المهرجان السوري الأول للتراث والأعمال اليدوية في مكتب عنبر بدمشق

21 أيار 2013

.

افتتح مساء أمس في قصر الثقافة -مكتب عنبر- المهرجان السوري الأول للتراث والأعمال اليدوية بمشاركة اتحادات وجمعيات وفعاليات شعبية وأهلية وحرفية تعنى بهذا الشأن.

وأكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمة لها إن المهرجان يشكل مناسبة للاحتفاء بمهارة حرفيينا الذين اختزلوا باعمالهم على مر العصور جمال بيئتنا وتناسق ألوانها وتآلف عناصرها فعكسوا تنوع ثقافتنا ورقيها إلى جانب التذكير بتراثنا الحضاري والتاريخي الذي نعتز به وخصوصية منتجاتنا اليدوية التي أبهرت العالم بدقة صناعتها فاكتسبت سمعة عالمية.

ودعت وزيرة الثقافة إلى المحافظة على هذه المنتجات وتعزيزها وتطويرها والترويج لها وإحياء ما اندثر منها ونقل الشغف بها وامتلاك مهارات صنعها إلى الأجيال الآتية.

واعتبرت أن التمسك بالتراث بشقيه المادي واللامادي هو تمسك بالهوية وتعزيز للانتماء وأن تشجيع الصناعات اليدوية التراثية والترويج لها وتطويرها هو ترسيخ لعراقة تراثنا وتعزيز لتنوعه ودعم للمنتج السوري ولسمعته العالمية وتمكين للمنتجين من توسيع دائرة عملهم بما يولد فرص عمل للشباب المؤهل والمدرب الراغب في الدفاع عن تراثه والحفاظ عليه من الاندثار والارتقاء به نحو الأفضل.

وأبدت الوزيرة مشوح أملها في أن يكون هذا المهرجان بداية لسلسلة نشاطات وفعاليات تحفظ للأعمال اليدوية التراثية ألقها وتزيد العناية بتطوير المهن اليدوية لتتبوأ المكانة العالمية التي تستحق وتصبح أحد حوامل الاقتصاد الوطني وعنصرا أساسيا في التطوير الاجتماعي.

من جهته بين الدكتور هنائي داود مدير عام إدارة المهرجانات الدولية "الجهة المنظمة للمهرجان" أن الغاية من المهرجان التعريف بالتراث والثقافة السورية بصورة صحيحة ولم شمل الأسرة ضمن مهرجانات مخصصة لها مشيرا إلى دور هذه المهرجانات في التعريف بالتراث اليدوي السوري الأصيل وتشجيع الحرفيين على الاستمرار في ممارسة مهنهم اليدوية.

بدورها ذكرت مديرة المهرجان فاتن عفوف ياسين أن دافع إقامة هذا المهرجان هو إحياء التراث الذي يشكل ثروة حضارية فريدة إضافة إلى إبراز تاريخ سورية المشرق مبينة أن اقامة مثل هذا المهرجان تأكيد على أن جميع أبناء الشعب السوري واعين ومدركين حجم ما يتعرض له تراثنا من محاولات طمس وتشويه على أيدي مجموعات متمرسة على ذلك وأننا سنبذل قصارى جهدنا في ردعهم عن تلك الممارسات.

وأوضحت أن المهرجان يكتسب أهمية خاصة كونه يقام في ظروف خاصة تمر بها البلاد حيث يرتكب الأعداء المتربصون بها أبشع الجرائم بحق البشر والحجر إلى جانب استهدافهم التراث الثقافي الذي يعكس الحضارة والتاريخ العريق لسورية على مر الأجيال.

ولفت عدد من المشاركين في تصريحات لـ سانا إلى أهمية إقامة مهرجانات كهذه للتعريف بالمهن اليدوية العريقة وإبداع حرفييها وتعبيرها عن روح الأصالة والتراث السوري الأصيل مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث والأعمال اليدوية الحرفية وتوثيقها كونها امتدادا للبيئة السورية وتنوعها وتعكس مدى جماليتها وعمقها الحضاري والتاريخي.

واعتبر رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية اليدوية التي تشارك بجناح معروضات فؤاد عربش أن المهرجان يؤكد أن الأعمال اليدوية الشرقية ما زالت مستمرة وتسهم في الحفاظ على التراث السوري الأصيل وحمايته ولاسيما في ظل ما يتعرض له حاليا من استهداف وسرقة من بعض دول الجوار ونسب بعض الصناعات اليدوية إليها امتدادا لمحاولات سرقتها من أيام الاحتلال العثماني ونقل صناعتها إلى الآستانة آنذاك إضافة إلى ما يتعرض له الحرفيون السوريون من إغراءات لنقل خبرتهم في بعض المهن إلى دول أخرى بغية سرقة هويتها السورية مؤكدا أهمية الحفاظ على التراث السوري وربطه بالتراث العالمي وتوثيقه عن طريق منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو".

وأشارت كاتيا خوري من دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن المشاركة في هذا المهرجان تسهم بالتعريف ببرامج الدائرة التي تعنى بتنمية المجتمع بجميع شرائحه ولاسيما ذوي الحاجات الخاصة الذي يقدمون بعض الأعمال اليدوية من فسيفساء ومسابح وأحواض يمكن ان ينطلقوا بها نحو السوق وتحقق لهم مردودا مهما إضافة إلى التعريف باعمال بعض السيدات من منمنمات يدوية وإكسسوارات.

ولفتت المشاركة في الأعمال اليدوية الخاصة بالشموع سيسل صالح إلى أهمية هذه المهرجانات بالنسبة للحرفيين وأصحاب الأعمال اليدوية وخاصة من لايملك منهم محال خاصة لبيع منتجاته ما يشكل منفذ لهم لتعرف الناس عليهم وبيع منتجاتهم مباشرة.

وأوضح المشارك ميسر صابوني حرفي مختص بصنع اللوحات الفنية من حصى البحر والأحجار الكريمة أن سورية مازالت رغم جميع الظروف الصعبة التي تعيشها تمتلك العديد من المبدعين الذين يعكسون عبر مشاركاتهم عظمة تاريخها وعراقة المنتج الحرفي فيها.

ولفت المشارك المختص بصناعة الزجاج اليدوي خالد الحلاق إلى أبرز الصعوبات التي تواجه الحرفيين ومنها قلة الأيدي العاملة الشابة في هذا المجال التي ترى في مثل هذه الحرف والصناعات مهنا شاقة.

ويضم المهرجان الذي تستمر فعالياته حتى 3 الشهر القادم معرضا يشمل أعمالا يدوية تراثية وتقليدية ولاسيما الموزاييك الخشبي الدمشقي مع تنزيل الصدف والرسم النباتي على الخشب والقاشاني والرسم على الزجاج وصناعته والفسيفساء من حصى البحر والنحاسيات والفوانيس الدمشقية والثريات الشرقية والقعدات الشامية وبعض الادوات المنزلية التراثية إضافة إلى المنسوجات والبروكار الدمشقي والمنمنمات اليدوية والأكسسوارات والحدادة كما يرافقه نشاطات فنية.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق