أعمال تنقيب غير مشروعة في تل الأشعري الأثري في درعا

26 أيار 2013

.

تعاني بعض المواقع الأثرية السورية من انتهاكات وتعديات خطيرة نتيجة الأزمة الراهنة، بدأت في أفاميا خلال العام الماضي، وانتقلت إلى دورا أوروبوس وماري في دير الزور وموقع كفر عقاب في إدلب المدرج على لائحة التراث العالمي ضمن التجمعات الأثرية للمدن المنسية.

إذ تستغل عصابات الآثار الظروف الأمنية وغياب المؤسسة الأثرية في بعض المناطق، وتنشط في عمليات تنقيب غير مشروع منظمة ومحترفة، وتمنع هذه العصابات بقوة السلاح الحراس وموظفي دوائر الآثار وكل من يحاول التدخل للحدّ من أعمال التخريب والتنقيب والنهب في المواقع الأثرية المتضررة، محطّ أنظار هذه العصابات.

واليوم تتكرر حلقة أخرى من حلقات التنقيب الشرس في موقع تل الأشعري في درعا، وتتوزع الأعمال أعلى التل من الجهة الشرقية والجهة الجنوبية الغربية، ويتجاوز عدد الحفر ال 10 يصل عمقها إلى 3 أمتار وقطرها إلى 5 أمتار، مما قد يتسبب بأضرار يصعب تعويضها لاحقاً إن استمرت أعمال التنقيب بهذه الحدّة.

ويعد تل الأشعري من أهم التلال في جنوب سورية، وقد أعطت أعمال التنقيب فيه عام 2006 نتائج هامة نتيجة الكشف عن الكثير من المدافن التي سلطت الضوء على فترة البرونز الوسيط.

توجه المديرية العامة للآثار والمتاحف نداء إلى أبناء شعبنا للتعاون في بعض المناطق مع الجهات الأثرية بما يساعد على التخفيف من انتشار عصابات الآثار، وتدعو كل إنسان مؤمن بتاريخه للمشاركة في الدفاع عن تراثنا الأثري من التدمير والنهب، ولمؤازرة موظفي المديرية العامة للآثار والمتاحف في أداء مهامهم.

إن ما تعانيه بعض المواقع، وتحديداً ما حدث في أفاميا، يدق ناقوس الخطر ويزرع في قلوبنا الخوف أن نشهد مأساة مشابهة لتلك التي عاشها العراق قبلاً، أمام حجم هذا العنف في سورية الذي رمى بثقله على كل جوانب الحياة، بما في ذلك إسقاطاته على تراثنا الأثري، ونرجو أن تسهم جهود وتكاتف أبناء المجتمع المحلي في ألا تتكرر هذه المأساة في مواقع أخرى، وألا تُضاف مواقع ماري وكفر عقاب وتل الأشعري إلى قائمة أفاميا ودورا أوروبوس.


موقع المديرية العامة للآثار و المتاحف

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق