في اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري

31 تشرين الأول 2013

سورية محطة رئيسية في تاريخ تطور الموسيقا وآلات العزف

يهدف الاحتفال باليوم العالمي للتراث السمعي والبصري والذي يحتفل به بتاريخ 27 تشرين الأول، إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الوثائق السمعية والمرئية للتراث الذي تؤكد الوثائق والمكتشفات أن سورية تشكل محطة بارزة وأساسية فيه منذ أقدم العصور.

ويشير نائب مدير المخابر في المديرية العامة للآثار والمتاحف وقارئ النقوش الكتابية القديمة «الهيروغليفية- المسمارية -الأبجدية» الدكتور محمود السيد إلى أن المعطيات العلمية واللقى الأثرية تبين أن تمثال أول مغنية في العالم القديم أورنينا مغنية المعبد تم اكتشافه في سورية إضافة إلى اكتشاف أقدم مشهد لفرقة موسيقية جماعية مؤلفة من 26 عازفاً يتم التوزيع الموسيقي فيها بين الآلات فضلاً، عن أقدم نوطة موسيقية كاملة منقوشة بالكتابة المسمارية على رقيم فخاري.

ويوضح الدكتور السيد أن الموسيقا لم تكن في يوم من الأيام حكراً على شعب من الشعوب أو مقتصرة على التعبير عن لغة من اللغات حيث لعبت الموسيقا منذ ظهور الإنسان العاقل دوراً هاماً في الحياة العامة والخاصة لدى السوريين والشعوب القديمة الأخرى إلى درجة أنها أصبحت ركنا أساسيا من أركان الحياة وترافقت مع الغناء والرقص في الاحتفالات الدينية والاحتفالات بالزفاف والنصر وجني المحاصيل الزراعية والتي أقيمت في القصور والمعابد والساحات العامة.

ويشير السيد إلى أن التماثيل الأثرية والرسوم الجدارية والرسوم على الخزف ولوحات النحت النافر وطبعات الأختام وبقايا الأدوات الأثرية الموسيقية والنقوش الكتابية القديمة تشكل أهم مصادرنا في معرفة أنواع الأدوات الموسيقية المستخدمة في العزف وشكلها ومزاياها ومادة صناعتها وفهم السلم الموسيقي.

ويقول السيد إن أرشيف مملكة ماري السورية على الضفة اليمنى لنهر الفرات أهم وأغنى مصدر كتابي مؤرخ بعصر البرونز يتحدث عن الموسيقا والموسيقيين وأوضاعهم ومستوى معيشتهم ومدارس التدريب على الموسيقا التي كانت تابعة للقصر الملكي وكيفية اختيار العازفين والعازفات والهيكل التنظيمي للموسيقيين في القصر الملكي والموسيقيات الإناث في الجناح المخصص للحريم في القصر.

ويشير أرشيف مملكة ماري إلى رئيس الموسيقيين ويوضح كيفية التفاهم بينه وبين كادره من الموسيقيين ويذكر اسم الآلات الموسيقية المستخدمة في العزف ومواد صناعتها وتأثير نوع كل مادة على صوت النغم الموسيقي كما هو الحال في صناعة الناي من خشب الأبنوس وصناعة القيثارة من الجلد بعد نقعه في اللبن والحليب والقطران وكيفية معالجة جلد البقر لصنع الطبول وتوثق النصوص المسمارية المكتشفة في مملكة ماري أنه كان يتم إخصاء بعض المطربين بغرض منع تأثير البلوغ على صوتهم.

ويبين السيد أن أقدم مشهد لفرقة موسيقية جماعية اكتشف في موقع تل الحريري الأثري يدل على تعدد وتنوع أصوات الآلات الموسيقية المستخدمة في العزف وعلى تطور مفهوم الدوزنة المشتركة ونضوجه لدى موسيقيي مملكة ماري حيث أدرك الموسيقيون السوريون من خلال دوزنة الآلات الموسيقية فاعلية السلم الاستهلالي المفتوح قبل فيثاغورث بخمسة قرون مشيراً إلى أن مشهد الفرقة في نفس الوقت يوءرخ مرحلة جديدة من مراحل تطور فن الموسيقا وظهور الفرق الموسيقية الجماعية والتمهيد لظهور النوطات الموسيقية.

ويؤكد السيد أن ماري عرفت أنواعا عديدة من الآلات الموسيقية الوترية والإيقاعية والهوائية أهمها القيثارة ذات الأوتار التسعة وآلة القيثارة المصنوعة من خشب الصندل المغطى بالذهب وصندوقها الصوتي المصنوع من الجلد وآلة الهارب مشيرا إلى أنه اكتشف في ماري تمثال يجسد مهرجين يعزفان على قيثارة.

ويرى السيد أن أهم ابتكار موسيقي قدمه السوريون للحضارة الإنسانية يتمثل في أقدم نوطة موسيقية كاملة منقوشة على رقيم فخاري يحتوي أربعة أبيات شعر مدونة بالكتابة المسمارية الحورية يليها ستة أسطر مدونة بالكتابة المسمارية الأكادية فيها أسماء الأبعاد الموسيقية البابلية عثر عليها أثناء حملات التنقيب في خرائب مملكة أوغاريت في محافظة اللاذقية في الفترة الواقعة ما بين 1950 و1955 وتؤرخ بعصر البرونز الحديث بالقرن الرابع عشر قبل الميلاد.

ويبين السيد أن التماثيل الأثرية والنصوص المسمارية المكتشفة في موقع رأس الشمرة الأثري تشير إلى استخدام الناي والقيثارة والطبل والكنارة أو الرباب والصنج والمصافق من العاج أو الخشب وهي قطع صغيرة مجوفة أسطوانية الشكل تربط في الأصابع وتقرع الواحدة بالأخرى.

ويشير السيد إلى أن سورية عرفت قديما نوعين من آلة العود الأول العود طويل العنق والثاني العود قصير العنق مبينا أنه تم اكتشاف منحوت في موقع جرابلس الأثري شمال سورية على الحدود السورية والتركية يصور عازف عود وعازف مجوز وراقصا يؤكد أن السوريين قد صنعوا عودا ذا ثلاثة أوتار ما يوضح أن صناعة الآلات الموسيقية في سورية في مطلع الألف الأول الميلادي ازداد انتشارها.

اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري.. سورية محطة رئيسية في تاريخ تطور الموسيقا وآلات العزف


مديرية الآثار

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق