احتفالية بدار الأوبرا تكريماً للمرأة وأسر الشهداء

24 كانون الأول 2013

كوليت خوري: «قلبي مع المرأة وخاصة من فقدت عزيزاً»

يوماً بعد يوم تثبت مكانها وأهميتها في كل مجالات الحياة سواء في الموسيقا، أو الشعر، أو الأدب، أو الفن التشكيلي، وفي الكثير من الأوقات يتفوق دورها على دور الرجل، فكانت نجاحاتها متتالية، وتكريماً للمرأة السورية أقامت وزارة الثقافة برعاية الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة يوم الأربعاء 18/12/2013، احتفالية للمرأة السورية تحت عنوان «المرأة السورية.. حكاية وطن» على مسارح الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.

المرأة السورية تناضل
أكدت مشوح خلال الاحتفالية تميز المرأة السورية، وما حققته من انجازات، فتقول: «الأم الصبورة، والمضحية، والمعتزة بوطنيتها ووطنها، هي خير قدوة، واليوم المرأة السورية تناضل على المستويات كلها، كانت رائدة ومازالت، كانت مناضلة ومازالت، ولكن الظروف في وقتنا هذا، أصبحت أصعب والنضال أصبح أكثر عظمة، فضحت بابنها، وزوجها، وأبيها، وأيضاً بروحها فداءً للوطن، كل هؤلاء النسوة يحق لهن التكريم، ويحق لنا أن نفتخر بهن ونتخذهن قدوة لنا في الحياة».

مشعل ينير درب الوطن
شارك في الاحتفالية العديد من الشخصيات، فقال الدكتور هزوان الوز وزير التربية: «إن المرأة هي الأرض والسماء والوطن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وهي الحياة واستمرار الحياة، فالمرأة خلال هذه الظروف أثبتت قوتها، وماقدمته سيكون المشعل الذي ينير درب هذا الوطن، وفي هذه المناسبة أوجه التحية لكل الزميلات في المجال التربوي».

إبداعات في كل المجالات
تضمن برنامج الاحتفالية افتتاحاً لثلاثة معارض، الأول معرض كتاب من الإبداع النسوي السوري، تحدثت عنه مديرة المعارض في الهيئة العامة السورية للكتاب رائدة الصياح قائلة للوطن: «حاولنا في هذا المعرض أن نجمع الإبداعات النسوية التي ألفتها أو قامت بترجمتها نساء سوريات، إضافة إلى بعض الكتب التي تتناول موضوعات تخص المرأة، وحياتها اجتماعياً أو اقتصادياً، وأصبح لدينا مجموعة إصدارات تشمل كتباً حديثة وأخرى من أرشيف الهيئة العامة للكتاب».

الوطن والمجتمع
كما قالت الأديبة كوليت خوري أثناء الافتتاح: «المرأة هي الوطن والمجتمع وإذا كانت المرأة مثقفة وواعية، كان المجتمع واعياً وناضجاً، ومنذ 40 عاماً، وأنا أتحدث وأتكلم عن المرأة، واليوم قلبي مع المرأة سورية بكل حالاتها، ولكن بشكل خاص مع التي فقدت عزيزاً، وأريد أن أقول لها إن كل آمالي مبنية عليها، في بناء المجتمع الجديد، من خلال تربية الأجيال، فالجيل هو المستقبل ووطننا منتصر بوجود أمهات يزرعن حب الوطن في قلوب ابنائهم».

الفن التشكيلي في حياتها
أما المعرض الثاني فتضمن لوحات تشكيلية لفنانات سوريات وأعمالاً نحتية خشبية، فقال عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة: «نؤكد على حضور ودور المرأة السورية بأي أزمة أو حدث، كما دورها في المنزل، سواء كانت أماً، أو أختاً، أو زوجة، فالمرأة تعبر عن وطن، وحتى في الحضارات القديمة كانت رمزاً للآلهة، وأيضاً في الفن المعاصر أثبتت المرأة السورية حضورها على الساحة الفنية التشكيلية المحلية والعالمية، وحاولنا في هذا المعرض إظهار الإبداع الفكري لها من خلال عرض العديد من أعمالها».

تكريم للمرأة
وكان المعرض الثالث منمنمات يدوية بمشاركة ركن رواق العرفي، كما تخللت الاحتفالية كلمة لوزيرة الثقافة راعية الاحتفالية تحدثت فيها عن نضال، وتضحية، وصمود، ونجاح المرأة السورية، قائلة: «المرأة السورية، تلك الوردة الشامية الرائدة في نضالها، والفاضلة في قيمها الأخلاقية والوطنية، السباقة إلى الإبداع والتميز، لعلها كانت الأكثر تضرراً في هذه المحنة، بل لعلها كانت الأكثر استهدافاً، وكأنما أريد تفكيك لحمة أسرتها، مملكتها الأولى، اليوم نكرم المرأة السورية المفكرة، والأديبة، والمبدعة، الملهمة، والشهيدة، وأم الشهيد، ورفيقة دربه».

وأيضاً عرض فيلم قصير عن المرأة السورية، إضافة إلى قراءة شعرية للشاعرة ليندا إبراهيم مع عازفة القانون ديمة موازيني، وأغان ومعزوفات قدمتها الفرقة الوطنية للموسيقا العربية التابعة للمعهد العالي للموسيقا بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.

أسر الشهداء
وفي ختام الاحتفالية تم تكريم أسر الشهداء، حيث قال الفنان أحمد رافع والد الشهيد محمد رافع: «والدة محمد علمته حب الوطن، وأوجه اليوم تحية للأم العظيمة، أم الشهيد، أم محمد الصابرة على فراق فلذة كبدها، ومحمد كان أول فنان يستشهد في تاريخ العالم مقابل حبه لوطنه، وأرضه».

احتفالية جديدة نظمت في قلب العاصمة دمشق للمرأة السورية، التي تحملت الكثير، ولاسيما في ظل هذه الظروف، فلم تكن حكاية وطن فقط بل كانت الوطن بأسره.


اكتشف سورية

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق