أخبار الدعاة.. كتاب يتناول شخصيات تاريخية حاولت تشويه الأديان

10 شباط 2015

.

يتناول أحمد أيوب في كتابه الصادر عن دار العراب ودار نور حوران بدمشق أخبار الشخصيات التي عملت على تشويه الديانات السماوية منذ نشأتها فمنهم من ادعى كذبا على الله أو رسله ومنهم من وصل به إلى أن ادعى الربوبية ومنهم من ألحد بالأديان ومنهم من ادعى أنه نبي الله ومنه ممن تزندق واستخف بالذات الإلهية.

وأتى الباحث بأخبار المتالهين والحلولين والمتنبئين والزنادقة والملحدين ومنهم من جاء قبل الإسلام وقام بتأسيس ديانات ومعتقدات وأفكار حيث التزم بمنحى توثيقي في عرض حياته وقصصه وأخباره ونهايته إضافة إلى شرح تداعيات بعض الشخصيات التاريخية والقرى والقبائل لتقريب الفكرة من المتلقي وتقديم البحث بشكل مقنع فضلا عن فهرسة للأسماء والمدن والمصادر والمراجع.

والمؤلف الذي قسم الكتاب لثلاثة فصول في أخبار المتألهين والحوليين وفي أخبار المتنبئين والزنادقة والملحدين تناول في فصله الأول الحكيم الصيني لاوتسو الذي ولد عام 604 قبل الميلاد وهو مؤسس الديانة التاوية والتي تقوم على مفهوم الأقطاب بين الخير والشر اللذين يتعاونان لتحقيق التوازن في الكون نقيض مفهوم الأضداد في الأديان السماوية والتي تقوم على صراع أبدي بين الأضداد الخير والشر.

أما الفيلسوف الصيني الآخر كونفوشيوس الذي ولد سنة 551 قبل الميلاد في مدينة تسو وهي إحدى مدن مقاطعة لو الصينية ومؤسس الديانة الكونفوشيوسة فدعا إلى إحياء الطقوس والعادات وديانته تقوم على عبادة اله السماء الأعظم وتقديس الملائكة وعبادة أرواح الآباء والأجداد.

وفي الفصل الثاني أخبار المتنبئين أمثال زرادشت الذي عاش ما بين 660و583 قبل الميلاد وهو مؤسس الديانة الزاردشتية القائمة على وجود الهين متصارعين واحد للشر وآخر للخير.

أما مسيلمة بن حبيب الحنفي الملقب بمسيلمة الكذاب فبعد أن أعلن قومه إسلامهم وعادوا إلى منازلهم ارتد عن الإسلام وأعلن أنه نبي مرسل إلى بني حنيفة وبعد تمرده قتل على يد وحشي بن حرب وأبو دجانة في معركة اليمامة.

وممن ادعوا النبوة أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الكوفي الذي ولد سنة 915 ميلادية وادعى النبوة وهو فتى لم يبلغ العشرين من عمره فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيد حاكم فأسره وتفرق أصحابه وحبسه طويلا ثم استتابه وأطلقه.

ولدى المتنبي أبيات متفرقة في قصائده يشبه نفسه فيها بالأنبياء كقول..

أنا من أمة تداركها الله …غريب كصالح في ثمود

ما مقامي بأرض نخلة إلا … كمقام المسيح بين اليهود.

وفي الفصل الثالث كانت شخصيات الزنادقة والملحدين ومن أهمهم عبدالله بن المقفع ومطيع بن إياس والجاحظ وغيرهم كثيرون ولعل أميزهم بشار بن برد الذي ولد وهو لا يبصر ونشأ على الفقر وكان شريرا ثم قال الشعر وهو مازال حدثا وأخذ يهجو الناس وقضى معظم حياته في البصرة وتلقى فيها ضروبا من العلم فتسرب إليه كثير من الزندقة وكان غزله فاحشا وقتل في البصرة نحو 167 هجرية ومن أقواله التي يفصح فيها عن معتقداته.

إبليس أفضل من أبيكم آدم … فتبينوا يا معشر الفجار

الأرض مظلمة والنار مشرقة … والنار معبودة مذ كانت النار.



محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق