج مربعة تنتصب في الزوايا الأربع من الحاميات وهي تمتاز عمرانيا بكونها أخفض وأعرض من المآذن ولها حرف مسنن وخير مثال على ذلك معبد الإله جوبتير في دمشق والذي أقيم مكانه كنيسة القديس يوحنا المعمدان ومن ثم الجامع الأموي الكبير بدمشق و قد احتفظ بالأبراج المربعة للحامية الرومانية في زوايا الباحة المحيطة بالهيكل ومع انتشار الديانة المسيحية تحول البرج إلى قبة الجرس وأصبح أكثر ارتفاعا واستبدل السطح المسنن المخصص لإقامة عدد من المحاربين بمساحة أصغر خصصت للجرس أو مجموعة أجراس.

وأوضح الدكتور السيد أن المآذن المربعة في سورية نوعان نوع برجي مربع مؤلف من قطعة واحدة كما هو الحال في مئذنة جامع زكريا في حلب و برج مربع مؤلف من أجزاء متعددة وخير مثال على ذلك الجامع الأموي الكبير بدمشق وفي سورية نجد أيضا مآذن عثمانية إسطوانية الشكل ولفت السيد إلى أنه يوجد في العالم الإسلامي مآذن حلزونية الشكل أهمها موجود في سامراء وتقوم فوق قاعدة مربعة ارتفاعها ثلاثة أمتار ويبلغ ارتفاع المئذنة خمسين مترا وعرضها 33 مترا كما أن هناك مآذن مدورة كما هو الحال في مئذنة جامع قليان في مدينة بخارى في آسيا الوسطى و البالغ ارتفاعها خمسين مترا و هي عبارة عن برج أسطواني يتزايد ضيقا حتى الرأس الذي تنفتح فيه 16 نافذة و هناك مآذن تشبه الأعمدة منتشرة في آسيا الوسطى و إيران كمئذنة مدرسة أولوغ بيك المبنية عام 1417م و مئذنة مدرسة شيردور في سمرقند والمبنية عام 1619م.

وأضاف السيد إنه يوجد أيضا مآذن عريضة وقليلة الارتفاع كمئذنة مدرسة تيليا كاري في سمرقند والمبنية عام 1647 م وهناك مآذن متنوعة التركيب كمآذن الجوامع القديمة في مصر والتي تتألف من أجزاء مربعة ومضلعة و أسطوانية.


عماد الدغلي

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق