ندوة نقدية حول المجموعة القصصية خارج المدار في ثقافي الميدان

27 كانون الثاني 2015

.

قدمت القاصة هدى الجلاب في الندوة الأدبية التي استضافها ثقافي الميدان مساء اليوم بعضا من قصصها المنشورة في مجموعتها خارج المدار بينما قدم عدد من النقاد والكتاب مداخلات سلطت الضوء على الجوانب الأدبية والمعنوية التي تناولتها قصص المجموعة.

وعكست القاصة الجلاب في قصة حاجز عسكري لواعجها الإنسانية والوطنية ومدى قناعتها بأهمية البدلة العسكرية التي يرتديها أولئك الواقفون على الحواجز يدافعون عن الأرض والعرض والكرامة.

كما تجلت نزاعات صوفية عميقة داخل أعماقها حاولت أن تقدمها عبر قصة شيء آخر حيث نسجت أحداثها بأسلوب سردي مبسط إلا أنه أوصلها إلى نتائج سيكولوجية أرادت ان تعبر خلالها عن تحولات الإنسان الحياتية ومدى أهمية اهتمامه بالرجوع عن الغلط.

في مجمل قصص المجموعة قدمت الجلاب أفكارا تعبر عن ذاتها وكيفية تعاملها مع الحياة سواء كانت خلال الحزن أو الفرح والسعادة محاولة أن تسكب ما في نفسها في بوتقة أدبية تعمل في مكوناتها من أجل تنقية الشوائب والوصول إلى معالجة الوجع ورقي الإنسان.

وعن مجموعة هدى الجلاب القصصية خارج المدار قالت الكاتبة ملكة محمد إن المجموعة فيها دعوة للمحبة ومحاولة عدم الالتفات إلى الوراء ورسائل إنسانية كثيرة أهمها الرسائل التي وجهتها إلى الأم وإلى المجتمع بكامله كما جاء في قصص وئام وزوايا وغيرها معتبرة أن الإنسان هو الأهم في مفاصل المجموعة القصصية.

ورأت محمد أن الجلاب اشتغلت على جعل المتلقي خارج المعاناة والروتين الحياتي القاتل المفعم بالصدمات حتى تصل بنا الى فضاء يحتوي كل المدارات هو فضاء الإنسانية ما جعلنا نستمتع بكل ما أتت به بسبب معالجتها لواقعنا المعاش حيث جاءت قراءتها مقتصرة على الشرح والعرض والإشارات الى أسماء القصص دون تفكيك البنية النقدية والنصوص.

في حين قال الشاعر كمال سحيم نحن في اطار التحديات التي نعيشها الآن ويحدث أن يبتدع الكاتب تطورا ما في لغة ويجمع من مختلف ألوان الرواية وهذا ما وجدته في جمل الجلاب المتراصة والمتكاتفة فيما بينها.

أما الأديب سامر منصور رأى أن الجلاب قدمت شيئا ماتعا إلا أن هذا ليس دليلا على أن كل ما أوردته القاصة امتلك مقومات القصة غير أن النصوص تمتلك لغة جميلة وتعابير موظفة بمشهدية وبإتقان ولا سيما في مجال المونولوج الداخلي ما أوقع المنصور بتناقض خلال طرحه النقدي.

وأشار الشاعر مازن محملجي إلى طغيان المعالجة النفسية عند هدى الجلاب على أغلب قصصها وذلك بسبب غياب الحدث القصصي الذي تحركه الكاتبة في الوجدان ما جعلنا نغيب عن أحداث القصة.

وهذا الأسلوب بحاجة إلى العمل على تكثيفه في إحداث اقل امتداد بنيوي مما هي عليه حتى لا يقع المتلقي بمشكلة الملل وبالتالي فقدان متابعة الخط البياني للحبكة الفنية الموجودة بالقصص.

تهتم هدى الجلاب في أسلوبها السردي بحضور المرأة بشكل دائم كركن أساسي يشارك في حركة الحدث حيث تتفوق في الوجود دائما وتشكل بنية مهمة في النتائج التي تصل إليها الكاتبة محاولة أن لا تجعل المسارات التي تتحرك خلالها المرأة مملة.

كما تلجأ الجلاب إلى أسلوب سردي مبسط متشابه يقترب من القصة الكلاسيكية ومن الأسلوب الروائي بغية العمل على الانسجام مع المجتمع الإنساني.

محمد الخضر


sana.sy

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    اسمك

    الدولة

    التعليق