دريد لحام: بقاء الفنان في الوطن واجب وأنا متأكد من أننا نسير نحو الأفضل

18 شباط 2014

.

أقامت مديرية ثقافة دمشق بالتعاون مع سيدات سورية الخير احتفالية حملت عنوان «سورية... أبجدية السلام»، وعلى هامش الاحتفالية وبحضور عدد من الفنانين وشخصيات سياسية ودينية تم تكريم الفنان السوري العملاق دريد لحام صاحب المسيرة الفنية اللامعة، وفنان الوطن والوطنية والسلام والمحبة، تمثل حبه لوطنه سورية من خلال ما قدمه من أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، كمسرحية «كاسك يا وطن»، و«ضيعة تشرين»، و«غربة»، وفيلم «الحدود»، ومسلسله الأخير «سنعود بعد قليل» إذ كان القاسم المشترك بينها هو الوطن، الذي لا يستطيع الابتعاد عنه.

دخل الفنان دريد قلوب الناس في بداية مشواره الفني بشخصية «غوار الطوشة» التي لامس فيها مشاعر كل مواطن سوري ولاسيما البسيط والمكافح، وفي عام 1997 تم اختياره سفيراً للنوايا الحسنة بمنظمة «اليونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما نال وسام الاستحقاق السوري وغيرها من الأوسمة والشهادات التقديرية والجوائر.

نحو الأفضل

وعلى هامش هذه الفعالية «الوطن» التقت الفنان دريد لحام، الذي قال: «هذا التكريم يعني لي مسؤولية كبيرة، فعندما يتلقى شخص ما تكريماً يسعى ليكون عند شرف هذا التكريم، لأن هؤلاء الشباب بذلوا الكثير في سبيل سورية».
ويتابع حديثه بأن بقاء الفنان بوطنه هو واجب يترتب على الجميع تجاه أمنا سورية، قائلاً: «اليوم لا أعرف إلى أين تتجه سورية ولكن متأكد بأننا إلى طريقنا نحو الأفضل، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، وأنا أرى الأمل في إصرار الناس على العيش، فعندما تسقط قذيفة هاون بعد دقيقة يعود الناس إلى حياتهم الطبيعية كما لو أنه لم يكن هناك شيء»، كما أكد لحام ضرورة إعادة بناء البنية الإنسانية التي دمرت قليلاً لدى بعض الأشخاص، هذا البناء الذي يتطلب العمل الجماعي، فقال: «عندما أرى طفلاً يحمل سلاحاً أو سكيناً أقول (الله يعيننا) وكيف سيتم إعادة بناء جيل المستقبل ليعود إلى جادة الصواب، وأرى أن هذه المرحلة ستكون الأصعب، لأن الخراب والتهديم يبنى ولكن بناء الإنسان ليس أمراً سهلاً».

وفي نهاية حديثه قال: «عندما تكون سورية بخير فأنا بخير، وعلى الشعب السوري أن يتمسك أكثر بهويته، وسوريته، ووطنه، لأن أي إنسان من دون وطن من دون كرامة، وكرامتنا هي سورية لذلك علينا أن نتمسك بها وندافع عنها بالغالي والرخيص».

وكان دريد لحام قد قال في حوار سابق له فيما يتعلق بالأزمة السورية: «إنه من الظلم تصنيف الناس بين المعارضة والموالاة، فإما أن تكون سورياً أو غير سوري، لا يوجد موال يرضى بالفساد وكبت الحريات، ولا يحزن معارض عندما تتخذ الحكومة قرارات إيجابية».

وأضاف إنه إذ أراد السفر فسيحمل حقيبتين، في الأولى سيضع عائلته وصور الدمار والقتل وتاريخ البلد الذي يدمر عبر برنامج مدروس لغيرتهم من حضارة سورية، أما في الثانية فسيضع الموالاة والمعارضة ولن يخرجهم حتى يتفقوا كما أشار من ناحية ثانية أن بعض الفنانين كان مضطراً للسفر نتيجة ظروف معينة، أما البقية فلم يملكوا الحق في ذلك، فلو كان كل الفنانين بالخارج معنا لتناقشنا وتعانقنا لننشئ حركة حلوة للبلد.

الاحتضان والمساعدة

كما حضر كل من الفنانة سلمى المصري، والفنانة غادة بشور الاحتفالية، بدورها قالت المصري للوطن: «الفنان كأي إنسان له وجهة نظر وحرية، وكل إنسان بقي في سورية هو متمسك بوطنه ومحبته له، ومن المؤكد أن الناس عندما تشاهد فناناً مشهوراً لديه القدرة على السفر والخروج من سورية لأنه خائف ولكن لم يخرج، فمن المؤكد أنه يقدم لهم نوعاً من الراحة والطمأنينة، وفعلاً أن الإنسان الذي يخرج من داره يقل مقداره، فلقد رأينا ماذا حل بالذين خرجوا، ومن المؤكد لو أنهم بقوا في وطنهم لنالوا الاحتضان والمساعدة من الجميع»، وأيضاً أكدت على أنها دائماً متفائلة بالخير، وبأن الجيش السوري سينتصر إن شاء الله، لأن سورية على حق، ولا بد أن يحق الحق ويصح الصحيح، وعندها ستكون سورية رمزاً للدول المكافحة للإرهاب، قائلة: «سنرى الفرح قريباً وسنحتفل بالنصر وبعودة البلد للأفضل، وما هدم يتعمر من جديد، ولكن اليوم نحن بحاجة إلى أن يعم الحب في أرجاء سورية لنعود كما كنا يداً واحدة».

سورية منتصرة

أما الفنانة غادة بشور التي هي عضو في مجموعة سيدات سورية الخير فأشارت إلى أن مشاركتها ووجودها في هذه الفعالية هو شرف لها، قائلة: «أحب سورية كثيراً، ونحن اليوم في تكريم الفنان العملاق الأستاذ دريد لحام الذي تعلمنا على يديه، وإن شاء اللـه سيكون هناك فعاليات قريبة جداً يتم فيها تكريم الفنانين الذين بقوا في سورية رغم كل المغريات التي توافرت لهم في الخارج، وسورية منتصرة بإذن اللـه بقائدها وجيشها».

فرق وطنية تطوعية

تمت هذه الاحتفالية تحت إشراف وتعاون مجموعة من الفرق الوطنية التطوعية كفريق سيدات سورية الخير، وسورية تجمعنا، ونسور سورية، إضافة إلى فرق أخرى، بدوره أشار مدير ثقافة دمشق عفيف دلا للوطن إلى أن هذه الفرق الوطنية لها دور كبير على الساحة ولاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي تمر على سورية، إذ أبرزت القدرات والطاقات الكامنة لدى مختلف شرائح وفئات الشعب على العمل والحراك، قائلاً: «في تقديري هذه الفعالية تتماهى مع عنوانها سورية أبجدية السلام، وهذه الفعالية بما تقوم عليه من مكونات ومفردات تشير فعلاً إلى أن سورية هي بلد ومهد السلام وأبجدية الحضارة، وتعكس التلاحم والترابط بين مكونات الشعب السوري، واليوم بما تمتلك سورية من مقومات حضارية أصيلة أشاعت النور لكل الإنسانية ولا تستطيع أي قوى ظلامية أن تطمس هذه الحالة الحضارية والإرث الحضاري الذي تمتلكه، فسورية قوية بحضارتها، وتاريخها، وإرثها، وأصالتها، وجيشها، وشعبها، وقيادتها»، وعن تكريم الفنان دريد لحام أكد عفيف بأن هذا التكريم تعبير عن حصيلة ما قدمه دريد عبر مسيرته الطويلة الزاخرة بالوطنية والوطن».

حضن دافئ وملجأ آمن

كما قالت مريم اليونس عضو في مجموعة سيدات سورية الخير: «أحببنا أن نذكر بمجد سورية لنؤكد للعالم أنها مهد الحضارات والوطن الأم للجميع، فسورية منذ القدم هي الحضن الدافئ والملجأ الآمن، لأي شعب يلجأ إليها في أزماته ومحنه، وما تواجهه سورية اليوم لم تواجهه أي دولة بالعالم كله، والفنانون الشرفاء الذين لم يتركوا سورية يستحقون التكريم، والفنان دريد لحام له أياد بيضاء ومثال للمواطن السوري الذي نرفع رأسنا به، واليوم سيتم تكريم الفنان على مسيرته الفنية الغنية».

موال حزين

وتضمن برنامج الاحتفالية كلمة لسيدات سورية الخير، وعرض فيلم سينمائي عن أهمية سورية، مهد الحضارات والديانات السماوية، وللتأكيد على أن سورية كانت ومازالت رسالة سلام، وبعد ذلك تم تكريم الفنان دريد لحام، وخلال التكريم قال دريد في الكلمة التي وجهها للحضور: «أي أحد يسألك أنت من قل له أنا سوري فقط لأن هذه الكلمة تحمل فعلاً، وأنا أعتبر نفسي ذرة من تراب الوطن، ولكي نكون مخلصين لسوريتنا يجب أن نحترم تاريخها وحضارتها، وعلينا أن نكون يداً واحدة من أجل تحقيق النصر، وإلا فسنخسر وطننا الذي قد يتحول إلى جزء من حكاية أو كلمة في موال حزين، ويتابع كلامه بأن سورية هي الأم والحضن الدافئ والرحم الذي خرج منه السوريون بغض النظر عن طائفة كل منهم، قائلاً: «الله يكتب طائفة كل منا ولذلك فإن محاسبة كل إنسان على طائفته هو كفر برب العالمين».

معركة سلام وشموخ

كما ألقت الدكتورة أيسر ميداني محاضرة، تحدثت فيها عن سورية أبجدية السلام، وقالت للوطن: «نحن أولاد عشتار وأحفاد جوليا دومنا وزنوبيا، هؤلاء اللاتي مثلن العطاء والمحبة والسلام والاحتضان لكل من جاء إلى سورية، وبنفس الوقت رمز الشموخ والقوة والمقاومة والحرب من أجل العدالة وفرض الشخصية، ونحن اليوم نتابع هذه المعركة معركة السلام والعدالة والشموخ والكرامة»، وأيضاً كان هناك فقرة موسيقية غنائية بإشراف ومشاركة الباحث الموسيقي وضاح الباشا الذي قال: «شاركنا باحتفالية سورية أبجدية السلام، لنقدم مجموعة من الأغنيات الوطنية، ولنؤكد أن سورية مهد الحضارة والسلام».

وشاركت مديرية الفنون الجميلة في هذه الفعالية من خلال إقامة معرض بعنوان سورية السلام وبإشراف الفنان عماد كسحوت يضم عدداً من اللوحات لمجموعة من الفنانين التشكيليين.

سيدات سورية الخير

مجموعة وطنية تضم سيدات من مختلف أطياف المجتمع السوري وكل الشرائح العمرية والثقافية والاجتماعية، بدأن العمل من اعتصام ساحة الأمويين احتجاجاً على قرارات جامعة الدول العربية، وقد نظمن العديد من النشاطات الثقافية.
احتفالية جديدة نظمت في المركز الثقافي بمنطقة كفرسوسة يوم السبت، عنوانها سورية أبجدية السلام، كل ما قدم فيها يؤكد أن سورية كانت ومازالت مهد الحضارات والأديان والتلاحم بين مختلف فئات المجتمع.


لودي صارجي

الوطن السورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفناة سلمى المصري والإعلامية أيسر الميداني خلال احتفالية سيدات سورية الخير

الفنانة السورية غادة بشور ضمن احتفالية سيدات سورية الخير

تكريم الفنان السوري الكبير دريد لحام ضمن احتفالية سيدات سورية الخير

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق