«كبرياء سوري».. أصبوحة شعرية في ثقافي حماة

26 نيسان 2015

.

تميزت القصائد التي ألقاها الشاعران محمد منذر لطفي و شحود اليازجي في اصبوحة شعرية بالمركز الثقافي القديم بحماة تحت عنوان «كبرياء سوري» بالطابع القومي والوطني والاحتفاء بأمجاد الجلاء مع التطرق للقضايا المعاصرة.

وألقى الشاعر لطفي قصيدة بعنوان «مقطعان من دفتر الحب والوطن» استهلها بتعظيم وتمجيد للوطن متغنيا بربوعه الحبيبة بأسلوب رقيق يعبر عن عمق عاطفته التي يكنها للوطن ويدل في الوقت ذاته على قوة الانتماء التي أراد أن يوصلها بلغة واضحة وقريبة عمد فيها إلى استخدام الألفاظ والصور الرقيقة والقريبة من الواقع وإن كان الغرض الأساسي هو المدح والفخر فقال:

«ياأنت ياملء عين الدهر ياوطني سقيتني الحب ألوانا وألوانا أهواك في رفة الأنسام في فنن .. شاد يسلسل أطيابا وألحانا».

والقصيدة عبارة عن رسالة حب يقدمها الشاعر إلى وطنه يتغنى بأمجاده ويفخر بانتصاراته الزاخرة والمليئة كحقول مفروشة بالجوري والريحان فيقول:

«سبحان من أبدع الآيات في وطني حسنا يتيه على الأكوان سبحانا أهواك في طيف نيسان يهدهدنا ويفرش الدرب جوريا وريحانا».

كما ألقى الشاعر لطفي قصيدة بعنوان «قراءة معاصرة في معركة ميسلون ومعارك الجلاء» محاولا استحضار هذه المناسبة من الماضي إلى وقتنا الحالي لإيصال الفكرة القائلة بأن التاريخ يكرر نفسه فالنصر الذي حصل بالامس على الفرنسيين سيعود ويتكرر على التنظيمات الارهابية بزخم وبدفع عظمائنا لنا ويفتتح قصيدته بتحية لشهداء الجلاء الذين أضاوءوا لنا سماء الوطن بدمائهم الطاهرة فخرا وعزة ونورا لاينطفئ معتمدا بذلك على الألفاظ الموحية والدالة على الاشراق والنور مايدل على نظرة الشاعر المتفائلة بالمستقبل فيقول:

«شهداء الجلاء منا سلاما انتم الصبح والندى والخزامى قد أضأتم في ميسلون منارا عربي السنا يتحدى الظلاما فغدوتم في كل ثغر نشيدا وغدوتم في كل صدر وساما».

وركز الشاعر في هذه القصيدة على فكرة صمود سورية في وجه المحن التي تتالت عليها وهي وإن كثرت فإن ذلك لن يؤثر لأن سورية اعتادت دائما على التحدي والنصر والدليل واضح في ميسلون والجلاء فيقول:

«عاشت الشام للبطولات نجما ستبقى شمسا وبدرا تماما إنها الدهر لاتلين لغاز فاسألوا عن صمودها الأياما».

أما الشاعر شحود اليازجي فألقى ثلاث قصائد دارت في فلك المناسبة مع ملامسته للواقع بمحاولة منه للحديث عن الهموم المعاصرة لاستحضار أوراق الماضي المشابهة ففي قصيدة عنوانها «كفى اقتتالا» يطرح الشاعر مسألة الهم الوطني المحيط بالسوريين محاولا استنهاض الهمم من خلال التذكير بالأمجاد التي صنعها الأجداد من اجل المحافظة على وحدة هذا الوطن وسلامه واستقراره اللذين كانا ومازالا عنوانا لسورية فيقول ..

«سرت قوافل من صلوا ومن ركعوا تعانق المجد أفواجا وماانقطعوا ذكرت اسما فكان المجد في وطني هو الجلاء وهذا الاسم ينتزع».

وتطرق الشاعر اليازجي إلى فكرة المحافظة على السلام بين السوريين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم من خلال التذكير بالسلام الذي كان قائما بين السوريين وتماسكهم في وجه الاستعمارأما في قصيدته بعنوان «ابتسامة شهيد» فتحدث عن مهمة الشاعر في هذا الواقع المعاصر وعلاقته بالمحيط ومدى احساسه به من خلال صور حسية الغاية منها توضيح دور الشاعر في هذه المرحلة فيقول:

إن الجمال بريشتي يتنعم فأنا أغني للحياة وأرسم أنا أرسم الأوطان بعض قلاعها تبكي وتضحك تارة تتألم.

فملامسة الشاعر للواقع لاتنقص من شاعريته بقدر ماتضيف إلى سجل التاريخ وبناء على هذه الروءية ينطلق الشاعر لتصوير مشاهد من الواقع من منظوره الشعري وفي قصيدة بعنوان لن أنحني أكد على أهمية الهوية السورية لكل سوري فكانت الألفاظ الدالة على القوة والثبات والاستمرار هي الغالبة كماأن طغيان ضمير الأنا ليس إلا وجها آخر لترسيخ الهوية الوطنية للسوري فيقول:

كالرمح أشمخ دائما لا أنحني إلا لحرف جاء ينصف موطني إني أنا السوري رمز حضارة كالرمح أبقى فاطمئني وطمئني.

ورأت ريتا سلامة «مدرسة لغة عربية» في تصريح لسانا الثقافية أن في الأصبوحة ملامسة واضحة لقضايانا المعاصرة بلغة قريبة منا وواضحة من دون إسفاف معتبرة أن هذه القصائد لم تحمل رؤية الشعراء وافكارهم فقط بل كانت ملامسة لافكار كل السوريين.

بدوره عبر عيسى حمود مدير ثقافة حماه عن أهمية عيد الجلاء وعلى الرغم من أهميته لدى السوريين فهم لايستطيعون أن ينسوا همهم الحالي وهو ماتجلى في هذه الأصبوحة.


سهاد حسن

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق