بعد إغلاقه بثلاث سنوات.. «باب الحارة» يفتح من جديد

17 شباط 2014

حُسم الأمر، المعجزة الدرامية ستعود، والدجاجة التي تبيض ذهباً ستحيا مجدداً، كيف لا وغيابه قد شكّل فراغاً في حياة الناس!.

وحتى لو استمرت الانتقادات، ولو بصمنا بالعشرة على حقيقة تشويهه لصورة دمشق الناصعة، فإن «باب الحارة» حي يرزق وسيعود إلى شاشاتنا بجزءين سادس وسابع.

إذاً سيفرض العمل الشامي نفسه من جديد على الموائد الرمضانية عبر مختلف الشاشات العربية بعد غياب، هكذا فإن الجزءين الجديدين يصوران في حارات دمشق القديمة مع خيوط جديدة وإشكاليات مثيرة.

وبعد إغلاقه عام 2010، يُفْتَحُ «باب الحارة» مجدداً أمام إنتاج أجزاء جديدة من السلسلة التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي على مدى خمسة أعوام، ما سَيُشعِلُ المنافسة من جديد بين صنّاع الدراما السورية بين ما بات يعرف بـ«أعمال البيئة الشاميةّ»، التي باتت الأكثر طلباً على جدول العروض الرمضانية.

وبعد شائعات انتشرت حول بناء مدينة دمشقية في مدينة العين الإماراتية، حسم القائمون على العمل أمورهم وقرروا تصوير كامل مشاهدهم في دمشق.

يشارك في العمل نخبة من نجوم العمل منهم: أيمن زيدان، عباس النوري، وفاء موصللي، صباح الجزائري، مصطفى الخاني، شكران مرتجى، محمد خير الجراح، مرح جبر، وائل شرف، ميلاد يوسف، ليليا الأطرش، ميسون أبو أسعد، سحر فوزي، هدى شعراوي، سليم صبري، زهير رمضان، أناهيد فياض، وصباح بركات، أمية ملص، علي كريّم، حسام الشاه، عبد الهادي الصباغ، هيثم جبر، هلا يماني، حلا رجب، شادي مقرش، جانيار حسن وآخرون.

جديد بجديد
طرأت على العمل بجزئيه الجديدين تغييرات كثيرة، ليس أولها استبعاد الكاتبين مروان قاووق وكمال مرّة واستبدالهما بكاتبين جديدين هما سليمان عبد العزيز، وعثمان جحى.

إضافة إلى ذلك نأى بسام الملا بنفسه عن مهمة الإخراج التي سلّمها للمخرج عزام فوق العادة الذي لا يمتلك الخبرة والشهرة الكافيتين لقيادة عمل جماهيري بهذا الحجم، في حين بقي الأول مشرفاً على العمل فقط.

وشهد العمل دخول شخصيات جديدة لم تكن موجودة في الأجزاء الخمسة السابقة، فتستقبل «حارة الضبع» كلاً من أيمن زيدان، ومرح جبر، وميسون أبو أسعد، وشادي مقرش، ومعتصم النهار.

اعتذارات بالجملة
اتسعت دائرة المعتذرين عن المشاركة في الجزءين الجديدين، الأمر الذي خلق بلبلة وفتح باب التكهنات واسعاً، ففجر نزار أبو حجر صاحب شخصية «أبو غالب» مفاجأة كبيرة بعد اعتذاره، متهماً المخرج بتدمير شخصيته من خلال تخصيص مساحة ضيقة للدور.

أما زوجة «أبو عصام» الثانية فأسندت بالبداية لسلافة معمار فرفضت، فتم الاستعانة بنسرين طافش لكن الأخرى اعتذرت، فاستقر الدور على ميسون أبو أسعد أخيراً.

وفيق الزعيم مجسد شخصية «أبو حاتم» سيغيب أيضاً بسبب مرضه وعدم قدرته على الوقوف أمام الكاميرا فتم استبداله بسليم صبري، أما جومانة مراد زوجة العكيد فرفضت العودة إلى دمشق للمشاركة في العمل فتم استبدالها بالممثلة المبتدئة خلود عيسى!؟.

وقّدمت أمارات رزق اعتذارها عن تجسيد دور زوجة العكيد الجديد لأسباب وصفتها بالخاصة، فحل عوضاً منها الشابة عهد ديب، وشملت الغيابات أيضاً دانا جبر، وعدنان أبو الشامات، وهنوف خربطلي.

وبعد وفاتهما، اضطر القائمون على العمل إلغاء شخصيتي «أبو خاطر»، و«أبو بشير» اللتين قدماهما الراحلان سليم كلاس وحسن دكاك على التوالي، ولكل من الرجلين مساحة مؤثرّة في الحكاية بأجزائها القديمة، إضافة إلى صبحي الرفاعي حارس الحارة الذي توفي أيضاً.

وبعد الحديث عن عودة قصي خولي بشخصية «أبو قاعود»، بات غيابه مؤكداً وخاصة أنه ينشغل حالياً في تصوير شخصية «الخديوي إسماعيل» بالمسلسل المصري «سرايا عابدين».

تعتيم إعلامي
تحرص الشركة المنتجة على إحاطة العمل بالسرية التامة، فأغلقت الأبواب أمام جميع وسائل الإعلام، واتخذت قراراً بمنع تسريب أي خبر أو صورة إلا أن أبوابها لم تكن مُحكمة بعد تسريب الكثير من خيوط العمل المهمة.

هذه الشركة ارتدت قبعة الإخفاء وارتأت التنقل بين حارات الشام القديمة دون ضجيج، في الوقت الذي حذرت فيه الممثلين المشاركين من كشف أية تفاصيل عن الشخصيات.

وبحركة لا تخلو من المكر، استغل القائمون شهرة بعض الشخصيات فسربوا بعض الصور بهدف التسويق، كما فعلوا تماماً بشخصية «النمس» التي أداها مصطفى الخاني، بل سمحت بالكشف عن توءمها شخصية «الواوي» التي يجسدها الفنان ذاته، لتنفرد بأنها الصورة الوحيدة التي خرجت من الباب الضيق للعمل الشامي الشهير.

وبعد انشغال أقلام الصحافة في فكّ ألغاز الجزء السادس بعدما أغلق القائمون على إنتاجه كل الأبواب أمام وسائل الإعلام، يحل علينا مجموعة من الأسئلة: ما الأسرار التي يحملها مسلسل «فانتازي شامي» حتى تتم تخبئتها بهذا الشكل الهستيري؟ ومتى يؤمن المنتجون بأهمية الإعلام في مسيرة الدراما؟ أم إن شهرة العمل العربية وتأمين عرضه مسبقاً منحهم حقّ التجاهل والفوقية؟.

شخصيات العمل
رضخت الشركة المنتجة لمطالب الجمهور وشاشة «إم. بي. سي»، فأعادت الحياة لشخصية «أبو عصام» التي يؤديها عباس النوري، لكن المفاجئ أنه لم يعد الرجل الطيب والحكيم، بل سيتحول إلى شخص عصبي ومغرور وصاحب «نفسية حامضة» في تحول درامي غير مبرر.

وعلمت «الوطن» أن «أبو عصام» سيثير غضب زوجته الأولى صباح الجزائري «أم عصام» عندما تكتشف أنه تزوج عليها من فتاة فرنسية بشخصية «ناديا» تجسدها ميسون أبو أسعد وهي ذات الفتاة التي عالجته عندما كان مصاباً في إحدى المستشفيات بدمشق خلال فترة الاحتلال الفرنسي، وعندما ينكشف أمره ينقلها إلى منزل العائلة لتسكن مع زوجته الأولى وتحمل له طفلاً.

واستعان المخرج بأيمن زيدان لزيادة الزخم، فيؤدي شخصية «أبو ظافر» الطامح إلى زعامة الحارة، أما دور «أم ظافر» فتؤديه مرح جبر، وهي أيضاً من الأبطال الجدد للعمل.

يخبئ مصطفى الخاني لجمهوره مفاجأة مدوية، هكذا حسم مشاركته في العمل بعد الأخبار الواردة التي تحدثت عن عدم توصّله إلى اتفاق مع منتجي المسلسل.

وبعيداً عن شخصية «النمس» الماكرة والمستمرة في الجزءين اللاحقين، فإن الخاني سيقدّم شخصية ثانية مستحدثة ومختلفة عن سابقتها وهي «الواوي»، أي إنه سيطلّ في دورين مختلفين في سابقة من نوعها في سلسلة المسلسل الشامي.

يحرم «عكيد حارة الضبع» وائل شرف من زيارة حارته إلا في السرّ خوفاً من العسكر على اعتباره اسماً مطلوباً، فيكتفي ببعض الزيارات الخاطفة لزوجته التي تقطن في بيت عائلة زوجها «أبو عصام»، ويرزق «أبو العز» بطفل في هذا العمل يسمّيه «جود» ويعمل لمصلحة الثورة ضد المستعمر حتى انتصارها مع نهاية الأحداث.

ليليا الأطرش أكدت أن شخصية «لطفية» لن تتغير كثيراً عن الأجزاء السابقة، باستثناء اشتداد الخلافات بينها وبين «ضرايرها»، إضافة إلى أنهن سيتآمرن على زوجهن «عصام» في الوقت عينه.

مشكلة لم تحل
طغفت خلال الأسبوع الماضي مشكلة لم تحل بعد، وفحوى الموضوع يكمن باتهامات موجهة من مخرج العمل إلى مرح جبر بعدم الوفاء بعدما سافرت إلى أبو ظبي للمشاركة في مسلسل «الأخوة» دون سابق إنذار.

وأكدت شركة «ميسلون» أنها انسحبت من العمل وغادرت إلى الإمارات بعد انتهائها من تصوير مشاهدها الرئيسية، لكن تبقى لها مشاهد متفرقة لم تتم بعد ولا يمكن تأجيلها، الأمر الذي دعا الشركة إلى تهديدها بالقضاء.

وبعد أخبار عن عودتها إلى دمشق يوم أمس، خرج عزام فوق العادة لينفي ذلك جملة وتفصيلاً ويؤكد أنها لم ولن تعود إلى العمل بعدما وجد في ذلك مَخرجاً درامياً دون أن تكفي تصوير مشاهدها المتبقية.


وائل العدس

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

علي الهلالي:

أحب باب الحارة وخصوم وائل شرف

سوري