أناشيد لسمو الزنبقة للشاعر غسان حنا

10 شباط 2015

.كتابة القصيدة بمداد القصة

أناشيد لسمو الزنبقة نصوص شعرية للشاعر غسان حنا شملت جوانب عديدة من تحولات حياة الانسان اضافة إلى روءى الشاعر في الكون والفضاء والبحر وما تعني هذه الكائنات لإنسان يمتلك الإحساس ويحلم بمجتمع يصل إلى مستوى الرقي والسمو.

يحرص الشاعر على تكثيف العبارة وسلامة تركيبها حيث كان بارعا بانتقاء الالفاظ وربطها بالأدوات والتعامل مع معانيها مؤديا ذلك بأسلوب شعري غني بالموسيقا وبكثير من الدلالات والايحاءات حيث قال في نص طقوس الطبيعة ..

وترجو الطبيعة عاشقها البحر

حتى يزودها بالغيوم

فتشرب .. تسقي الورى

وتسيل بأنهارها والسواقي .. وفي ماءه تستحم.

ويعمد الشاعر حنا إلى اسلوب السرد القصصي عبر اللغة الشعرية والعاطفة الانسانية فيكون نصه من بداية وحبكة وخاتمة ويبدأ الحدث منذ مدخل النص الذي يأتي عنده متصاعدا متفاعلا مع الموضوع الذي أراده أن يكون دلالة على حالة اجتماعية يجب أن تكون راقية قال في نص الوصول..

وأذكر أني وصلت المحطة .. منتصف العمر والليل

في رهق السنوات .. وكان القطار الأخير.

وتتشابه النغمة الموسيقية في نبرة الشاعر لأن المواضيع التي جاءت جميعها كانت عبر تداعي الذكريات التي اجتمعت في الخيال كأحداث مضت وشكلت حزنا رقيقا جعلته الموسيقا العذبة هادئا قريبا في وداعته من الفرح اضافة إلى تقنية الشاعر باستخدام الحروف الساكنة المؤدية إلى وقف في نهاية العبارة كما جاء في قصيدة بصمات.. وكان الصوت .. صوت الجار يزعجنا فلما غاب .. صار الصمت .. وكنت أراك يا جدي مسنا قبل أن أولد أرى ازميلك القاسي على حجر .. بلا آهاته يرتد.

وفي نصوص الشاعر حنا تأتي المواضيع متوازنة ومترابطة بمعانيها وتعابيرها منذ الجملة الأولى إلى نهاية الحدث وفق تسلسل منطقي ويميل أحيانا بمعانيه إلى فلسفة يذهب بها إلى ابتكار أفكار جديدة تخص الانسان دون أن يستقرض أبدا بمعانيه ليجعل المتلقي في متابعة كاملة للنص دون أي انفصال عنه حتى يصل إلى ما يريد جاء في نص هذه الليلة.

يا للشتاء في هذه الليلة .. حتى هذه اللحظة .. الريح لم تستطع اقتلاع بيتي لكنه يرتجف هلعا .. كراقصة حافية على جليد معتوه.

ويشكل الشاعر حنا صوره بإبداع جديد دون ان تتشابه الصور فتصل إلى درجة الجمال ومرحلة الشعر السامي فتحاكي مشاعر الإنسان وتكون حالة اجتماعية بريئة أهم اسسها الأطفال والقمر وما يمكن أن ينتج عن هذه المخلوقات الجميلة حيث تتراجع النغمة الموسيقية ويأخذ مكانها خيال الشاعر المطرز بكثير من المكنونات البهية كما جاء في نص الأطفال وأنت.

حيث ادللك .. يتراقد في اعصابي مئات الأطفال كأنهم في مسابقة للجري خلف القمر.

ويرى حنا أن الانسان عندما يسقط في الخطيئة ثمة أشياء كانت وراء سقوطه ولا يمكن للإنسانية التي في داخله أن تتراجع فعلينا أن نترك هذا الانسان يعود إلى رشده من جديد ويوقد جذوة الإنسانية حتى يأمن المجتمع ويتبادل الأمان والفرح والمحبة لأن التشرد الناتج عن الخطيئة قد يحدق بكل إنسان ويعبث به فلا بد من عودة النظر واعطاء الإنسان فرصة الرجوع كما جاء في قصيدة ضياء الخاطئة..

دعوا الخاطئة تعود إلى بيتها .. تعود إلى ذاتها تعود إليكم من جديد .. وكفاها تشردا فيكم .. وكفاكم تشردا فيها.

ويحدث أن نجد نصوصا في مجموعة الشاعر حنا تمتزج بعبير الورد والمشاعر الإنسانية فيكون حدائق لا سابق لها من ما يجعل الكائنات تغني حول هذا المكون الجميل الذي جاء بشكل عفوي وهدوء عذب فيترك المتلقي أمام حيرة الدهشة وابهار التساوءل محاولا أن يعرف ماذا يريد الشاعر فتتدافع المعاني كأسراب الطيور يقول في قصيدة تجربة..

زرعت شعورا عميقا مع الورد في حوضنا المنزلي الصغير وبالغت بالشمس والماء عذب الغناء.

يذكر أن الكتاب الذي جاء في 296 صفحة من القطع المتوسط من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب في رصد جديد للقصيدة الشعرية الذي اتبعته الهيئة مؤخرا.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق