بدوي الجبل ضمن سلسلة إبداع في ثقافي كفرسوسة

11 حزيران 2013

.

تناولت ندوة سلسلة إبداع "قراءة في شعر بدوي الجبل" التي يقيمها المركز الثقافي في كفرسوسة سيرة الشاعر الكبير بدوي الجبل الثقافية والوطنية.

وأوضح الشاعر نزار بني المرجة الذي شارك في الندوة إلى جانب الباحثة إلهام سلطان أن شعر بدوي الجبل يتصف بديباجة حققت التكامل والتوازن بين الفكرة والصورة واللغة النقية الجزلة الساحرة التي تذكرنا بالشعراء العرب مبينا أن قصيدته امتازت بالرموز والتغزل بالعروبة مستشهدا بقوله: عروبتي فوق فرق الشمس ساخرة.. من لئم ما زور الواشي وما سردا ضمتني الشام بعد النأي حانية.. كالأم تحضن بعد الفرقة الولدا وبين بني المرجة أن الشاعر بدوي الجبل انخرط في صفوف النضال الوطني وصار ينشد القصائد الوطنية ويؤجج روح الكفاح والمقاومة راصدا الكثير من قصص الأبطال والشهداء كالمجاهد الكبير صالح العلي ويوسف العظمة حيث لم يفصل موقفه الوطني عن القومي داعيا إلى عقيدة عربية موحدة حيث قال: ولا فاء لقلب حين نؤثره.. حتى تكون رزايانا رزاياه حسب الأحبة ذل عار غدرهم.. وحسبنا عزة انا غفرناه

ويهتم بدوي الجبل بحسب بني المرجة بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية والصدق والإخلاص مستخدما مكنوناته الثقافية والروحية المتسامية من خلال ما عاناه وعاشه وهذا ما جسده في كثير من قصائده كقوله: لا الحقد خمرة أحزاني ولا الحسد.. من جوهر الله صيغ الشاعر الغرد سقيت أحزان قلبي من عقيدته .. فأسكر الحزن ما أغلي وأعتقد وتعتبر قصيدة الشاعر بدوي الجبل "ضحكة الأطفال" التي أهداها لحفيده محمد من عيون الشعر العربي لما تمتلكه من مقومات وتجديد وألق في تصوير عالم الطفولة خلال عاطفة كبيرة ولاسيما أنه تكلم عن الأطفال جميعا من خلال حفيده حيث قال: وسيم من الأطفال لولاه لم أخف..على الشيب أن أنأى وان أتغربا وصن ضحكة الأطفال يارب إنها.. إذا غردت في ظامئ الرمل أعشبا أما الباحثة سلطان فأوضحت أن بدوي الجبل قيمة فنية بارزة في تاريخ شعرنا العربي لها فرادتها عربيا وعالميا إذ تمكن هذا الشاعر من الجمع بين المعاصرة والأصالة عبر مقومات الإبداع والطاقة الخلاقة مبينة أن شعره تميز بوجود الفكر وألق الإبداع وقوة الصياغة والبناء المتماسك والبلاغة الخالصة.

واتسم شعره وفق سلطان بجمال اللغة العربية والانفتاح الكوني وأحيانا بالصوفية والتوحد مع الكون مستشهدة بقوله: أمنت بالحب ما شاءت عزوبته .. أمنت بالحب فهو الهادم الباني وبينت الباحثة أن شعر بدوي الجبل ينتمي إلى الأدب القديم من حيث متانته وأسلوبه وتناوله للالفاظ وعمق عبارته ففي كل قصيدة نجد ابتكارات جديدة تمتد في المستقبل وتستكشف الحضارات وتأخذ مكانها في التاريخ إضافة إلى اهتمامه بالبعد السياسي عبر مواقفه الوطنية ومقاومته للاستعمار.

يذكر أن الشاعر بدوي الجبل هو محمد سليمان الأحمد ابن العلامة الشيخ سليمان الأحمد من مواليد قرية ديفة بمحافظة اللاذقية عام 1900 وأطلق عليه لقب بدوي الجبل المرحوم يوسف العيسى صاحب جريدة أ ب الدمشقية وذلك تمييزا له بين مثقفي الجبل وشغل الكثير من المناصب النيابية والوزارية وتنقل بين لبنان وتركيا وتونس وكتب في المجالات الوطنية والقومية والاجتماعية والسياسية.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق