صورة المرأة السورية في الدراما.. موضوع ورشة عمل في فعالية صرخة عشتار

16 كانون الأول 2014

.

أطلقت مؤسسة أحفاد عشتار مشروعها الثقافي الاجتماعي خلال فعالية تحت عنوان صرخة عشتار صرخة وطن في ثقافي كفرسوسة تدور حول المرأة باعتبارها قاطرة التغيير ونقطة الانطلاق في أي انتاج ثقافي جديد للمجتمع السوري.

وتضمن برنامج الفعالية عدة محاور تنوعت بين ورشات عمل تناولت صورة المرأة السورية في الدراما والإعلام والبيئة التشريعية للمرأة السورية وتطوير ظروف المرأة في سورية على جميع المستويات وكذلك العمل لتأهيل المعوقين والأطفال المشردين لدمجهم في المجتمع كما تضمنت الفعالية كلمات وندوة مفتوحة وعرضا سينمائيا لفيلم مريم.

وتحدثت الدكتورة أيسر ميداني رئيسة المؤسسة في كلمة لها عن أهداف مؤسسة أحفاد عشتار التي استمدت اسمها من رمز سوري قديم دلالة على العلاقة ما بين الرمز والاستمرار داخل المجتمع السوري وتتمثل هذه الأهداف في ضمان دور المرأة في كل مراحل بناء الثقافة الجديدة لمرحلة ما بعد الأزمة وخلق بيئة جديدة لقضية المرأة بعيدا عن الشعارات وهي بيئة تشريعية تعمل على إيجاد تشريعات ضامنة لحقوق المرأة.

وتعمل المؤسسة كذلك على دعم تمكين المرأة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وإرساء ثقافة مرتبطة بأن حرية الرجل هي من حرية المرأة اضافة الى إزالة الفوارق القانونية والاجتماعية بين الرجل والمرأة.

وشددت ميداني على ضرورة أن تكون صورة المرأة في الدراما السورية شامخة وأن يتم التركيز على الأمهات اللواتي يربين أبناءهن وبناتهن على حب الوطن والدفاع عنه والتركيز ايضا على أن معركتنا ليست معركة نساء فقط بل هي معركة الرجل والمرأة التي يجب أن يخوضاها معا من أجل سورية متطورة ومتجددة.

وقالت ميداني لمراسلنا إن التوصيات التي خرجت بها الورشات سيتم متابعتها والعمل عليها على عدة مستويات فعلى المستوى القانوني يجب أن نعمل على توعية الناس بالتعاون مع أعضاء مجلس الشعب وتوصيل المطالب الى الوزارات المختصة وكذلك العمل على زيادة الوعي لدى النساء لتحصيل حقوقهن من خلال دورات تدريبية ومحاضرات والاتفاق مع الفنانين والموسيقيين لزيارة مراكز الإيواء وإقامة نشاطاتهم فيها مؤكدة أن كل الناس معنيون بإعادة بناء سورية وترميم النفوس التي عانت من ويلات الأزمة وخصوصا المرأة التي تعرضت للاستغلال والعنف الجنسي وكذلك الطفل الذي فقد ذويه.

ودارت إحدى ورشات عمل الفعالية حول صورة المرأة السورية في الدراما والإعلام بحضور عدد من نجوم الدراما والمهتمين وناقشت عدة محاور أبرزها .. كيف بدت صورة المرأة السورية في الدراما عشية الأزمة وكيف تم استخدام الشخصية الدرامية للمرأة لترويج المنتج الدرامي وهل أدى ظهور دراما البيئة إلى رسم صورة ذهنية للمرأة السورية وكيف أثر الشرط الإنتاجي على صورة المرأة السورية.

وخرجت الورشة بتوصيات تؤكد أن الدراما بما تحويه من صورة للمرأة هي إحدى الصناعات الأساسية في سورية والمرأة هي من أهم الأيقونات المستهدفة في الصراع الدائر لاستهداف الهوية السورية لذلك فان صورتها في الدراما تحتاج لحماية وغطاء من الدولة كما أن الحل الإبداعي يمكن أن ينطلق من تغيير التوجه لأسواق مختلفة.

وقال الفنان الموسيقي طاهر مامللي لمراسلنا إن أهمية الورشة تأتي من كونها جمعت مختلف الآراء وركزت على نقاط مهمة كأهمية العمل الجماعي الذي نفتقده مشددا على ضرورة تكريس مفهوم ورشات العمل فمجرد انعقاد الورشة يعتبر بداية موفقة والطموح هو تحقيق وتنفيذ التوصيات التي خرجت بها الورشة وضرورة توصيلها لأصحاب القرار وان كان الوصول الى النتائج سيتم على مراحل وبالتأكيد سيأتي من يكمل ما بدأنا به فما قمنا به يعتبر عملا تشجيعيا للآخرين ورأى أن العمل على أرض الواقع لتحقيق التوصيات منوط بالعمل الجاد وسط انعدام الثقة بالأقوال والشعارات الإعلامية والورشة بحد ذاتها نتيجة فعلية تستدعي التفاؤل.

ولا يفصل الفنان مامللي المرأة عن المجتمع فالمرأة هي أول مدرسة اجتماعية لكونها الزوجة والأم والأخت اذن هي المجتمع والكل مسؤول والكل مطالب بترميم النفوس والقضية كبيرة جدا لا تستطيع المرأة وحدها القيام بها..المطلوب تضافر الجهود فما حصل أكبر بكثير من أن يرممه طرف واحد.

من جانبه رأى الفنان مصطفى الخاني في تصريح مماثل أن ولادة هكذا مؤسسة بتضافر جهود نساء سوريات يحاولن وسط الصعوبات التي يعانيها المجتمع السوري بناء المرأة السورية التي تعتبر عمود المجتمع وتسليط الضوء على معاناتها «حالة صحية وهو شيء مهم».

وأكد ضرورة تقديم المرأة والإنسان السوري بشكل عام بالصورة الحقيقية في الأعمال الدرامية معتبرا أن ما تم في الورشة هو عمل بناء ولكي يعطي نتيجة يجب العمل بشكل متكامل مع المؤسسات كوزارات التربية والثقافة والتعليم العالي ورجال الدين ليكون العمل متكاملا يوصل الى النتيجة المطلوبة ولكن اذا بقينا نعمل وحدنا كدراميين وعمل كل قطاع لوحده فلن نستطيع الوصول الى نتيجة بل يجب العمل بشكل متكامل لوضع حد لمعاناة المرأة بشكل خاص والإنسان السوري بشكل عام.

وقال: «ركزت في مداخلتي على أنني مع العدالة بين المرأة والرجل وليس المساواة بينهما لأنه من الظلم المطالبة بالمساواة نظرا لاختلافهما فيزيولوجيا أنا مع التكامل والعدالة بين الطرفين».

ولاستكمال عناصر فعالية صرخة عشتار التي قدمتها الإعلامية إلهام سلطان تم عرض فيلم مريم للمخرج باسل الخطيب وهو فيلم روائي طويل يحكي عن ثلاثة مفاصل في تاريخ سورية بشكل متداخل ضمن رؤية سينمائية تؤرخ لحياة ثلاث سيدات ينتمين لثلاثة أجيال زمنية مختلفة تجمع بينهن الأرض السورية والتفاصيل اليومية لأهلها كما يجمع بينهن اسم واحد هو مريم.


سلوى صالح

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق