التشكيلي طلال معلا: المحترف الفني السوري لم ينقطع عن الإبداع عبر التاريخ

13 آب 2014

.

يعتمد التشكيلي طلال معلا التعبيرية الحديثة أسلوبا لعمله الفني الذي يقوم على المأساة والصمت وينحو باتجاه التشوهات بتواليف لونية لا تخلو من صخب أحيانا ما أعطى للوحته سمة خاصة وثيمة عرفت به.

لم يتوقف معلا عن العمل أثناء الأزمة رغم كل الصعوبات كما أن أسلوبيته الفنية لم تتغير فهي قائمة بالأصل على المأساة فكانت أكثر تعبيرا عن الواقع المؤلم الذي يحيط بنا.

يقول معلا في حديث لمراسلنا: «ما أعبر عنه في لوحتي هو ابن اللحظة ويمكن أن تخرج في كل مرة بعض الرموز المعبرة عن حالة خاصة وبدون أن ألحظ ذلك بشكل واضح لأن الأزمة أثرت على الفنانين التشكيليين كغيرهم من الناس في هذا الوطن ولكن كونهم أكثر حساسية فقد توقف البعض عن العمل بسبب الاحباط الذي أصابهم والبعض الآخر لم يتأثر واستمر في العمل بل كانت الأزمة بالنسبة لهم محفزة للعمل والتجريب في انواع واساليب فنية جديدة وفي النهاية أي أزمة تشكل مخزونا للعطاء بشكل من الأشكال».

ويؤكد صاحب المسيرة الفنية الطويلة أن الفنانين التشكيليين السوريين يقدمون من خلال عملهم الفني اليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها البرهان على أن سورية ما زالت على صلة بالإبداع ومولدة له وكما كانت في كل الحضارات وعلى صلة بالحياة كرمز من رموزها الأساسية.

ويوضح معلا أن المجتمع السوري مبدع في كل المجالات والمحترف الفني السوري لم ينقطع عن العطاء منذ بدء التاريخ حتى اليوم فالتشخيص الذي انقطع في بعض البلدان من منطقتنا والعالم بسبب التحريم ولغيره من الاسباب لم يتوقف لدينا وكان هناك دائما تشكيلات وتشخيصات ورسوم في كل العهود وفي مختلف الظروف ولم تتوقف في وقت من الأوقات.

الحركة التشكيلية مبنية على عوامل منها الصالات والمؤسسات الفنية والثقافية والنقابية إلى جانب مراسم الفنانين والجمهور المرتبط بالحركة التشكيلية وبما أن الأزمة أثرت في كل هذه المكونات فإن الحركة التشكيلية السورية اليوم مصابة ولكن في الوقت ذاته تشكل إرادة الفنان السوري سواء كان داخل البلد أو خارجه قدرة استثنائية ليعطي دائما فنا إبداعيا خالصا يعبر عن ارتباطه بوطنه وحضارته على حد تعبير معلا.

وحول الملتقيات الفنية التي تقام في هذه الفترة يقول معلا إن الملتقيات الفنية تشكل اليوم حاجة للحركة التشكيلية السورية بما تحمله من رسالة مهمة عن إرادة العمل والقدرة على الإبداع وكل ملتقى له وظيفة محددة ولغة يتكلم بها وهذا ينشط التفاعل بين الفنانين مع بعضهم من جهة وبينهم وبين الجمهور الذي يحضر ليراقب عمل الفنانين الموهوبين والذين يشكلون أهمية في التشكيل السوري عبر رسمهم أمام الناس ولعدة أيام من جهة ثانية.

ومن الضروري أن تتنوع الأسماء التي تشارك في الملتقيات التشكيلية فنجاح الملتقى يعتمد على التنوع في أساليب العمل للفنانين المشاركين وانسجامهم فيما بينهم وإرادتهم وقدرتهم على التعبير عن الحياة وتجسيد الوطنية عبر ما يقدمونه من أعمال فنية في الملتقى وفقا معلا.

ويرى التشكيلي السوري أن التشكيليين اليوم على موعد مع العطاء والحياة عبر هذه الملتقيات الفنية مؤكدا ضرورة استمرارها مع تنوع المشاركين فيها لتضم أصحاب الخبرة والشباب وحتى الأطفال والكثير من قطاعات المجتمع وأن تتم إدارتها بشكل جيد.

ويقول إن الإدارة الجيدة هي التي ترسل للمجتمع رسالتها الإنسانية الفنية الحضارية والغاية ليست إنتاج أعمال فنية تعرض في نهاية الملتقى وإنما أن يستمر الحدث بالعلاقة مع المجتمع وهي صفة أساسية وعلاقة متبادلة بين الإبداع والمجتمع المولد له ما يعبر عن التوق للحياة والإبداع بشكل عام ومستمر.

ويشير معلا إلى أن عطاء المبدعين السوريين له مكانته واحترامه في كل المواقع التي يقدمون فيها نتاجهم الفني وهناك الكثير من الفنانين السوريين الذين يتمتعون بمكانة فنية عالية داخل الوطن وخارجه غير أن الحركة التشكيلية بحاجة لمتاحف حديثة ومعاصرة ولمؤسسات ثقافية تتماشى مع طموحات التشكيليين لحمل الفن السوري إلى موقعه العالمي الذي يستحقه.

ويلفت إلى وجود استقبال أكبر للوحة السورية اليوم في الخارج رغم الحصار المفروض على الفنان والحركة التشكيلية في سورية كما هو حاصل على مختلف القطاعات السورية معتبرا أن المتضررين من هذا الحصار هي المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية والفكرية عموما.

ويختم معلا بالمطالبة بسياسة ثقافية واضحة تشمل مشروعا لإعادة أعمار الثقافة عموما والفن التشكيلي خصوصا الى جانب الكثير من الأمور والجوانب التي تحتاج لمشاريع إعادة الإعمار في بلدنا.

والفنان طلال معلا من مواليد بانياس عام 1952 خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية ودرس تاريخ الفن المعاصر في إيطاليا وهو فنان وناقد فني وشاعر ينشر في الصحافة العربية والأجنبية وشغل عدة مناصب إدارية لمؤسسات ثقافية وفنية عربية وله عدة أفلام وثائقية وعدة برامج تلفزيونية عن الفن التشكيلي وهو عضو في العديد من الاتحادات والنقابات والتجمعات الفنية في سورية والعالم وله مؤلفات في الفن التشكيلي والعديد من المعارض الفردية والمشتركة داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في سورية والكثير من بلدان العالم.


سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق