الاستثمار في الشباب السوري

02 أيلول 2014

مبادرة متميزة من برنامج سيريتل لدعم أسر الشهداء

إن المبادرة الفاعلة هي التي تنبع حقاً من حاجة المجتمع لها وتقدّم لأبنائه ما يطوّر مهاراتهم وكفاءاتهم وأسلوب تفكيرهم، لتدفعهم للاستمرار ببناء الوطن وإرساء قواعد المواطنة الفعالة والاستفادة من كل ما شأنه أن يسهم برفع المستوى المعيشي للمواطن السوري، وسيريتل أخذت على عاتقها أن تكون السبّاقة في المشاركة في تنمية المجتمع السوري في مرحلة إعادة الإعمار التي نشهدها.

من هذا المبدأ، تعدُّ مبادرة التدريب وتطوير المهارات ضمن برنامج سيريتل لدعم أسر شهداء الجيش والقوات المسلحة والذي شمل مؤخراً شهداء الإعلام، مبادرة متميزة تعمل على الاستثمار في مستقبل الشباب من ذوي الشهداء، عبر توفير دورات تخصصية في الحاسوب تؤهل للحصول على شهادة الـ ICDL ودورات اللغة الإنكليزية بالإضافة إلى دورات تطوير المهارات العملية لـ 1000 شاب وشابة من عائلات شهداء الجيش والقوات المسلحة والإعلام وذلك بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، فمن خلال دورة الحاسوب المتضمّنة 80 ساعة تدريبية، يتم التعرف إلى مفاهيم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدام الحاسوب بشكل فعال بدءاً من إدارة الملفات الحاسوبية ومعالجة النصوص وصولاً إلى تعلم الجداول الالكترونية وقواعد البيانات.

لتتخَتم الدورة بالتدريب على استخدام الإنترنت بشكل موسّع. حيث يصبح المتقدم جاهزاً لاجتياز امتحانات تؤهله في نهاية المطاف الحصول على «الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب ICDL»، التي لا غنى لأي شاب عنها للانطلاق بسوق العمل بثقة أكبر. وبعد إنهاء دورة الـ ICDL التي تنظّمها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، ينتقل الطالب إلى دورات اللغة الإنكليزية ومن ثمّ إلى دورات تطوير المهارات العملية.

من الجدير بالذكر أن سيريتل تعتبر الرائدة في مجال التدريب والتطوير في سورية، فمنذ بداياتها والعمل على الاستثمار في الإنسان أمر أساسي في استراتيجيتها وقيمها عبر تدريبه بشكل مستمر، إلى حد أنها انفردت دون الشركات السورية الأخرى بإنشاء قسم كامل حمل اسم «أكاديمية سيريتل» مخصص لتدريب ولتطوير موظفيها عبر برامج تطوير وتدريب احترافية عالية المستوى، ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في الداخل، وليرفعوا رأس كل سوري في الخارج. إضافة إلى برامجها التدريبية الموجّهة لطلاب الجامعات المتضمنة ورشات عمل في مجالات عدة كتكنولوجيا المعلومات ومهارات العمل.

إن تبني سيريتل لهذه الرؤية التي تعكس فهماً للمستقبل إنما هو أمر يُحسب لها كثيراً حيث تؤثّر وبشكل فعال في الارتقاء بالمجتمع والنهوض به من خلال تطوير مهارات الشباب عبر دعم التعليم والفكر الإبداعي. الأمر الذي يساهم في بناء جيل واعٍ لمسؤولياته وقادر على بناء مستقبله ومعطاءٍ لوطنه.

هذه الدورات تعكس روح العمل التعاوني بين سيريتل والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، التي نحتاجها في المرحلة الحالية، مرحلة إعادة الإعمار، عن طريق تهيئة جيل الشباب للمستقبل ففي سياق هذا التعاون شدّد الدكتور مهيب النقري «مدير وحدة التخطيط في سيريتل» على أهمية هذه الشراكة والتي أثمرت مبادرات عديدة تهدف لدعم رواد الأعمال الشباب وتعزيز المحتوى الرقمي العربي وتنظيم العديد من المسابقات البرمجية وغيرها. وتأتي أهمية هذه الشراكة لأنها تقدّم للشباب من أسر الشهداء تدريباً متكاملاً يساعدهم في التقدم إلى سوق العمل بثقة وكفاءة». حيث تتيح هذه الدورات للطالب الحصول على «الرخصة الدولية لقيادة الحاسوب» وهي شهادة معتمدة عالمياً، مما يؤهل حاملها للدخول إلى سوق العمل بقوة وتمنحه فرصاً أكبر للحصول على فرص عديدة للعمل. وفي حال حيازته هذه الشهادة، يخضع لدورات تدريب تخصصية باللغة الإنكليزية ومهارات العمل.

من جانبه أكّد السيد وسيم سعد «مدير مراكز التدريب في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية» أهمية الدور الوطني للشراكة الاستراتيجية بين القطاع الخاص والجهات الأهلية، ممّا يعزز تضافر جهودنا وتكاتفنا في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن أهمية هذه المبادرة تأتي من تعزيزها وعي الشباب تجاه هذه الفرصة التي حصلوا عليها بتضحيات شهدائنا. فالشباب هم أمل المستقبل لبناء مجتمع منتج وفعال عن طريق دعمهم وتأمين الخبرات اللازمة لهم للانطلاق بسوق العمل لأن هذا أساس يؤهلهم للتقدم إلى سوق العمل بشكل فاعل من جهة ويساعدهم على التفكير بمنحى مختلف من جهة ثانية حيث لا يساعد هذا التدريب الشباب في الحصول على عمل فحسب بل يُعدّهم ليكونوا صنّاع فرص عمل لغيرهم أيضاً.

وأشار السيد أدهم طرودي «مدير مشروع برنامج سيريتل لدعم أسر شهداء الجيش والقوات المسلحة والإعلام» إلى أن الهدف الأساسي من إطلاق هذه المبادرة هو الاستثمار في الشباب ودعمهم لممارسة الدور الذي ينتظره منهم المجتمع في بنائه وتطويره عبر تزويدهم بالمهارات الأساسية التي يحتاجونها لخلق فرص عمل مناسبة، دون أن ننسى متطلبات سوق العمل حالياً، من هذا المنطلق كانت هذه المبادرة بين سيريتل والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية التي تساهم بتهيئة جيل جديد لمرحلة إعادة الإعمار ورفع مستوى كفاءته وتطوير مهاراته، كما أن دعم ذوي الشهداء ليصبحوا منتجين وليمارسوا دورهم الفعال في بناء الوطن هو أولوية برنامج سيريتل الذي يهدف من خلال مبادراته الستة إلى بناء مجتمع منتج معافى.

من ناحية أخرى فقد أكد الشباب المستفيدون من هذه المبادرة أهمية التمكن من استخدام الحاسوب في الحصول على الأفضلية في أي عمل أو وظيفة يريدونها، وأشادوا بالجهد الواضح المبذول من الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وسيريتل، فحسب تعبير «شذا» فإن هذه الدورة فاقت توقعاتها، حيث تعمّقت بدراسة بعض البرامج المفيدة في حياتها، ودون هذه المبادرة لم يكن ليخطر ببالها أبداً الالتحاق بمثل هذه الدورات.. بينما لفتت «كاترين» إلى أن هذه الدورة مناسبة لأعمار الشباب وعبّرت عن سعادتها بهذه الخطوة لأنها بداية لطريق جديد ومستقبل أفضل.

لقد أكّد الشباب جميعهم أن هذه المبادرة زادتهم ثقة بفرصة حصولهم على عمل يتناسب مع طموحاتهم، إضافة إلى أنها تزيد الوعي الثقافي بالنسبة للحاسوب ودخوله في حياتنا اليومية بكل تفاصيلها، وقد أضاف «غدير» أنّ المعرفة التي يحصل عليها والتدريب يساعده كثيراً ويحفزّه للتقدم إلى سوق العمل والاستفادة من كل ما يتعلمه، فقد أصبح بمقدوره الآن تحضير حسابات محل أسرته باستخدام هذه البرامج بسهولة ودقة وسرعة، أمّا الأستاذ إياد رضوان، المدّرب في هذه الدورة فقد توجه بالشكر إلى الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وسيريتل لإتاحة الفرصة له للتعامل مع أبنائنا وإخوتنا من أسر الشهداء، لأن هذه المبادرة لها دور كبير في منحهم مهارات يستفيدون منها بشكل ملموس في سوق العمل.

إن المبادرات التي تطلقها سيريتل والتي تعكس الوعي بالدور الأخلاقي للشركات الخاصة وأهمية التعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات الأهلية، انطلاقاً من واجبها الوطني تجاه هذا الوطن، ما هي إلا تطبيق عملي لتوجيهات السيد الرئيس في خطاب القسم الذي دعا إلى نشر ثقافة التعاون والغيرية بدلاً من الفردية والسلبية في مرحلة إعادة الإعمار.


ديما عيد

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق