عمر الشيخ ويوميات شعرية في «مباشر من جزيرة المونتاج»

13 أيلول 2014

.

الكتاب الثالث للشاعر عمر الشيخ جاء بعنوان «مباشر من جزيرة المونتاج» لقي احتفاء كبيرا في حفل التوقيع الذي أقامه الشاعر مساء أمس في ملتقى «أضواء المدينة» بباب شرقي الذي يديره الشيخ مع كل من الروائي جورج حاجوج والصحفي علي عقباني فبعد كتابيه «سم بارد» و«متى أصبح خبرا عاجلا» يواصل الشاعر السوري اشتغاله على سرد يوميات شعرية فيها الكثير من الجرأة الفنية.

وتضمن حفل توقيع الكتاب قراءات شعرية من كتاب التحولات لأدونيس إضافة لقراءة مختارات من أشعار الإسباني فدريكو غارثيا لوركا أعقبها قراءة الشاعر عمر الشيخ من كتابه الجديد لنصوص: «جينزات الرقة..خمس ساعات من العطر..بيانو ليوم واحد..أصابع نحيلة ضاحكة..وحيدا مثل كأس كحول..فرصة واحدة من رقبتك».

كما قرأ الشاعر الشيخ نصوصا من كتابه الجديد الصادر أخيرا عن دار التكوين بدمشق تشي بمغامرة جمالية يخوضها الشاعر مجددا مع كتابة مغايرة تمتلك حساسية خاصة في قراءة الواقع وانتشاله من قتامته إلى مصاف الأسطورة حيث يقول في قصيدة بعنوان ريبورتاج المقبرة.. «الخط مشغول دائما كأعصابي..أنت أهم موقع حقيقي تتصفحه أصابعي..بلا كاسر بروكسي».

وشهد حفل التوقيع إقبالا واسعا من جمهور الفنانين والمثقفين الذين يواظبون منذ أشهر على الحضور إلى ملتقى أضواء المدينة جنبا إلى جنب مع مبادرات ثقافية عديدة قام بها شعراء وفنانون سوريون على نحو ملتقى يامال الشام للمسرحي أحمد كنعان وملتقى عناة للشاعر عدنان أزروني بصحنايا إضافة لملتقى خميس الشعر للشاعرة رولا حسن بمدينة جرمانا وملتقى ثلاثاء شعر للصحفي زيد قطريب.

وشهد ملتقى أضواء المدينة على مدار أشهر تقديم العديد من الشعراء والتعريف بالكثير من التجارب الشعرية السورية من جيل الرواد والوسط والشباب إضافة للتعريف بالعديد من التجارب الشعرية العربية والعالمية كان أبرزها أوكتافيو باث من المكسيك، وريتسوس من اليونان وكفافي وطاغور من الهند وإدغار آلان بو من أمريكا وت .س.إليوت من بريطانيا، وبوشكين من روسيا إضافة لتجارب كل من عبد المعطي حجازي وسعدي يوسف وجوزف حرب ومحمود درويش ونزيه أبو عفش وعادل محمود ولؤي سلمان وعماد نداف وآخرين.

وقال الناقد عمار حسن «إن مثل هذه الأنشطة تبدو اليوم أقرب إلى الأنشطة المركبة حيث تحتفي صالة فن تشكيلي مثل غاليري نينار بتوقيع كتاب وهو نشاط يمكن أن يتسع ليشمل فنون أداء أخرى كالعزف والنحت والرسم والأداء المسرحي وهذا له علاقة مباشرة بلجنة الإشراف على المكان الذي يدير فعالية أضواء المدينة».

وأضاف: «إن التنسيق مع المؤسسة الثقافية مهم هنا فمديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة صحيح أنها لا تمنح ترخيصا بإقامة مثل هذه الأنشطة كون كل صالة تحتاج إلى تحقيق شروط العرض المتفق عليها لكن المديرية أيضا لا تمنع الصالات الخاصة من إقامة الفعاليات الثقافية ودعوة الجمهور إليها».

وبرأي الناقد حسن: «فإن هذه الفعالية تدل أيضا على توق الجميع لإعادة النبض إلى قلب الثقافة والفن السوريين في ظل اللحظة الهمجية التي تشهدها سورية حتى نستطيع مقاومة الموت فلا بد من حالة شعرية وفنية تدفع الحياة إلى شرايين المدينة من جديد وفكرة وجود الشعر في صالة فنية يقدم حالة شعرية ترمز لمقاومة الموت عبر إعادة الحالة الشعرية والغنائية إضافة إلى الحالة البصرية الحقيقية المتمثلة في الفن التشكيلي وكافة فنون الفراغ بعيدا عن حالة الخواء التي دهمت حياتنا في سنوات الأزمة».

من جهته قال الشاعر لؤي سلمان إن حضور الشعر في المشهد الثقافي بعد حالة من الإقصاء والتهميش الذي شهده هذا الفن العظيم إلا أن الشعر عاد اليوم بقوة لتصدر المشهد في الأزمة وهناك العديد من الملتقيات الشعرية التي شهدت دمشق بزوغها مؤخرا بالإضافة إلى الكثير من حفلات توقيع الكتب الجديدة لشعراء شباب بعيدا عن هؤلاء المثقفين الذين هربوا من مسؤوليتهم اتجاه وطنهم وهناك مجموعات شعرية على الرغم من قلتها إلا أنها مؤشر مهم لحياة موازية يكتبها شعراء أوجدوا فرصا للقاء مفتوح مع جمهورهم من خلال الملتقيات الشعرية.

بدورها قالت الفنانة عزة حيدر إن الفن التشكيلي والكتاب الشعري منسجمان من حيث تحقيقهما فعالية ثقافية فنية شاملة وخصوصا في ظل عدم تقديم مديرية الفنون الجميلة لشروط عرض جيدة وتوفير فضاءات مناسبة لأعمال الفنانين الذين يشتركون في معارضها مضيفة أن مشاركة فنون مثل الشعر والموسيقى والغناء والأداء المسرحي تغني حضور اللوحة التشكيلية وتجعل الجمهور أكثر إقبالا على حضور المعارض ما يدفع بشرائح مختلفة من هذا الجمهور لمتابعة حركة الفن التشكيلي.

يذكر أن الشاعر عمر الشيخ كاتب وصحفي وهو معد برامج تلفزيونية ووثائقية في قناة سورية دراما ومحرر في جريدة النهضة ومراسل لجريدة الأخبار اللبنانية صدر له شعرا.. سم بارد 2008 ومتى أصبح خبرا عاجلا 2010 عن دار التكوين بدمشق وكتابه الجديد «مباشر من جزيرة المونتاج» يقع في 88 صفحة من القطع المتوسط.


سامر إسماعيل

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق