الهم الإنساني والوطني في الأمسية الأدبية في ثقافي جرمانا

14 أيار 2013

.

قدم فرع إتحاد الكتاب العرب لريف دمشق مساء أمس بالتعاون مع مركز جرمانا الثقافي أمسية ادبية شارك قيها القاص باسم عبدو والشاعر علي الدندح حيث تميزت القصص والقصائد التي القيت بالأمسية بحضور الهم الإنساني والاجتماعي والوطني فيها .

وعبر الشاعر الدندح عن آلامه ومأساته بأسلوب عاطفي جاء عبر قصيدة كلاسيكية من البحر البسيط الذي تلاءم مع الموضوع والألفاظ المنتقاة لتتجسد في القصيدة آلام شاعر شاب لها خصوصيتها في مرحلة زمنية معينة خلص من خلالها إلى الهم الانساني الذي يتدفق غالبا مع عواطف الشعراء... يقول في قصيدة أنا والشعر

إني لألمح في الأيام مأساتي وأبصر الليل يجري في معاناتي ليل طويل وصبح غير منتظر وآهتي في فؤادي ملء أناتي كما قدم القاص باسم عبدو قصتين الأولى بعنوان يباس تناول خلالها الهم الوطني والاجتماعي من خلال امرأة فرحت بحملها وفي النتيجة كان حملا كاذبا اضافة الى رموز اخرى في القصة ذهب من خلالها الى الوطن والقصة الثانية بعنوان نقاط على الطريق رصد من خلالها مشاكل القتل والدم في سورية بأسلوب حديث اعتمد خلاله على استخدام الأنا في تحريك الحدث القصصي الذي دارت حوله الأحداث.

وعن رأيه بالامسية قال الأديب بشار بطرس .. إن باسم عبدو في قصته نقاط على الطريق أعتمد لغة عالية في مشهديه تقربها من المقالة الصحفية محاولاً أن يرفع النص إلى حالة إنسانية لكنه يخفق أحياناً بسبب عدم الاعتماد على الخيال في تعامله مع الآني الراهن بشكل حقيقي على الرغم من النهاية التي توحي بشيء من الرومانسية والتي ختمها بعبارة "قرأت عليه نشيد الوطن " دون أن تكون ناجحة في التعاطي معها إضافة إلى قصة اليباس التي كانت ذات جرعة درامية عالية مقارنة بالقصة الأولى بدليل أن الهم العام كان من الهم الخاص كما ان القصة فيها تفاصيل زائدة وصلت إلى نتيجة لم تكن موفقة حيث أثرت على سلاسة الدراما فيها .

لكن الباحث مزيد نرش عبر عن القيمة الجمالية والفنية في قصتي باسم عبدو على انهما تعبير عن حياتنا اليومية من خلال الجمل القصيرة المتماسكة والصور الحسية المستخدمة في التعبير..موضحا أن هذه الجمل الخبرية ذات المضمون الفني تحمل طيفاً واسعاً من الرموز والتفسير والمعطيات أدت إلى ظهور شخصية الكاتب الفكرية والفلسفية التي كانت واضحة البصمات بين سطور النص الذي بدا التخييل فيه واضحاً فضلا عن حداثة الفكرة واللغة الشاعرية الموجودة بكثافة ولم تكن القصة الثانية نقاط على الطريق أقل مستوى من الأولى حيث لم يكن الكاتب حيادياً بل أشتغل على رسم مستقبلٍ جميل بريشةٍ جمعها من أهداب العيون البائدة وغمسها بمحبرة الدموع والدم ثم رسم وروداً ونثرها فوق جثامين النساء والأطفال ثم غرد عصفور رافقه لكن الموت أسكت صوت الفرح والحق وفي النهاية أراد أن يبقى الوطن .

وقال الكاتب وليد أبو الفخر لقد غلف باسم عبدو قصصه بثوب شاعري من مخزون عباراته الجميلة التي تعطي القصة القصيرة بعداً وجدانياً في تصوير حي للواقع الأليم الذي يعيشه الوطن مضيفاً ان القصة عنده ترتفع في المستوى الدرامي وتهبط أحياناً أمام حيرته فيما يمكن أن يكون في القادم أما قصة اليباس التي تعالج موضوعاً إنسانياً فقد أجاد الكاتب في الوصف الداخلي لأبطال القصة وقد نجح في ان يأخذنا في اعتقاد أن المرأة هي العقيم لكنه سرعان ما ذهب بنا إلى اتجاه مغاير خلاف توقعاتنا نهاية القصة لنصل إلى قيمة فنية عالية تجلت باظهار حقيقة هي أن الزوج هو العقيم والمرأة تريد التغطية على زوجها والمحافظة على حالته النفسية والمعنوية بتضحية رفعت من شأن المرأة وعمق مفهوم التضحية لديها.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق