فرقة امية للفنون الشعبية على مسرح الحمراء في دمشق
18 كانون الثاني 2015
أداء يليق بالتراث السوري
تألقت فرقة أمية للفنون الشعبية بأدائها الجميل من خلال أمسيتين ببرنامج واحد على مسرح الحمراء بدمشق في يومي 14-15 كانون الثاني 2014 حيث بدأت مجموعتها الموسيقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد بتقديم مزيج من الأغاني والأناشيد الوطنية منها«سورية يا حبيبتي، في سبيل المجد والأوطاني..»، ليبدأ راقصو أمية بصحبة عازفوها بأداء لوحات راقصة تنتمي إلى التراث السوري وبألقهم المعتاد وتحت عناوين مختلفة نذكر منها «المولوية، الحكم، لنصب شادر، كرجة ميج دلعونة، منجيرة، القطن، شرقية، جدايل، ملايين..»، وأنهت برنامجها بلوحة رائعة على أنغام أغنية «هي هيه ياشام».
وفي لقاء مع اكتشف سورية قال الموسيقي نزيه أسعد قائد الفرقة الموسيقية لأمية: «نحاول في الفرقة على صعيد الموسيقي خلق حالات جديدة تعطي الفرقة ككل رونقاً عصرياً ضمن مسارات التراث السوري الذي نحمل مسؤوليته على عاتقنا».
وأضاف: «ففي هذين الحفلين تصور واقعي للأغنية البدوية والجبلية والساحلية، بل ولخصوصية كثير من مناطق سورية بأسلوب شعبي مبسط من حيث الحركة وباسلوب موسيقي سوري حقيقي بغض النظر عن التقنيات الموسيقية التي قصدنا استعمالها في أداء الفرقة الموسيقية والهدف هو اضفاء حالة جديدة للفرقة تمتع المتلقي وتذكره بأن هناك تراثاً مهماً علينا أن نتداوله على مسارحنا وفي جلساتنا ورحلاتنا وإلا فلن يكون لنا مستقبل».
وحول الحفل قال لنا الفنان تيسير علي مدرب ومدير الفرقة: «حرصت الفرقة على التواجد ضمن فعاليات وزارة الثقافة، وهي حريصة كل الحرص على تقديم التراث السوري العريق، وكانت ومازالت فرقة أمية سفيرة سورية في المحافل العربية والعالمية، وذلك لتعرف العالم على هذا التراث الأصيل».
وأضاف: «في هذه الأمسية نقدم نموذج متكامل عن التراث السوري وعن التعاون والمحبة الذي يسود هذا الشعب من خلال التراث الشعبي».
وعن الصعوبات التي تعاني منها الفرقة في هذه الظروف قال: «في الحقيقة الفرقة اليوم تعاني الكثير من الصعوبات، ولاسيما نقص الكوادر من ناحية الراقصين والموسيقيين، لذا نرغم في كل حفلة لنا أن نستعين بكوادر من خارج ملاك الفرقة، مما يسبب لنا عناء كبير، حيث نقلل من التدريبات لأن الفنان الضيف لا يقبل بالأجر المعتاد للفرقة وبالتالي لا يقبل إلا بوقت محدد وقصير للتجهيز والاستعداد للحفلة، وهذا يؤثر على سوية الأداء، ما اتمناه أن نستطيع أن نجمع كوادر حتى لو على نظام المكافأة ونعيد الفرقة إلى ألقها ويكون للفرقة كيانها وكوادرها الثابتين».
وقال أيضاً: «هذه الخطوة تعيدنا إلى تدريبات يومية مما يزيد من تقنية الراقص وتالياً أداءه على المسرح، نحن لانطلب المستحيل وباعتقادي هذا الأمر يمكن حله بدون أي عناء من قبل وزارة الثقافة».
وأكد علي بأنه هناك أمل للوصول إلى حل بالنسبة لهذه المشكلة قائلاً: «لا أخفي بأننا موعودون خيراً من قبل المعنيين بعد هذا الحفل، حيث انني قدمت بتقرير كامل اشرح فيه وضع الفرقة وما تحتاجه من كوادر فتية من الراقصين والموسيقيين ومدربين، ويمكن أن نستفيد ممن تعدوا الخمسين من عمره في التدريب والتصميم، فالراقص له عمر معين في الأداء. وبصراحة أملنا كبير بالسيد مدير المسارح والموسيقا الذي وضعنا أمام أمل كبير ووعدنا خيراً بعد هذه الحفلة».
وأنهى حديثه قائلاً: «خسارة كبيرة ما تعانيه فرقة أمية اليوم وهي التي شاركت في أهم المهرجانات العالمية ونالت الكثير من الجوائز، والرجوع الفرقة إلى ألقها من جديد في عهدة وزارة الثقافة وأقولها مرة أخرى اننا أمام أمل كبير لأنني على يقين بأن الوزارة المتمثلة بالسيد الوزير متفهمة جداً ومشجعة للحفاظ على التراث السوري العظيم والغني، واعيد القول بأن هذه المعاناة ستنتهي مع جمع كوادر فتية جديدة حتى لو على أساس المكافأة».
ومن الجدير ذكره بأن فرقة أمية للفنون الشعبية قد تأسست عام 1960 من الطلاب والطالبات الهواة. وفي عام 1964تغير هيكليتها وتضمنت مجموعة من الفنانين والفنانات الذين يعملون في مجال الفنون الشعبية والموسيقا والغناء وتفرغت جميع عناصر الفرقة للعمل الفني. وأصبحت في عمل دائم ومستمر للمشاركة في الفعاليات الفنية المحلية والعربية والدولية، ووضعت على عاتقها مهمة الحفاظ على التراث الشعبي «رقص، موسيقا، غناء، أزياء» والعمل على تطويره وجعله ملائماً للشكل الفني المسرحي الذي يغني التراث ويواكب التطور والحداثة ولم يبق مسرحاً في الوطن أيضاً إلا وقدمت فرقة أمية أكثر من عرض عليه. وكذلك الأمر على أغلب المسار في العالم.
توقفت الفرقة فترة من الزمن في بداية عام 2000 ثم استرجعت حيوتها المعتادة بحفلات متعددة على مسرح الحمراء ودار الأوبرا وهي الآن تحاول النهوض من جديد بعد فترة ركود دامت أكثر من خمس سنوات، وكلنا أمل بأن لا يتخلى المعنيين عن هذه الفرقة العريقة وذلك من خلال إعادة هيكليتها من جديد ودعمها بكوادر شابة ودعمها مادياً ومعنوياً ليبق التراث السوري أصيلاً على منابر العالم.
إدريس مراد
اكتشف سورية
من عرض فرقة امية للفنون الشعبية على مسرح الحمراء |
من عرض فرقة امية للفنون الشعبية على مسرح الحمراء |
من عرض فرقة امية للفنون الشعبية على مسرح الحمراء |