التشكيلية أسماء فيومي: الفن السوري يمتلك أسماء مهمة

29 حزيران 2014

.

لا يخضع الفن لديها للعقل بل للإحساس الداخلي والعاطفة والخيال كما أنها بمجرد إمساكها للريشة تتدافع أفكارها بتلقائية لتمتزج بالألوان محققة عملا إبداعيا يخالف أي تصور مسبق للوحتها إنها التشكيلية السورية الحالمة أسماء فيومي.

تقول التشكيلية أسماء فيومي في حديث لنشرة سانا الثقافية: «إن الرسم بالنسبة لي هو الهواء الذي أتنفسه لذلك لم أتوقف عن العمل طيلة فترة الأزمة في السنوات الماضية فكنت أرسم إحساسي الحزين عن كل ما يحدث في وطني سورية فلم أكن أرى سوى اللونين الأبيض والأسود حيث انعدمت الألوان الزاهية في داخلي مما انعكس على لوحاتي».

وتضيف فيومي إن سورية التي نعشقها كانت تدمر وأبناؤها يقتلون ويهجرون وأطفالها تنتهك براءتهم وحضارتها تستباح من قبل الإرهاب كل ذلك أمام أعيننا فهذا كله أثر على منتج الفن التشكيلي السوري وعلى محتوى اللوحة السورية ولكنه لم يوقف أغلب الفنانين عن الرسم والإبداع.

وتوضح التشكيلية السورية أن أعمالها تأثرت من ناحية الأسلوب والمواضيع بالسنوات الصعبة التي مضت ولكنها استمرت بالرسم ولم تتوقف لأن العمل هو الحقيقة الوحيدة التي يجب ممارستها وانها لم تتمكن من عرض هذه اللوحات بسبب إغلاق أغلب صالات العرض الخاصة ومحدودية المعارض الرسمية.

وتشير فيومي إلى أن ما شاهده أطفال سورية من فظائع ودمار وقسوة بدل الجمال والفن والتمتع بحضارة وإرث بلدهم العظيم يستلزم عملا جادا ومضنيا من قبل الجميع لإزالة هذه الآثار السلبية من عقولهم ونفوسهم وإعادة بناء جيل كامل حمل جزء منه السلاح دون أن يعرف لماذا.

وتقول: «إن الحركة التشكيلية السورية مرت بمرحلة رائعة في فترة ما قبل الأزمة حيث أضحت أهم المحترفات التشكيلية العربية متفوقة بذلك على المحترف التشكيلي العراقي العريق مبينة أن لا أحد اليوم يملك أن يقيم التشكيل السوري لغياب معظم النتاج الأخير عن الناس وعن صالات المعارض في الفترة الماضية».

وتضيف إن التشكيل السوري يمتلك أسماء مهمة تعتبر الأفضل عربيا ولا بد لهذا المحترف التشكيلي أن يعود ليأخذ مكانه المتقدم بين المحترفات التشكيلية العربية لأن ما يميزه عن غيره من الفنون الجماعية هو فرديته وقدرة الفنان فيه على معالجة أفكاره وأحاسيسه من خلال تعايشه وتفاعله مع عمله الفني دون تدخلات خارجية مباشرة وهذا يجعل المحترف التشكيلي غنيا بالرؤى والتجارب الفردية.

وعن التشكيليين الشباب تقول فيومي: «هناك فئة من الفنانين الشباب يبشروننا بتطور الحركة التشكيلية السورية لذلك عليهم أن يحملوا همهم الإبداعي دائما وأن يستمروا في العمل وتطوير موهبتهم لأن الإبداع كالحبيب المدلل يحتاج المتابعة والاهتمام وإن تركته يتركك».

وتضيف إن من توقف من الفنانين التشكيليين عن العمل خلال الأزمة بسبب الظروف الصعبة سيعود لإبداعه بمجرد تحسن الظروف المعيشية خاصة في الأماكن التي ضربها الإرهاب مبينة أن الجميع اليوم بدؤوا يتلمسون انفراج الأزمة ويترقبون انتصار سورية القادم على الموت والدمار.

وترى فيومي أن الفن التشكيلي السوري معترف به عالميا والفنان السوري ناجح ويحظى بالتقدير في أهم المحافل والملتقيات والمزادات العالمية رغم أن الفترة الماضية حملت معها محاولات لتشويه سمعة الفن التشكيلي السوري بسبب أكاذيب الإعلام وتشويه الحقائق ولكن ذلك لن يجدي في النيل من الإبداع السوري ورسالته الحضارية للعالم.

وتوضح فيومي أنها متفائلة بمستقبل الحركة التشكيلية السورية لكنها بحاجة اليوم لأي نشاط تقيمه أي جهة ثقافية رسمية كانت أم خاصة لاستمرار العمل وعرض الأعمال للناس وهذا يتطلب تضافر الجهود ما بين وزارة الثقافة وصالات الفن التشكيلي الخاصة والفنانين التشكيليين أنفسهم.

والتشكيلية أسماء فيومي من مواليد عمان عام 1943 خريجة كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير عام 1966 عملت مهندسة ديكور في التلفزيون السوري ومحاضرة في مركز الإعداد الإعلامي التابع لجامعة الدول العربية ولها الكثير من المعارض الفردية والمشتركة داخل سورية وخارجها وأعمالها مقتناة من قبل وزارة الثقافة والمتحف الوطني ووزارة الإعلام في سورية وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وخارجها.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق