أناشيد «أبو الزلف» السورية على مسرح دار الأوبرا

26 أيار 2014

تابع الفنان عدنان فتح الله مشروعه الفني اللافت مفتتحاً أمسية الفرقة الوطنية للموسيقى العربية بمقطوعة سماعي عجم عشيران لأمير البزق محمد عبد الكريم حيث فاجأ المايسترو السوري جمهوره في دار الأوبرا ببرنامج حافل من روائع التراث في الموسيقا الشرقية مقدماً مقطوعة من مقام /تحميل حجاز/ عمل فيها على صياغة لحنية جديدة وفق توزيع عالي المستوى استلهم فيه روح الموروث الشعبي من أغنيات وأهزوجات وموشحات سورية.

وتميز برنامج الأمسية الفنية للفرقة الوطنية بتقديمها لموشح /يا غريب الدار/ لموءلفه أحمد المشتكاوي إذ أعاد الفنان كمال سكيكر توزيع هذا الموشح بأسلوبية لحنية ومقامية عمل من خلالها على إبراز جماليات موسيقا الشرق وقدرتها على التعبير عن قوة الجمل اللحنية وعبقريتها اللامحدودة في تكوين جوقة من الآلات المنسجمة مع طابع الموشح كفن قائم بذاته.

وتفردت أمسية الفرقة الوطنية بوصلة من /الزوالف السورية/ التي أطلت على مختلف هذا النوع الغنائي السوري الأصيل حيث أدت الفرقة /الزلف الجزراوية/ والحلبية والريفية والصحراوية بتوزيع جديد الفنان عدنان سعدو فتح الله وبمشاركة لافتة من الفنان عبد الناصر هاشم على آلة /الزورنا/.

وقال الفنان عدنان فتح الله في حديث خاص لـ سانا انه فضل اليوم تقديم أشهر عملين من أعمال أمير البزق محمد عبد الكريم كان أبرزها أغنية /رقة حسنك وسمارك/ والتي أداها كورال الفرقة بدلا من أداء /السوليست/ حيث كان التمرين على هاتين المقطوعتين صعبا للغاية ولاسيما العمل مع أكثر من عشرين مغنيا ومغنية تمرنوا أكثر من شهر على إتقان العرب الغنائية.

وأضاف فتح الله ان سورية تمتلك إمكانيات ومواهب عالية في الموسيقا والغناء الشرقي وأعتقد بأن الجمهور لمس ذلك في أمسية اليوم عبر مشاركة الفنان نزار عمران الذي قام بعزف المقامات الشرقية على آلة الترومبيت بأسلوب فني راق إذ يعد عمران من بين ثلاثة أو أربعة عازفين موجودين في العالم يقومون بأداء المقامات الشرقية على آلة غربية كالترومبيت.

وأوضح فتح الله أن أمسية اليوم تميزت بعزفنا لمقطوعة /ليلة القبض على فاطمة/ للموسيقي المصري عمر خيرت فمشروع الفرقة أساساً هو صون التراث الموسيقي بطريقة أكاديمية من ناحية التأليف الموسيقي والبناء الهرموني والتوزيع الأوركسترالي الذي نقدمه في حفلاتنا بالإضافة إلى تقديم تجارب جديدة لمؤلفين موسيقيين يطرحون صياغاتهم الفنية الجريئة مع كل حفلة نقدمها لجمهور دار الأوبرا فضلاً عن أن الفرقة عملت منذ تأسيسها عام 1990 على استضافة عازف مهم في كل حفلة تقيمها معرفةً ببصمته الموسيقية بشكل مباشر مع المتلقي.

وقال فتح الله إن مشروع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بالإضافة لمشروع موسيقا صلحي الوادي هما تجربتان قمنا بهما لمواجهة التيار المبتذل الذي كرسه السوق النفطي عبر محطاته التلفزيونية التي سعت لتخريب الذائقة السمعية للمتلقي فنحن للأسف نشهد اليوم أن كثيرا من الشباب والشابات من الجيل الجديد غير مطلعين على تجارب أم كلثوم أو محمد عبد الوهاب أو فريد الأطرش وهذا ما نعمل بدأب على إعادته الى ذهنية الأجيال الشابة من خلال تحفيزها على البحث عن أعمال طربية خالدة في المدرسة الموسيقية العربية.

وعن تقديم الفرقة لمقطوعات غنائية مشتقة من /الزوالف السورية/ قال فتح الله «إن في سورية كان لكل منطقة /الزلف/ الخاص بها من حيث الكلام واللحن حيث ظهر تأثير البيئة بشكل جلي وواضح على الكلمات ومن ثم على البناء الموسيقي للحن فالزلف كنوع غنائي هو من أهم قوالب تراثنا الشعبي الذي يجب علينا صونه وتطويره وتقديمه بأفضل صوره».

من جهته قال الفنان نزار عمران إن علاقته بآلة الترومبيت لم تتغير منذ خمسة عشر عاماً حيث عمل على هذه الآلة كي يخرجها من إطار هويتها الكشفية أو كآلة مراسم نحو هوية لآلة فصيحة قادرة على قول الجمل والمقامات الشرقية إذ أصبت في ذلك مهارات عديدة قدمتني اليوم في إطار أوركسترا شرقية وهذا يعود لجرأة المايسترو عدنان فتح الله الذي جعلني أعزف في أمسيته بزخم كبير لتكون هذه المشاركة فرصتي التي كنت أنتظرها منذ زمن بعيد.

وأضاف عمران ان الموسيقيين السوريين يعملون اليوم على تثبيت مشروعهم الفني الذي عملوا عليه لسنوات في ظل الأزمة التي أصابت البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات كي نحافظ على الموجود ونخفف كمية الخسائر ونرمم غياب بعض الموسيقيين الذي غادروا سورية.


سامر إسماعيل

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق