من التراث الحلبي: «سبتية» زين العابدين.. وآخر «سميعة» حلب

22 تشرين الثاني 2014

.

منذ اربعينات القرن الماضي كان الحاج صبحي زين العابدين يجمع اساطين الطرب الحلبي في منزله العربي الكائن في حي الجبيلة التاريخي بحلب حتى وفاته عام 1971م، واشتهرت تلك السهرة التي كانت تقام كل يوم سبت باسم «السبتية» وكان يحضرها الشيخ عمر البطش وبكري كردي الذي لحن أغنية «ابعتلي جواب وطمني» الشهيرة في «أرض حوش» ذلك المنزل.

في أوائل الثمانينات أحيا السيد يحيى زين العابدين سنة والده وانطلقت سهرات «السبتية» مرة أخرى وكانت هذه السهرة تقام صيفا وشتاء ، تبدأ صيفا في «أرض الحوش» من الساعة التاسعة مساء وتمتد أحيانا حتى آذان الفجر، اما في الشتاء فتكون ضمن غرف البيت العربي وتبدأ من السادسة مساء حتى منتصف الليل واستمرت السبتية حتى عام 2003م

في الصيف كان الحضور يصل لحوالي الخمسين شخصا لسعة أرض الحوش والضيافة الرسمية الشاي بالكاسات الرقيقة المذهبة.

كان يحيي السهرات أعلام الطرب والموسيقا وعلى رأسهم الأستاذ صباح فخري والاستاذ صبري مدلل والفنانة ميادة الحناوي والفنانون حمام خيري وظافر جسري وعمر سرميني وحسن حفار ونهاد نجار.

يرافقهم العازفون أمثال الفنان محمد قدري دلال ومحمد قصاص على العود والفنانون وحيد السقا وصافي زينب وحسان تناري والمستشرق الفرنسي جوليان فايس على القانون.

يجتمع المطربون والموسيقيون ليغنوا ويعزفوا بحضور السميعة وضيوف السهرة من ذوي الأذواق الرفيعة.

للسميع الحلبي مواصفات محددة هي تمتعه بإذن موسيقية واطلاعه الكبير على المقامات الموسيقية واقسام المغنى الحلبي السبعة : القد والطقوقة والموشح والدور والقصيدة والاغنية والارتجال وذو احساس ومزاج عالي.

يحضر السهرة رجال الدين المسلمون والمسيحيون والتجار والاطباء والمحامون والمهندسون والمثقفون ووجوه المجتمع الحلبي من النساء والرجال وضيوف يزورون «السبتية» بين الفينة والأخرى.

من رجال الدين الشيخ مسعود الهلالي والشيخ محمود الزرقا والمطران يوحنا ابراهيم.

من تجار سوق المدينة كان يحضر عبد الغفور قناعة ومحيي الدين موصللي وسامر صباغ ومن الصناعيين والتجار الاخوة رياض وتوفيق شبيب ويوسف بللو والحاج أديب بادنجكي وعاطف وحسين بادنجكي والحاج رفعت صلاحية غيرهم.

من الاطباء المرحوم د. احسان شيط ود. محمد الطيب ود. سمير انطاكي ود. عامر شيخوني ود. رضوان حوكان وغيرهم.

و من السيدات الدكتورة ندى بازرباشي والسيدة أمية الزعيم.

اما ابرز الضيوف الرسميين فكانوا الرئيس الامريكي جيمي كارتر وسفراء دول اليابان والمانيا والهند وبلجيكا وغيرهم ومن الوزراء عصام الزعيم وسعد الله آغا القلعة ومنيب صائم الدهر ومن المحافظين محمد موالدي واسامة حامد عدي ومن القناصل الفخريين جورج انطاكي وجورج مراش وأحمد شهابي والاعلامية العالمية هالة كوراني التي كانت حينها مذيعة في قناة CNN الامريكية.

ومن الادباء المرحوم عبد الله يوركي حلاق والمحامي نجاة قصاب حسن من دمشق والدكتور عبد السلام العجيلي من الرقة.

و اشتهرت سهرة السبتية التي حضرها الفنان المصري عزت العلايلي والتي وصلت به مرحلة الطرب الى الرقص بالعصا على الطريقة المصرية.

أغلب سهرات السبتية كانت تسجل على اشرطة كاسيت وبعضها مسجل على اشرطة فيديو وهناك مشروع لأرشفتها الكترونيا ضمن «أرشيف حلب الوطني» بالتعاون مع السيد عبد الله ابن يحيى زين العابدين.

كان من أهم السميعة في السبتية صاحبها يحيى زين العابدين الذي توفي عام 2004، والسيد فاتح ابو زيد من سكان حي الباب الاحمر، والسيد مهند علوان من تجار خان العلبية وهو من مدربي فرق الرقص العربي الحلبي.

هؤلاء السميعة هم احفاد «السميعة الحلبية» الذين اشتهرت قصتهم عندما حضر اثنان او ثلاثة منهم فقط الحفلة الاولى للموسيقار المصري عبد الوهاب بحلب مطلع القرن العشرين وعندما تساءل عن سبب قلة الحضور فأخبره منظمو الحفل «إن اعطى هؤلاء السميعة رضاهم عن مستواه الفني فحينها يحضر الجمهور الحلبي الحفلة الثانية» وهذا ما كان.


علاء السيد

أرشيف حلب الوطني

Share/Bookmark

صور الخبر

من ذكريات سهرات السبتية في حلب

من ذكريات سهرات السبتية في حلب

من ذكريات سهرات السبتية في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق