أمسية شعرية بالمركز الثقافي في الميدان بدمشق

29 نيسان 2015

.

أقام المركز الثقافي في الميدان مساء اليوم أمسية شعرية شارك فيها الشاعر يوسف قائد والشاعر مهند كامل والشاعرة مرام النسر.

وغلب على القصائد الجانب الانساني والعاطفي والتزمت بالوزن والنغم الموسيقي اضافة الى عدم الخروج عن الطابع الاصيل خلال الروي والقافية.

والقت الشاعرة مرام النسر عددا من القصائد التي تميزت بالنزوع العاطفي والانساني والالتزام بشكل دقيق بالتفعيلة الخليلية اضافة إلى محاولة التفرد باسلوب خاص تسعى اليه في مجمل قصائدها عبر استخدام الحركة الموسيقية والتوزان الموضوعي للنصوص كقولها في قصيدة «لا تنصريه».

«ينم الشعر عن شوقي اليه .. ويكتم أي شوق يعتريه
ويترك خلف ذاك السفح طفلا .. يتوق الى الوصال وعذب فيه».

وفي قصيدتها تأشيرة عبور حاولت النسر إن تعبر عن لواعجها وجراحاتها لما يدور في عالمها الانساني من قهر يجرح الانسان والارض وتذهب محاولة ان تزرع الحب والخير كقولها..

«وأرضي لم تعد أرضي .. عرفت جميع أنصاف العذاب ولم أزل أغضي
أسير على شوارعها..أصافح من اقابلهم بكل الود كي أمضي ..
ولا أمضي».

أما الشاعر مهند كامل حاول من خلال التزامه بقصيدة الشطرين والتفعيلة ان يشتغل على تجديد العبارة والالفاظ وصولا الى معان أكثر حداثة مما سبقه من الشعراء إلا ان بعض مواطن التكرار في نصوصه أثرت قليلا بشكل سلبي دون ان تخدش المستوى الفني للموهبة الشعرية الراقية عنده كقوله في قصيدة «أمل الرؤية»..

«يا لالبسات الشعر وهما أشقرا .. وجع القصيدة ان تقال كما ترى
نبض الحروف مؤثر في طبعه .. فاعبأ بجرحك كي تكون مؤثرا».

كما أتت قصيدة “دمك المجاز” للشاعر كامل تجسد حالة الشاعر أمام عدم ثقته بما يدور من تطور على الصعيد الاجتماعي والانساني منذ عصور قديمة حتى الان محاولا أن يلتزم بالتفعيلة المقيدة في طرحه الشعري كقوله..

«عشرون عاما والزمان مبعثر .. وأنا وانت قصيدتان وحيدتان
وخنجر وأنا وأنت حديقتان قصيتان .. وليس ثمة معبر
عشرون عاما والوراء مقدم .. عشرون عاما والامام مؤخر».

في حين ظهرت في نصوص الشاعر يوسف قائد الالام والاوجاع التي تدفعها الغربة لتكون في نسيج نصوصه الشعري برغم محاولته الخروج منها عبر موهبته الحسنة وأسلوبه الواثق حيث يقول في قصيدته «بلا عنوان»..

«أنا وجع يعشق الخنجرا .. وينشر من دمه عنبرا
اذا ما ضحكت اذا ما بكيت .. سواء فحسبي أن اشعرا».

كما كتب الشاعر القائد لدمشق التي اعتبرها اعز ما عنده واكثر ما يدفعه للكتابة ويحرض مكامن النخوة في داخله كقوله في قصيدة قيامة الشام..

«أنا المهلهل لما بت باكية .. أنا سليمان لما كنت بلقيس
يقال عنك ملئت الدهر اسئلة .. وكان كل جواب منك مقبوسا»

وعن رأيه بالأمسية قال الشاعر مازن محملجي ان المشاركين يمتلكون مواهب الا انهم أكثروا من التكرار في نصوصهم الشعرية معتبرا ان الصور التي اتوا بها غير واقعية.

في حين رأى الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق أن هذه الامسية تدل على مستقبل شعري باهر والتكرار ظاهرة إيجابية تحمل أكثر من معنى واما البنية المعنوية للصورة فهي تعبر عن السبب العاطفي عند الشاعر وهي صحيحة.

كما قال الأديب والإعلامي رياض طبرة ان هذه الامسية من اهم الامسيات التي اقيمت في دمشق وهي تمتلك مستوى ليس قليلا وعلى النقاد ان يأخذوا بيد الشباب وان يبتعدوا عن محاولة احباطهم .

وأوضح الأديب سامر منصور ان النصوص الشعرية المشاركة تباينت بين الشعر الوجداني الذاتي كما هو عند مرام النسر وبين الاهتمام بالصورة الشعرية كما هو عند يوسف قائد الذي أرهق صورته بالاسلوب الاتباعي الا أن مهند كامل عمل على ايقاعية انسيابية اثارت العذوبة في قصائده برغم تأثره بمحمود درويش ونزار قباني.

ولفت الشاعر غدير اسماعيل إلى تنوع الأصوات في الأمسية برغم تلاقيها في اللغة القوية والوزن العروضي والموهبة معتبرا ان الامسية تميزت بمواهب مضيئة تبعث السرور وتبشر بمستقبل واعد.


محمد الخضر-شذى حمود

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق