لغة الجسد في أشعار الصعاليك: كتاب للدكتورة غيثاء قادرة

07 تشرين الأول 2013

.

«لغة الجسد في أشعار الصعاليك» كتاب للدكتورة غيثاء قادرة يتضمن قراءة نقدية جديدة لأشعار الصعاليك، ركزت فيها الناقدة على حركة الجسد وتأثرها بالعوامل الإنسانية والنفسية التي كان يعيشها الشعراء الصعاليك ضمن إطار البيئة، وكيف انعكس كل ذلك في أشعارهم وقصائدهم.

في الكتاب تختزن لغة الجسد صورتين في وجهين اثنين هما وجه الإيجاب ووجه السلب، والسلوك الحركي الصائت أو الصامت والقدرة الجسدية بمختلف أنواعها، معتبرة أن النفس قائدة الجسد ومحركته والباعث على إصدار الصوت وصلابته وقوته، فصلابة الجسد تعود إلى قوة النفس وإرادتها بينما خوفها وقلقها يقودان إلى هيكلية ضعيفة مترددة الفعل، وهذا ما ينعكس بالذعر والخوف والاستسلام.

وتوضح قادرة أن الصعلوك تلفت حوله فرأى في الجسد الهزيل مؤشر فناء، فسعى جاهداً لتغييره ولكنه ما استطاع لذلك سبيلاً إلا في مواقف قليلة، فقد قمعه المجتمع وحدّ من إمكاناته، فبات ينشج آهاته وأحزانه من نفس شاعرة بالعدم وتعاني الحرمان وظلم البيئة الاجتماعية، ما جعله يلجأ إلى الصعلكة ليعوض جسده ما فقده من طاقات وما خسرته نفسه من هناء واطمئنان.

وبينت قادرة أن الصعاليك اختاروا لأنفسهم ثأراً فخرجوا على نظام القبيلة الاجتماعي وعاشوا حيث الوحوش، يغيرون ليسلبوا من سلبهم ذواتهم وحط من كرامتهم محاولين الارتقاء بنفوسهم من واقع الذل والمهانة إلى واقع الحرية والوجود.

وقد عبرت أشعارهم بحسب قادرة عن هذه الحقيقة المرة مجسدةً لغتهم النفسية والجسدية في أناشيد صادقة وأمينة تنبعث من نفس عانت الشقاء وجسد عانى الحرمان ومن ظلم اجتماعي طافح يزدري هذه الفئة الوضيعة النسب المحرومة من انتمائها، فعبرت أشعارهم عن خروجهم على الأنظمة وإيمانهم بأنهم يمثلون الأصالة ولهم كل الحق في حياة كريمة حرة لا فقر فيها ولا عوز.

ورأت قادرة في كتابها أن أجسادهم كانت مقبرة نفوسهم وصدى آلام الفقر والغربة، رغم انتفاضة النفس بدافع من الإرادة والتحدي محاولين النهوض بأجسادهم تعويضاً عن إحباط النفوس وراغبين بالتخلص من بؤرة العذاب ومستنقع الفناء.

وفي الكتاب، درست قادرة لغة الجسد في أشعار الصعاليك ما قبل الإسلام والمخضرمين منهم وتناولت أهم الجوانب والمواضيع التي يصل إليها النقاد والدارسون حيث اختارت ما يكشف البنية السيكولوجية بكل ما تتضمنه أشعار الصعاليك بما فيها من مغمور وغير معروف.

واعتمدت الناقدة المنهج النفسي والمنهج الاجتماعي في النصوص الشعرية، وجعلت لدراستها مقدمة وفصولاً وخاتمة أوضحت من خلالها مخطط بحثها ومنهجه وأهمية الجسد في حياة الكائن الحي.

ووقفت الناقدة على كثير من الآراء كفلاسفة الإغريق والمسلمين في حقيقة النفس والجسد، والفرق بين النفس والروح وبين مفهوم الجسد والنفس في معاجم اللغة وكتب الأدب والدين، وذلك في أبواب وفصول وعناوين ترتبط بمدلولاتها البنيوية.

وخلصت إلى أن الصعاليك اهتموا بتلبية حاجات النفس والجسد وفق ما يخلصهم من القهر الاجتماعي، فكانوا نموذجاً لخروج الفرد عن حمية الجماعة، وظهر ذلك في قصائدهم وأشعارهم بشكل عام، وأكثر من جسد هذه الخصائص الشنفرى في «لاميته» و«تأبط شراً» في قافيته.

يُذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب، ويقع في 263 صفحة من القطع الكبير.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

uelhk:

كيف استطيع الحصول على الكتاب لو سمحتم

الاردن