يوم وزارة الثقافة في دار الأوبرا بدمشق
27 تشرين الثاني 2014
اليوم السوري للمصالحة الوطنية
تحت رعاية الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء، احتفلت وزارة الثقافة بعيدها من خلال احتفالية ضخمة تحت عنوان «يوم وزارة الثقافة- اليوم السوري للمصالحة الوطنية» شارك فيها عدة مديريات في الوزارة، وذلك بتاريخ 23 تشرين الثاني 2014 في دار الأسد للثقافة والفنون – أوبرا دمشق.
وبدأت الاحتفالية بافتتاح الدكتور الحلقي معرضاً للفن التشكيلي في صالة المعارض بالدار، وعلى الدرج الكبير كان هناك عرض مسرحي قصير جسد مشهد من مسيرة الكبير أبو خليل القباني، ولاسيما عندما تعرض مسرحه إلى الحرق، وإغلاقه من قبل السلطات العثمانية التي ولت بدون رجعة، ومحاولة اسقاط هذه الحادثة على الواقع، حيث أطماع العثمانية الجديدة.
وشارك في العرض كل من الفنانين «يوسف مقبل ومحمود خليل وكفاح الخوص»، بينما وفي البهو الثاني عرضت الهيئة السورية للكتاب عدد كبير من إصداراتها، إضافة إلى تخصيص ركن للسينما نظمته المؤسسة العامة للسينما.
وبدأ الجانب الفني في المسرح الكبير «الأوبرا» مع اوركسترا طلاب معهد صلحي الوادي بقيادة الموسيقي عدنان فتح الله وإشراف الموسيقي محمد زغلول مدير معهد صلحي الوادي للموسيقا، حيث عزفت النشيد الوطني السوري، ومن ثم أدت قطعة موسيقية بصحبة طلاب الريكوردر الصغار حيث يتراوح اعمارهم بين 6 إلى 8 سنوات،
إضافة إلى اهزوجة الفنان حسام تحسين بك المعروفة «الله محييك بلادنا»، لتقدم بعدها أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقا بصحبة كورال الحجرة التابع للمعهد بقيادة الموسيقي أندريه معلولي مجموعة من المقطوعات الموسيقية وهي «ليلة القبض على فاطمة» للموسيقي عمار الشريعي وقطعتين من قداسات هاندل، إضافة اهزوجة راياتك بالعالي يا سورية بعد، وختمت فرقتنا السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، وأبدعت في تقديم مقطوعة موسيقية لصحلي الوادي وهي تنويعات على لحن لمحمد عبدالوهاب، إضافة إلى أعمال لمؤلفين عالميين أمثال آرام خاتشادوريان، والعمل الكورالي الضخم المعروف كارمينا بورانا لكارل اورف برفقة كورال المعهد العالي الكبير.
كما تخللت الاحتفال الفني بعض مشاهد إيمائية راقصة نفذها طلاب مدرسة البالية بدمشق، فضلاً عن بعض مشاهد مسرحية وشعرية.
وفي تصريح للصحفيين قال رئيس مجلس الوزراء: «أن هذه الفعالية انعكاس لحالة معافاة تمر بها البلاد ومؤشر على أنها تمضي باتجاه النصر بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وأن ما تضمنته هذه الاحتفالية التي تعيشها سورية بكل محافظاتها ومؤسساتها يعكس حضارة وثقافة سورية وينم على انها في تنام وعطاء مستمر».
وأضاف: «أن وزارة الثقافة باهتمامها بالفكر تشكل الحاضنة والحامية له من الغزو الثقافي الذي أصبح ظاهرة تتجاوز الحدود وكل القيم التي تربى عليها الشعب السوري الذي عاش من خلال تمازج الثقافات والحضارات».
وأنهى الدكتور الحلقي حديثه قائلاً: «ينبغي الاهتمام بكل ما تنتجه وزارة الثقافة وما تزرعه من قيم في هذا الجيل ولا سيما مع دخول الأزمة في سورية عامها الرابع ومواجهة الغزو الثقافي والفكري التكفيري الدخيل على الشعب السوري، اليوم أمامنا تحديات كبيرة وأمام وزارة الثقافة تحد كبير بشكل خاص لمواجهة هذا الفكر».
وبدره قال السيد عصام خليل وزير الثقافة خلال كلمة له: «عندما تتعرض الأمم لاختبارات المصير والوجود تستدعي مخزونها الثقافي بوصفه الإطار الأشمل والأعمق للتعبير عن شخصيتها وهويتها والأكثر قدرة على تحريض طاقتها وحيويتها للمواجهة، وهنا من الضرورة استنهاض الإرث السوري العظيم بما فيه من حرية وجلال وكبرياء لمواجهة مشروع ظلامي تكفيري، يهدد أمن الينابيع واستقرار الغابات فنمتشق العقل ونشهر الثقافة دفاعاً عن قيم و مشروع حضاري كان وما يزال ملهما للإنسانية كلها بما فيه من سمو روحي وقدرة على التجديد والإبداع».
وتابع قائلاً: «أن المشروع الثقافي قادر على ترسيخ وعي عام يستجيب لحاجاتنا المجتمعية ويوحد السوريين في مواجهة ما يتعرض له وطنهم ويجعلهم قادرين على تحقيق الانتصار وهنا كانت الاحتفالية يوما سورية للمصالحة الوطنية لان الوطن بحاجة إلى أبنائه جميعا ليكونوا يدا واحدة في مواجهة الارهاب والتطرف».
وانهى وزير الثقافة كلمته قائلاً: «نحن مصممون على تحقيق المصالحة الوطنية لأننا مصممون على النصر، ذلك أن الإرهاب لا يستأصل بالحرب وحدها بل بالثقافة والتعليم والتواصل».
وأجرى اكتشف سورية عدد من لقاءات وكانت البداية مع قال الفنان جوان قره جولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون وقال لنا: «تبدأ المصالحة مع الذات وعندما نستطيع ذلك، يكون المصالحة مع الآخر ليس صعباً، وكلمة المصالحة ليس بالضرورة أن تكون بين متخاصمين، ربما تكون المصالحة على حب الوطن، ومن هنا أقول، من يملك القلم فليرفعه ومن يملك آلة موسيقية فليعزف عليها ومن يملك كاميرة فليحركها لأننا في بلد يمتد حضارته إلى سبعة آلاف سنة، حضارتنا هي أول نوتة موسيقية في تاريخ البشرية وأول ابجدية في العالم، لذلك يحق لنا أن نتكلم بلغة الثقافة، وهي أجدر سلاح ضد أي توجه، والذي يملك الثقافة يملك كل شيء وكما قالت سورية هي أم الثقافة».
وأنهى قره جولي حديثه قائلاً: «هذه الاحتفالية ستكون سنوية، وسنحاول في المرات القادمة أن نشارك كل المحافظات السورية على أن تكون الاحتفالية بأكثر من يوم».
ومن جانبه قال لنا المايسترو ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية: «لأول مرة تحتفل وزارة الثقافة بعيدها بهذا الشكل الضخم، وتخصص أياماً للثقافة لتتوجها بهذا النشاط الكبير، وهذه خطوة تسجل للوزارة، لأن اساس المجتمع وتنمي الجانب الانساني للمجتمع، وبالتالي يجب أن نحتفل بالثقافة يومياً، وننشرها في كل مكان ببلدنا حيث».
وانهى باغبودريان حديثه قائلاً: «الفرقة السيمفونية الوطنية هي من أولى الفرق التي تأسست، وهي فرقة احترافية وتابعة للوزارة الثقافة، فحتماً ينبغي أن يكون لها وجود في هذه الاحتفالية، وحاولنا أن نختار مقطوعات تمثل مشاركتنا في التراث العالمي بمقطوعات موسيقية منوعة تعطي حالة إيجابية للناس».
وبدوره قال الفنان الدكتور تامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية: « لاشك بأن تسمية "يوم السوري للمصالحة الوطنية" عنواناً لهذه الفعالية له دلالة كبيرة، لأن الثقافة تلعب دور كبير في تغير المفاهيم وتنمية القيم الانسانية، ووزارة الثقافة قادرة أن تتلعب هذا الدور من خلال اعادة احياء الهوية للكثير من المفاصل التي تعرضت للتشويه».
بينما يقول لنا الموسيقي اندريه معلولي عميد المعهد العالي للموسيقا: «الاحتفالية لها صبغة خاصة ومتميزة، وأجمل ما في هذا اليوم هو تجسيد جميع مفاصل وزارة الثقافة عبر ساعة ونصف من الوقت، ليكون عملاً ضخماً، وحاولنا من خلاله تسليط الضوء على جميع هذه الفعاليات والمديريات في الوزارة، لأن دور الثقافة في سورية مهم جداً، ونحن اليوم بحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى».
وأنهى معلولي حديثه: «اوركسترا المعهد العالي للموسيقا هي أحد مفاصل وزارة الثقافة ويضم جميع الطلاب في المعهد بكافة الآلات الموسيقية وهي مادة مدرسية في المعهد، فكان لابد من مشاركتها وتقديمها القطع الموسيقية التي استمع وتفاعل معها الحضور».
وبدوره يقول الفنان يوسف مقبل: «الاحتفالية عموماً محكوم بنماذج عمل وزارة الثقافة، ولذلك من الصعب أن تقدم عرض مسرحي متكامل خلال الوقت المتاح، نعم تستطيع أن تقدم فرقة غنائية أو موسيقية بربع ساعة، ولكن من الصعب تقدم عرض مسرحي بدقائق، ولكن اصرارنا في المسرح القومي ومديرية المسارح وهما جزء من فعاليات وزارة الثقافة وينبغي أن تتواجد في هذه الاحتفالية، وضمن إطار هذا الظرف وبالتعاون مع المخرج الدكتور تامر العربيد ارتأينا أن نقدم شيء تناسب هذه المرحلة ولم نجد إلا الصراع الذي كان بين أبو خليل القباني والشيخ سعيد الغبرة عندما احرق مسرحه وزعموا أن التشخيص والمسرح كفر وزندقة».
وأضاف: «قدمنا هذا المشهد ولعبت أنا دور القباني وزميلي محمود خليل دور الغبرة أما زميلنا كفاح الخوص بدور المنادي، وربطناه بشي معاصر كون حالة القباني مستمر إلى اليوم طالما هناك من يقطع رأس تمثال أبو علاء المعري ورأس تمثال أبو تمام، ودمجنا مقولة سعدالله ونوس خلال كلمته في يوم المسرح العالمي عندما قال: "نحن محكومون بالأمل وما يحصل ليس نهاية التاريخ"».
ولقاءنا الأخير كان مع الموسيقي عدنان فتح الله رئيس قسم الموسيقا الشرقية في المعهد العالي حيث قال : «جاءت الاحتفالية كصورة واضحة تعكس حضارة بلدنا وشعبنا وثقافته العالية في جميع المجالات الفنية؛ هذا المشروع يدل على حب الشعب السوري لبلاده وارتباطه بأصالته».
وقال أيضاً: «أثبت المثقف السوري بأنه قادر على الوقوف بوجه هذه الحرب الكونية ضد بلاده وهذه الاحتفالية هي خير دليل على ذلك حيث ضمت ما يقارب اربعمائة شخص في جميع المجالات الفنية وبرهن جميعهم مدى انتمائهم وحبهم لهذا البلد، إذاً المثقف السوري مستمر في طريقه وتقدمه وتطوره رغم كل الظروف بل ويقف ضد الإرهاب ويقول له سنظل منبع الحضارات والقيم الانسانية».
إدريس مراد
اكتشف سورية
من يوم وزارة الثقافة في دار الأوبرا |
من يوم وزارة الثقافة في دار الأوبرا |
من يوم وزارة الثقافة في دار الأوبرا |