الفرقة السيمفونية تعزف لأجل الأطفال المتضررين من الأحداث في دار الأوبرا بدمشق

01 آذار 2013

أعمال جديدة تمزج بين الآلم والفرح

للمرة الرابعة وضمن مشروع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تحت عنوان «من أجل شتاء دافئ» عزفت الفرقة الوطنية لدعم الأطفال المتضررين من الأحداث في مراكز الإيواء حيث دأبت الفرقة على أن تكون سلسلة حفلاتها هذه مكرسة لهذا العمل الإنساني من خلال رسم الدخول إلى هذه الأمسيات والذي هو عبارة عن إحضار ملابس أو أغطية للأطفال للحصول على بطاقة دخول الحفل؛ وبعدها يقوم أعضاء الفرقة بإيصال هذه الملابس والأغطية بأنفسهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة في دمشق وريفها؛ كما حصل في الحفلات السابقة التي تقيمها دار الأوبرا والفرقة السيمفونية للغرض نفسه.

بأمسية متميزة قدمتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان كان الحفل الرابع لسلسلة حفلاتها: «من أجل شتاء دافئ» يوم 26 شباط 2013، في دار الأوبرا بدمشق.

تضمن برنامج الحفل أعمال جديدة تقدمها الفرقة لأول مرة، وبدأت بعمل للمؤلف ريتشارد فاغنر وهو (قصة سيغفريد) لأوركسترا الحجرة، هذا العمل الذي يمزج بين الألم والفرح والأمل، ومن ثم (رقصات) لآلة الهارب والأوركسترا الوترية بحركتين (رقصة مقدسة، رقصة دنيوية) وكانت البطولة في هذا العمل لآلة الهارب بعد غياب طويل حيث كنا نراها عادة في السيب الأخيرة في الأوركسترا، وعزفت بجدارة صولو (منفرد) على هذه الآلة العازفة السورية رهف شيخاني، أما العمل الآخر جاء من نصيب المؤلف (كارلوس غوميس) تحت عنوان (افتتاحية الغواراني) وبالنسخة المعدلة للنحاسيات والإيقاع من قبل جان فرانسوا تايار.


من أجواء حفل الفرقة السيمفونية الوطنية في دار الأسد


وأختتم الحفل بمقاطع من المتتالية السيمفونية (عشتار) للمؤلف السوري الشاب هشام نداف وتضمن عدة عناوين بحركات مختفلة وهي (مقتل تموز، حزن عشتار على تموز، قرار عشتار بالذهاب إلى الجحيم، الجحيم). والجدير ذكره بأن هذا العمل سبق له وفاز بالمنحة المقدّمة من مؤسسة آفاق- الصندوق العربي للثقافة والفنون في دورة المنح العامة الثانية للعام 2011، وعن متتالية (عشتار) يقول مؤلفها الموسيقي هشام نداف لـ«اكتشف سورية»: «العمل عموماً مرتبط بالميثولوجيا السورية، وبني بالأساس ليكون عملاً مسرحياً راقصاً يعبّر عن أحداث درامية تعود إلى أسطورة عشتار آلهة الحب. وتدور أحداث الحكاية حول علاقة عشتار بالشاب تموز، ثم تنتقل الأحداث إلى الجحيم. ويتخلَّل العمل مشاهد من الصراع والحزن والانتصار».

وينهي حديثه قائلاً: «المقطوعة الأساسية مؤلفة من ست عشرة مشهداً، قدّم منها في الحفلة أربع مشاهد موسيقية فقط دون عرض راقص. وأن تعزف لي الفرقة السيمفونية الوطنية أمر مهم، كونها المرة الأولى التي يسمعها الجمهور (هذا من جهة)، ومن جهة أخرى يساعد في التعريف بفكرة العرض كله، فأنا أسعى إلى عرض مسرحي كامل من خلاله».


من أجواء حفل الفرقة السيمفونية الوطنية في دار الأسد


وبدوره يصف لنا المايسترو ميساك باغبودريان الحفل بشكل عام قائلاً: «ونحن نعيش صعوبة الحياة في هذه الأزمة التي تعصف وطننا الغالي، لا بد أن نختار معزوفات من وحي الحالة، تزرع فينا أمل ما، ومن هنا كان اختياري لعمل فاغنر (قصيدة سيغفريد) الذي كتبه فاغنر احتفالاً بولادة ابنه، اسمه يعبر عن آمال فاغنر الإنسانية، وتعني الانتصار والأمل، وفي هذه الأيام التي يسيطر فيها العنف والموت على بلدنا كم نحن بحاجة إلى هذا المعنى، من وحي واقع مؤلم ولأجل مستقبل أفضل اخذتنا الموسيقا من ولادة الطفل إلى أساطير تجمع الواقع بالخيال ورقصات تربط الأرض بالسماء».

وعن تقديم متتالية (عشتار)، ينهي باغبودريان حديثه قائلاً: «حملت الفرقة السيمفونية الوطنية ومنذ تأسيسها على عاتقها مهمة جميلة وهي الإهتمام بالمؤلفين الموسيقيين السوريين الشباب، وتقديمنا للعمل المذكور يندرج ضمن هذا السياق، إضافة إلى جودة العمل الذي يستحق المؤلف التشجيع عليه، أتمنى لمؤلفنا الشاب المزيد من الأعمال والنجاح».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من أجواء حفل الفرقة السيمفونية الوطنية في دار الأسد

من أجواء حفل الفرقة السيمفونية الوطنية في دار الأسد

من أجواء حفل الفرقة السيمفونية الوطنية في دار الأسد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق