دريد لحام: عندما يبكي الوطن لا يعود للضحك مكان

01 تشرين الأول 2013

بعد غيابه عن الشاشات لأكثر من عام، عاد الفنان الكبير دريد لحام ليطل على جمهوره من خلال شاشة الجديد، وتحديداً في برنامج «بعدنا مع رابعة» مع الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، حيث لم يخلُ اللقاء من التفنيدات السياسية والأزمة التي تضرب سورية من أكثر من عامين، إضافة إلى الحديث الفني.

بدايةً، تحدث لحام عن مشاركته في مسلسل «سنعود بعد قليل» في دور هو الأول البعيد عن الكوميديا، وقال: «عندما يبكي الوطن لا يعود للضحك مكان، لكن البديل هو الابتسامة لأن الحياة صعبة لولا الأمل، لذا عندما عرض عليّ الليث حجو هذا الدور ترددت وقبلت خوض المغامرة لكني بقيت خائفاً مستذكراً شارلي شابلن الذي وقع عندما ترك الكوميديا وقدم فيلم «ملك في نيويورك»، لكن على ما يبدو أن الناس مشتاقة للدمعة». وأكد أنه يبكي كلما شاهد المسلسل على اعتبار أن الأداء كان حقيقياً، وفي كل مرة يرى نفسه في شخصية الأب «نجيب» فإنه لا يتمالك نفسه ويبكي.

فيما يتعلق بالأزمة السورية، قال: «إنه من الظلم تصنيف الناس بين المعارضة والموالاة، فإما أن تكون سورياً أو غير سوري»، وأضاف: «لا يوجد موالٍ يرضى بالفساد وكبت الحريات، ولا يحزن معارض عندما تتخذ الحكومة قرارات إيجابية».

وإذا أراد السفر فأكد أنه سيحمل حقيبتين، سيحمل في الأولى عائلته وصور الدمار والقتل وتاريخ البلد الذي يدمر عبر برنامج مدروس لغيرتهم من حضارة سورية، أما في الثانية، يضيف : «فسأضع الموالاة والمعارضة ولن أخرجهم حتى يتفقوا (حقيبة الحوار)».

وعبّر لحام عن أسفه لفقدان الممثل الراحل ياسين بقّوش «ياسين استشهد ظلماً، وباغتياله اغتالوا الضحكة والبسمة التي نحن بأمسّ الحاجة إليهما».

من ناحية ثانية، فقد بيّن أن «بعض الفنانين كان مضطراً للسفر نتيجة ظروف معينة، أما البقية فلم يملكوا الحق في ذلك، فلو أن من رحل من الفنانين قد بقوا معنا لكنا تناقشنا وتعانقنا لننشئ حركة حلوة للبلد». وأكد أن كل الفنانين مناصرون للنظام لأنهم ضد الفوضى، طالباً التفريق بين السلطة والنظام، وقال: «أنا ضد الفوضى ومناصر سورية، وقد هُدِّدت بالقتل لكني لست خائفاً لأنني مؤمن بالله»، وتأسف لمقولة "إن لم تكن معي فأنت ضدي": «لذا فإن الحرية بكير علينا لأننا لا نفهمها».

وأشار إلى أن الأم والوطن لا نستطيع مكافأتهما على ما قدماه، وأضاف: «يموت الشهيد وهو راضٍ مرضي بعدما قدم دمه فداء للوطن ورغم ذلك يشعر بأنه لم يقدم شيئاً، والكلام نفسه ينطبق على الأم، فوطني الأول رحم أمي والثاني سورية».

وفي حال طلب منه إعادة إحدى مسرحياته، أشار إلى أن يختار «كاسك يا وطن» لأنه يشعر فيها كل شيء من الفرح والحزن والألم، وتضم خلطة سحرية من حياة الشعب العربي عامة، والشعب السوري بشكل خاص.

ورداً على سؤال أجاب دريد لحام أن خبطة الفتنة والطائفية هي الهدارة حالياً وتضرب العالم الإسلامي، وستبقى كذلك حتى يعود الناس إلى رشدهم وعقلهم؛ وتابع: «رسم الله لون عيوني وطولي وطائفتي عندما كنت في رحم أمي، وأي محاسبة على طائفة إنسان هو كفر بالإرادة الإلهية».

وأكد أن الجامعة العربية شاركت في تقسيم السودان ودعت لاحتلال العراق وتدعو لقصف سورية، هي نادي الحكام العرب لكنه نادٍ «أحول».


وائل العدس

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق