منصور الحناوي: المحترف السوري يبشر دائما بالأفضل

27 كانون الثاني 2015

.

يرتبط التشكيلي منصور الحناوي بالمكان بطريقة فريدة فيسخر الموهبة لديه لالتقاط لحظات جمالية من المحيط سواء أكان المشهد من الريف الذي ينتمي له ببساطته وتداخل بيوته وتفاصيله مع الطبيعة أو من مدينة دمشق القديمة بحميمية البيوت وتكاتفها والتفافها على بعضها بعضا لتشكل بتكوينها كتلا لونية تشير الى عمق ارتباط الفنان بمكونات محيطه وروح المكان.

وعن علاقته بلوحته يقول التشكيلي الحناوي في حديث لمراسلنا «إن اللوحة عالمي ومرآتي التي تعكس ما يجول في داخلي وأجدها وسيلتي الأمثل للتعبير مبينا أن الموضوع والتقنية والأسلوب كل متكامل لديه في اللوحة ونتيجتها النهائية».

ويتابع.. «منذ بدأت برسم المدن القديمة كان هاجسي التقنية المناسبة والمختلفة عما طرح سابقا فهي مع بقية المكونات الفنية للوحة وحدة متكاملة ما يتطلب بحثا دائما في التقنية لإظهار العلاقة بين هذه المكونات والخروج بالنتيجة التي اريدها».

ويوضح الحناوي أن صخب التكوين يأتي من غنى الحي القديم الذي يحمل الكثير من الزخم والعفوية أما هدوء اللون فيأتي من التناغمات اللونية وقيم الظل والنور ذات النسيج المنسجم الذي يدخل مع جميع الالوان بنسب مدروسة وغير مخلة بقانون التصوير الزيتي.

وعن تأثر لوحته بالأزمة يبين الحناوي أنه رغم تأثر الجميع بهذه الأزمة إلا أن إيمانه بأن الحياة يجب ان تستمر ساعده على اكمال دوره في الحياة انطلاقا من أهمية العمل الفني الذي يؤديه مشيرا إلى أن بعض التشكيليين السوريين كان تأثرهم بالأزمة مباشرا في لوحاتهم وبعضهم غير مباشر فالفنان السوري لو رسم الفرح الآن لظهر حزينا لكن الفن السوري بنظره يحمل مقومات الاستمرار لأنه عميق وصلب.

وحول تواجد عدد من التشكيليين السوريين خلال السنوات الأخيرة في الخارج يشير الحناوي إلى أن الفن التشكيلي السوري استفاد من هذا التواجد من خلال غزارة الانتاج والحضور في مختلف الساحات الدولية ولكنه انعكس بنسب مختلفة على الفنانين فمنهم من استغل هذا الواقع لمصلحة شخصية بحتة ومنهم من وجد صعوبات ترتبط بخلفيات سياسية حسب موقف هذه الدول من الأزمة في سورية رغم أن تداعيات الأحداث الجارية لفتت الأنظار للحركة التشكيلية السورية لرصد منعكسات الأزمة عليها.


من أعمال الفنان منصور الحناوي

ويرى إن الفن السوري حاضر في الساحة التشكيلية العالمية كتجارب فردية ولكنه مازال حتى اليوم لا يملك هوية محددة كفن ينتمي للثقافة والحضارة السورية لافتا الى أن التشكيلي السوري بشكل عام معروف في الخارج بامكاناته الابداعية العالية وكتجربة فنية فردية مهمة بمعزل عن انتمائه للمحترف الفني السوري.

ويؤكد الحناوي أن هناك توجها لعدد كبير من التشكيليين السوريين نحو الحداثة وما بعد الحداثة في الفن التشكيلي داعيا للتمييز بين نوعين من هوءلاء الفنانين فمنهم من امتلك الرؤية الفنية والفكرية وتمكن من أدواته وتقنيته وأراد دمج عمله الفني بالفن العالمي وهناك البعض ممن وجدوا في الحداثة هروبا من ضعف القدرة الفنية لديهم ومعرفتهم بتقنيات التصوير وعلوم الفن فقدموا فنا هزيلا فنيا وفكريا لاخفاء ضعف موهبتهم وقدراتهم الفنية.

ويقول.. «أعتقد أن وجود هذه التجارب الفنية الهزيلة ضمن سياق الحركة التشكيلية السورية يشكل خطرا كبيرا على هوية وسوية الفن السوري وبالأخص عندما يمتلك بعض هؤلاء الفنانين الامكانات المالية ويتحكمون بالتقييم الفني في الوسط التشكيلي».

وعن واقع السوق الفنية وأسعار الأعمال التشكيلية يشير الحناوي الى أن السوق الفنية السورية تأثرت كثيرا بالأزمة من خلال انحسار حالة العرض وإغلاق أغلب الصالات الفنية الخاصة أبوابها وابتعاد الشريحة المقتنية للأعمال الفنية الى الخارج ما انعكس سلبا على حركة اقتناء اللوحات داخل سورية لافتا الى وجود انتعاش لأسعار اللوحة السورية خارج البلاد حسب تجربة كل فنان وحضوره والجهة التي تسوق لعمله الفني رغم نشاط مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة خلال الازمة مع انحسار لدور الجهات الأخرى المعنية بالفن التشكيلي.

ويجد الفنان الحاصل على جائزة الذكرى السنوية للانتفاضة عام 1989 نفسه في المدرسة الواقعية التي تجعله أكثر انسجاما مع ذاته ويقول..«ان التغيير في أسلوبي ومواضيعي لا يخضع لقرار أو لسياق معين انما يأتي ذلك كامتداد طبيعي لتجربتي التي أسعى دائما بأن تكون متجددة ولدي اليوم تجارب خجولة في الفن الحديث التي تحبو ببطء لكنني أترك لريشتي الحرية لتأخذني حيث شاءت».

ويرى الحناوي أن التعليم في كلية الفنون الجميلة والمعاهد الفنية يتجه بمناح مختلفة منها ما ينزع للحداثة الفنية ومنها ما يتجه للتعليم الاكاديمي ولتعليم تقنيات الرسم والتصوير ومن ثم التوجه للفن العالمي كما يحدث في كليتي الفنون الجميلة في دمشق والسويداء مشيرا إلى إن العملية الأكاديمية الفنية بشكل عام تسير بالطريق الصحيح.


من أعمال الفنان منصور الحناوي

ويلفت المحاضر سابقا في كلية الفنون الجميلة بدمشق إلى أن الجيل الجديد من الفنانين لديه شغف وجرأة للتجريب والتحديث ويتوجه اليهم بالنصح بأن يتقنوا الرسم وتقنيات التصوير مع كثرة القراءة والاطلاع لاكتساب الثقافة الفنية الضرورية للإنتاج مع الاستفادة من تجارب الفنانين الآخرين سواء السوريين أو العالميين.

ويعبر الحناوي في ختام حديثه عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري ويقول..«ان الفنان السوري يحمل إرثا حضاريا كما أن العمل الفني السوري غني ومتنوع ومتجدد دائما مما يكسبه أهميته على مستوى العالم ومع وجود فنانين محترفين ومتمكنين من مختلف المدارس الفنية وتوجهاتها يجعل المحترف التشكيلي السوري متينا وقويا ومبشرا دائما بالأفضل.

والفنان منصور الحناوي من مواليد السويداء عام 1963 وخريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1989 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وحاصل على جائزة الذكرى السنوية للانتفاضة عام 1989 وعمل محاضرا في كلية الفنون الجميلة بدمشق بين عامي 1997-2003 وله العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في سورية وعدد من دول العالم.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

لوحة من أعمال لافنان منصور الحناوي

لوحة من أعمال لافنان منصور الحناوي

الفنان التشكيلي منصور حناوي ولوحة من أعماله

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق