أنزور: الدراما السورية أجهضت على يد السوريين أنفسهم

27 كانون الثاني 2015

.

رأى المخرج نجدت أنزور أن من واجب الفنان أن يقدم ما يستطيع لتسليط الضوء على واقع مجتمعه وأن من واجبه كمخرج أن يقدم أعمالاً تتحدث عما يحدث في سورية والدول العربية من إرهاب وأن يقوم الفنان بتحديد دوره فإما أن يكون ثانويا يقتصر على التسلية والترفيه أو يعتمد على مشروع يسعى لتحقيقه ويعمل لانجاحه.

واعتبر أنزور في لقاء ضمن برنامج المختار عبر إذاعة المدينة اف ام أن الدين الإسلامي الحقيقي موجود في بلاد الشام موضحا أنه لا يوجد إسلام معتدل وإسلام غير معتدل بل هو إسلام واحد لا يمكن تجزئته وأن ما يشهده العالم اليوم من تطرف لا يمت للدين الإسلامي بصلة وضرب أنزور مثلاً عن العيش في سورية والتآخي فيها معتبراً أن هذا العيش المشترك هو حماية للدين الإسلامي ومنتقداً محاولات الغرب لاستقطاب المسيحيين بهدف إفراغ المشرق من أحد أهم مكوناته.

أما عن التهديدات الذي تلقاها بعد فيلم ملك الرمال فقال أنزور «حياتي بدون بلد حر كرامتي فيه مصانة وأرضي مستقلة ليس لها معنى وكل ما يصب وطني يصبني بالدرجة الأولى فأنا مواطن سوري قبل أن أكون مخرجا أو فنانا».

ورأى أنزور أنه بعدما وصلت الدراما السورية إلى القمة وكان المسلسل السوري يباع بأعلى سعر أصبح المنتج السوري اليوم يسوق مسلسله بصعوبة بسبب المقاطعة والهدف برأيه ألا تستمر الدراما السورية بالنجاح وأن تتحول إلى دراما هجينة تحت مسمى دراما عربية معتبراً أن الدراما السورية أجهضت على يد السوريين أنفسهم وكان وراء ذلك رؤوس أموال ومحطات وشركات إنتاج عربية وحتى سورية قامت بإستقطاب النجوم والكتاب وأغرتهم مادياً للعمل خارج سورية.

كما نوه أنزور إلى ضرورة البحث عن الجديد وتجسيد التاريخ السوري والعربي والعودة للروايات والنصوص ذات القيمة والابتعاد عن التقليد مبينا أن الأعمال السورية التي تصور في الخارج الآن ويقوم السوريون بالمشاركة فيها هي أعمال مستنسخة ولاتمت للواقع السوري بصلة كما انتقد أنزور دبلجة الأعمال التركية ومشاركة السوريين فيها معتبراً أنها تكرس ثقافة مستعمر قام باحتلال بلادنا لمدة 400 عام.

وعن الأعمال التي تناولت الأزمة في سورية قال إنها كانت بعيدة عن الواقع وتنطلق من دوافع وغايات إنتاجية معينة واصفاً مسلسل «سنعود بعد قليل» بالسطحي والولادة من الخاصرة بالعمل المباشر والفج كما اعتبر أن بعض الأعمال وجهت رسائل مضادة قائلاً كنت أعول على المخرج حاتم علي أن يبذل جهداً أكبر بالاتجاه الصحيح ولكنه وضع نفسه في مكان خاطئء والمادة ليست كل شيء.

وبرأي أنزور فإن «من غادر سورية من الفنانين ليس له دور فيها بعد اليوم فمن يترك بلده عرضة للنهب والسلب ويترك أبناء وطنه في هذه الظروف سيلفظه المجتمع حين تهدا الامور ويقرر العودة».

وحول قرار نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان بفصل الفنانين الذين ساهموا حسب قوله بسفك الدماء قال «لو لم يقم النقيب بذلك فالشعب هو من سيقوم» واصفا إياهم بالاعداء معبرا عن أمله في أن تعود سورية آمنة مستقرة وأن يتم العمل على بنائها من جديد بفكر متفتح وأن تسود فيها القوانين المدنية وأن يتم فصل الدين تماماً عن الدولة.

وكشف أنزور عن تحضيره لفيلم وثائقي يتطرق إلى نشوء تنظيم داعش الإرهابي سيحمل اسماً مبدئياَ هو «داعش والغبراء» كما يحضر لمسلسل يحمل عنوان «امرأة من رماد» من كتابة جورج عربجي تلعب فيه دور البطولة النجمة سوزان نجم الدين.


سلوى صالح

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق