البروكار: حرفة تخطت بإبداعها الحدود وأصبحت سفيرة الابداع الدمشقي

27 حزيران 2014

.

تعد مهنة البروكار من الصناعات الدمشقية القديمة التي استطاعت بفعل جمالها وحرفيتها أن تتخطى حدود سورية ليصل صداها إلى الدول الأوروبية حتى أصبح البروكار الدمشقي من أنفس المقتنيات التي يتباهى بها الملوك والامراء.

ولهذه المهنة تاريخ عريق يعود إلى مئات السنين وقد انتقلت من جيل إلى جيل بفعل الحرفيين الدمشقيين الذين تمسكوا بهذه الصناعة وورثوها لأبنائهم وأحفادهم.

ولعائلة الأيوبي تاريخ طويل مع هذه المهنة فالحرفي قاسم الأيوبي هو من صنع للملكة البريطانية /اليزابيت/ ثوبها المشهور وقد اختار المركز الثقافي العربي في أبو رمانة أن يستضيف الحرفي إبراهيم قاسم الأيوبي ليتحدث عن هذه المهنة وصلتها بالعائلة وتاريخها برفقة الحرفي الشاب محمد رنكوس .

وقال الأيوبي: إن دمشق أنتجت حرفيين مهرة في كل المجالات والحرفي السوري يمتاز بكونه حرفيا ماهرا ومبدعا بصناعة النسيج ومن ضمن الحرف التي اشتهرت بها سورية مهنة البروكار الدمشقي .

وأشار الأيوبي إلى أن البروكار الدمشقي كان يعرف سابقا باسم الديباج لان رسومه كانت ملكية مشيرا إلى أن تاريخ المهنة يعود إلى مئات السنين وكان اول تطور دخل على حرفة الديباج من خلال شخص اسمه بكر صنع آلة تطور حرفة الديباج برسوم أوسع فصنع الة سميت باسمه ثم أتى مخترع فرنسي اسمه فيليب جاكار شاهد الحرفة في دمشق واخذ الحرفة وطور الالة وصمم الة حملت اسم جاكار.

وشرح الايوبي عن انواع الرسومات المستخدمة في البروكار الدمشقي مبينا انها تتضمن أنواعا عديدة من الرسوم منها رسمة صلاح الدين في معركة حطين وروميو وجوليت والراعي ورسمات من تراث المنطقة نحاول تجسيدها على الحرير.

وعن مراحل العمل على القطعة اشار الايوبي إلى أنه يتم رسم الرسمة المنتقاة على ورق ملي متري ليتم بعد ذلك تدقيقها لتنزيلها على الالة فالنول يتألف من خيوط الشبكة الموصولة بالآلة حيث هناك أبر أفقية وعامودية حيث تشبك الخيوط في الالة لإخراج الرسمة المطلوبة.

واكد الايوبي ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على المهنة لافتا إلى اهمية الخطوة التي اتخذت بإدخالها الى منهاج الثانوية الصناعية بدمشق مشيراً إلى دوره في الاشراف على المدرسين في الثانوية لتعليم الطلاب المهنة والحفاظ عليها .

فيما تحدث الشاب/محمد رنكوس/خريج الثانوية الصناعية والعامل في مجال البروكار الدمشقي عن الهموم والمشكلات التي تحيط بالمهنة مشيرا إلى أن تراجع خيط الحرير يعود لاغلاق معمل الدريكيش الذي كان مختصا بصناعة الحرير بسبب عزوف اصحاب الاراضي عن تربية وزراعة دودة القز الأمر الذي يعد من اكبر المشكلات.

واشار رنكوس إلى ان المنتج الاصلي من البروكار يتعرض لعملية اللعب بالخامات من قبل الاشخاص غير المختصين به وانتشار البروكار الالي على حساب البروكار اليدوي التقليدي.

وطالب رنكوس بالاهتمام بهذه الصناعة ودعم حرفييها حتى لا يتعرض هذا القماش الدمشقي الثمين للاندثار اسوة باقمشة اخرى هجرها حرفيوها فغابت عن ساحة الابداع .

وترافقت الندوة مع معرض ضم اشكالا مختلفة لمنتجات البروكار الالي واليدوي شملت اقمشة وجزادين وشالات حرير.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق