«تلاشي الكون».. محاضرة للدكتور هاني رزق في مجمع اللغة العربية بدمشق

16 كانون الأول 2014

.

قال الدكتور هاني رزق عضو مجمع اللغة العربية فى محاضرته بعنوان «انعدام الحياة وتلاشي الكون.. لماذا ومتى» إنه لا شيء يستطيع إيقاف التلاشى والموت باعتبارهما القدر المشترك لكل ما هو على الأرض فالإنسان يكدس الثروة فقط من أجل أن يبددها إنسان آخر.

وعرف رزق سهم الزمن في محاضرته التي ألقاها ظهر اليوم في مجمع اللغة العربية بأنه سهم مستقيم يصيب كل شيء وأن نقطة انطلاقه كون الانفجار الأعظم الذي أنتج المادة قبل 798ر13 مليار عام مبينا أن هذا العمر للكون لا يمثل سوى جزء ضئيل من هذا السهم وأن نقطة انتهاء هذا السهم تقع استنتاجا وتقريبا في زمن سيأتي بعد مليارات السنين.

وأوضح عضو مجمع اللغة العربية أنه كلنا يولد وينمو ويكبر ويهرم ثم يموت وليس العكس وكلنا يتذكر الماضي ولا يعرف شيئا عن المستقبل حيث أننا لا نستطيع تصحيح أخطاء ارتكبناها فى الماضي بل نستطيع فقط أن نقوم بعمل ما يؤثر في المستقبل ولكن ليس في الماضي.

وإن التمييز بين الماضي والمستقبل وفق ما أوضحه رزق يتساوق تماما عبر الكون القابل للرصد فى كل ما يحدث فيه فسهم الزمن إذا يجعلنا نميز بوضوح بين الماضي والمستقبل أنه سهم يتجه باستمرار من الماضي إلى المستقبل، وبدهي أن القانون الثانى للديناميات الحرارية يلخص السيرورات اللاعكوسة، والتعدمية وفق رزق هي مقياس درجة الفوضى لجملة ما وتعدد الحالات التي تأخذها هذه الجملة وهي مقياس تناقص الطاقة الحرة «الطاقة المفيدة المنتجة للعمل» للجملة ومعرفتنا الماضي وجهلنا المستقبل.

وعندما عرف كل من «بولتزمان» و«غيبس» في القرن التاسع عشر التعدمية أشارا إلى أنها مقياس عدد الحالات الصغرية الفردية بجملة غازية التي لا يمكن تمييزها على المستوى الكبرى، بناء على ذلك فإن السيرورات الفيزيائية التي تحدث في الجمل الجزيئية «الغازية ذات العزل الكتيم مثلا» هي كليا أو في معظمها متناظرة زمنيا أي لا يوجد ظاهريا سهم للزمن فيها.

لقد ترافق ظهور الانسان العاقل قبل 250 ألف عام مع ظاهرة وهب الإنسان بموجبها العقل وتتمثل هذه الظاهرة الانبثاقية بيولوجيا بأربع خاصيات أساسية تميز الإنسان من سائر الحيوان ضخامة نمو القشرة الدماغية الجديدة وتعقد بنيتها وتقابلية إبهام اليد مع بقية الأصابع والبنية الفراغية ثلاثية الأبعاد للحنجرة إضافة إلى الثنيتين الصوتيتين وانتصاب القامة.

لقد وهب الإنسان العقل نتيجة خلق هذه الخاصيات فيه، فالعقل ظاهرة انبثاقية من هذه الخاصيات لأن أيا منها لا يمثل العقل ومن ثم فالعقل لا يوجد فى أي منها بل انبثق من مجموعها ومن تساوق بعضها مع بعض «الماء مثلا ظاهرة انبثاقية واللغة هي الأخرى ظاهرة انبثاقية بطبقتها العميقة» «الذهنية حيث تتولد الأفكار» و«السطحية» الحنجرة واللسان التي هي مجرد تعبير عن الطبقة العميقة.

يذكر أن الدكتور هاني رزق حاصل على إجازة في العلوم الطبيعية من الجامعة السورية 1956 ودرجة الدكتوراه بالفلسفة فى علم البيولوجيا من جامعة فيرجينيا وعمل أستاذا لعلم الجنين بكلية العلوم في جامعة دمشق من عام 1964 حتى عام 2003 ونشر أبحاثا علمية فى مجلات عالمية مرموقة بالفرنسية والانكليزية وأنجز عددا من المشاريع العلمية الخاصة في الكيمياء الحيوية وعلم المناعة والبيولوجيا الجزيئية.



شذى حمود

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق