معرض التشكيلي فيصل الحسين

08 حزيران 2014

لوحات تخدم الفكرة وليس الحالة الجمالية

في لوحات تحتمل أكثر من قراءة بدا معرض التشكيلي فيصل الحسين لرسوم الكاريكاتير مصورا الهم السياسي والاجتماعي والاقتصادي وخاصة أن اللوحات عبرت عن مضمون الموضوع بطريقة مبسطة، صورت ما يجول داخل الفنان من أفكار، لأنها تخدم الفكرة وليس الحالة الجمالية.

كما أن الفنان خرج من إطار اللوحة ليدخل في المجسمات وذلك حسب تعبير الفنان لأن اللوحة ضاقت وفقدت قدرتها على التعبير عن أفكار الفنان، فخرج منها إلى فن تجهيزي أو فن تجسيمي استخدم فيها أدوات مختلفة، أهمها أحجار الشطرنج ورقعة الشطرنج وأقفاص العصافير وأحواض السمك والشموع وصنابير المياه والطرابيش.. الخ، كما استخدم الكتب وذلك لخدمة الفكرة الكاريكاتورية لكي تصبح واقعية أكثر، فرسم اللوحة بالأبيض والأسود وهي الشكل الأكثر تأصلا في هذا الفن، حيث يعتمد على خطوط سوداء رشيقة وقوية على سطح أبيض يعكس تناقضات هذه الحياة ويشير الفنان الحسين أنه ونتيجة زحف الحضارة المبرقعة على أذواقنا طور الكاريكاتير أدواته حتى يتناغم مع الموضة الجديدة في الصحافة والتلفاز فطرح مواضيع وأفكاراً جديدة عبر استخدام ألوان صريحة وواضحة أحياناً، وحرك شخصياته أحياناً وخرج أحياناً إلى المجسمات وهي الطريقة التي استعنت بها.

■ الكاريكاتير يصور القبح أحياناً عبر تشويه الشخصيات في اللوحة وأنت اعتمدت هذا الأسلوب أيضاً لماذا؟
تصوير القبح في لوحة الكاريكاتير يأتي من الشوق الشديد والعطش للجمال، وأنا أعرض القبح في لوحاتي كرغبة ملحة لهذا الجمال، كما أن الكاريكاتير هو فن الفكرة وليس فن الشكل، فيجب أن يكون هناك إبداع في الطرح وغرائبية في عرض الفكرة، فالكاريكاتير باختصار يجب أن يثير التفكير عند المتلقي فهو كحشرة سقراط التي توقظ الأحصنة الكسولة من غفوتها وتؤجج فيها روح الحياة، وعند ذلك لا نستطيع أن نعاتب الحشرة على قبحها إذا جاز ذلك، بل يجب أن ننظر إلى ما فعلته في تحريك عجلة الحياة.

■ هل للفكرة أثرها في انتقاء عملك الكاريكاتيري وأي الأفكار أقرب أليك؟
إن الإنسان بشكل عام وفنان الكاريكاتير بشكل خاص بحاجة إلى القراءة والبحث في بطون الكتب، وذلك لأن فكرة الكاريكاتير بحاجة إلى شخص مثقف يجيد تشخيصها لأنها قد تعبر عن توجه فكري لمجتمع كامل، وفن الكاريكاتير في النهاية هو إدخال كل تلك المعارف الموجودة أو المكتسبة والتجارب المعيشة وإخراجها إلى الورق بحلة جديدة فالأفكار موجودة ولكن الإبداع في خصوبة الأسلوب، وليس هناك أفكار قريبة بالنسبة لي أو بعيدة، بل هناك أفكار أكثر أحتواءً وأفكار أكثر تعبيراً عن واقع سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي، وهذا هو الأقرب إلي.

■ الكاريكاتير فن ارتبط ارتباطاً عضويا بالصحافة، فأين المغزى في هذا الارتباط؟
المغزى في كون الكاريكاتير كالصحافة فكلاهما يلهث وراء الأحداث ويريد أن يواكبها بأفضل الطرق، فلذلك نرى الكاريكاتير يناسب كل صفحات الصحف من السياسي إلى الاجتماعي والاقتصادي والترفيهي والنفسي، ولكن يجب على الكاريكاتير ألا يكون تقريرياً كنشرة الأخبار، بل عليه أن يكون مملوءاً بالحركة والمفاجأة حتى يتمكن من جعل المتلقي مستعداً للتفاعل والمشاركة معه، فالكاريكاتير عندما لا يؤثر في إخصاب المحبين للفن وتحريضهم على التفكير والمبادرة والإبداع، يعتبر فناً عقيماً، وفن الكاريكاتير ليس فناً أنانياً كما تسوقه الصحف، بل هو فن إبداعي يعالج مشاكل أبدية مثل الاستبداد والغضب والقهر والظلم.

وفي قراءة للفنان «أكرم حمزة» في أعمال الفنان «الحسين» يقول: «فيصل الحسين صاحب تجربة مكتملة في لوحة الكاريكاتير، فتراه من الغرافيك إلى التكوين إلى التقنية الملونة، يوازي أهم الفنانين التشكيليين، وأهم ما في تجربته أنه يتعامل مع اللوحة كقيمة تشكيلية وتعبيرية، وهو يعبر عن الواقع بطريقة مبسطة ومن يرى لوحات «فيصل» يعرف أنه ينظر إليها بقصد الاستماع أكثر من النقد وهذا هو الأهم في العمل الفني».

يذكر أن فن الكاريكاتير هو فن قديم يعود تاريخه إلى عهد الفراعنة، ويقال إن هناك لوحة لعصفور يصعد إلى شجرة عن طريق سلم وجدت في المقتنيات الفرعونية القديمة، والكاريكاتير هو كلمة مشتقة من أصل ايطالي، وهي كلمة «كاركتر» أي شخصية.


عبير صويمعة

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق