لغة الفن في السينما والتلفزيون محاضرة للمخرج حسن عزالدين

24 كانون الثاني 2013

.

اعتبر المخرج حسن عز الدين أن للسينما والتلفزيون جانبين مهمين هما الفن وصناعة الإبداع ويعدان اليوم من أيسر وأرقى الفنون للتعبير عن حاجات وأماني الناس ويعتمدان لغة السمع والبصر فليس بالضرورة أن يكون المتلقي على درجة عالية من الثقافة والتعليم فحتى الأمي يستطيع مشاهدة الفيلم أو المسلسل التلفزيوني.

وأوضح عز الدين في محاضرة قدمها أمس في مركز ثقافي جرمانا بعنوان "لغة الفن في السينما والتلفزيون" بدعوة من فرع اتحاد كتاب العرب بريف دمشق أنه يمكن للمشاهد أن ينظر إلى الصورة أمامه ويعي هذه الصورة وقد يضيف إلى مضمونها من نفسه وذاته إلى مقدرته على استيعاب العمل الفني المعروض على الشاشة وهنا تأتي أهمية الثقافة ومعرفة اللغة التي يتم بواسطتها سرد هذه المواضيع فبمقدار ما نمتلك من معرفة بهذه اللغة الفنية أولا والروائية والأدبية ثانيا يسهل علينا ما نراه ونشعر به بالاستمتاع والسعادة أيضا.

وشرح عز الدين أن السينما هي كلمة مختصرة من السينما تغراف وهذا اللفظ مشتق من أصل يوناني وتعني الحركة مكتوبة .. وسماها الإنكليز الصور المتحركة ويصبح العمل السينمائي فيلما عندما يتحول السيناريو الأدبي المكتوب إلى صور متحركة وأن أول من اخترع السينما الأخوان "لوميير" من فرنسا حيث بدأت السينما صامتة ووصلت الآن إلى الفيلم المجسم الذي يعطي شعورا بالبعد الثالث.

أما التلفزيون فهو النظام الذي يحقق نقل الصور المتحركة بواسطة الاتصال الكهربائي والكلمة مشتقة من كلمة إغريقية "تيلي" تعني بعيد أو عن بعد وفيزيون أو فيجن وتعني رؤيا وبجمع الكلمة تعني الرؤية عن بعد.
وتابع عز الدين إن عمل هذه الأشياء يرتكز على التكوين يعني أسس وضع الأجزاء معا بشكل منطقي ليتكون منها الكل فكلمة منزل إذا عكسناها حسب حروفها تصبح لا معنى لها ومن هذه الحقيقة نقوم على دراسة الأشكال المجردة فالترتيب للوحدات البصرية يعبر عن المعنى تعبيرا قويا وإذا غيرنا هذا الترتيب يصبح المعنى ركيكا وأن دور الفنان هو تجميع العناصر لإيجاد تكوين جيد بقدر ما يمتلك من مقدرة على الابتكار لأنه يتمكن من جعل الآخرين يستمتعون بعمله الفني حسب تأثير نفوسهم موضحا كافة أشكال التكوين التي يقوم عليها العمل الفني فالتكوين الهرمي يرمز إلى الدوام والاستقرار والصلابة كأهرام مصر خوفو أو خفرع أو منقرع والتكوين المستطيل فيه شموخ ووقار وعظمة كبرج إيفل والتكوين الدائري يثير الإحساس بالأبدية واللا نهائية مثل كوكب زحل وتكوين الدوائر والخطوط المنحنية يوحي بالنعومة والأنوثة والرقة مثل جسم المرأة وتكوين التماثل يعطي إحساسا بالجدية والوقار مثل مداخل المدن الرومانية واليونانية والكنائس والجوامع.

وأوضح المخرج عز الدين أنه من الصعب بالعمل الفني الفصل بين الشكل والمضمون فالمضمون هو جوهر العمل الفني والشكل هو مظهره الخارجي والمضمون لا يتوقف على الشكل فقط بل على كيفية تقديمه فكلمة شكرا قد تكون تعبيرا عن امتنان وقد تكون تعبيرا عن سخرية بطريقة إلقائها حيث عدد عناصر التكوين وهي النقطة والخط والمساحة واللون والضوء والظلال فاتح وغامق والعدسات حسب الأحجام والزوايا.

ولفت عز الدين إلى أن هناك أنواعا للتصوير فمنها السريع وفيه سرعة الكاميرا أقل من عشرين صورة بالثانية وقد تصل إلى بضع صور بالثانية مثل سباق الخيل وقفز الحواجز والمبارزات والسيارات وهناك تصوير بطيء عندما نرغب بتحليل الحركة كالقفز فوق الحواجز وتحليق الطيور فتكون سرعة الكاميرا بين 32 و64 صورة بالثانية وقد تصل بالكاميرات الالكترونية إلى أربعين صورة بالثانية مثل طلقة مسدس أو صاروخ لافتا إلى أن العدسات قصيرة البعد أقرب إلى الواقع وطويلة البعد تعطى جمالا للوجوه وتضغط الحشود فتعطي إحساسا بالكثرة والقصيرة جدا تعطي تشويها بالوجوه وميولا إلى الخطوط كأعمدة الأروقة في الكنائس والجوامع حيث بين أن الرسم بالضوء هو أسلوب فني نستخدمه للتعبير عن أفكارنا وأحاسيسنا عما نرغب بتوصيله للمشاهد من خلال الشاشة.

وختم عز الدين أن السيناريو هو عبارة عن قصة تروى بالصور ولكل سيناريو موضوع والفيلم أو المسلسل هو الوسيلة البصرية التي تجسد الشخصيات بالسلوك والتصرف لتجسيد رؤية المؤلف وكاتب السيناريو وهناك قواعد يستحسن مراعاتها مثل المنطقية بالحوادث وتطور الشخصية والقدرة على وصف التفاصيل كما هي في الحياة مع اجتناب التكرار الممل والسيناريو يحتاج إلى الموهبة كما يحتاج إلى الممارسة العملية لصقل هذه الموهبة فكل صفحة مكتوبة على الورق تعادل مشاهدة دقيقة واحدة على المشاهدة لافتا إلى أن البناء الدرامي يتم ترتيبه حسب أحجام اللقطات ومسافاتها ومكانتها وطبيعة حركتها متوافقة مع الموسيقى التصويرية المعدة لهذا العمل وهي أمور جميعها هامة في إنتاج العمل الفني.

يذكر أن المخرج حسن عز الدين خريج أكاديمية الفنون في القاهرة عمل في المؤسسة العامة للسينما مديرا للتصوير ومخرجا سينمائيا وقام بإدارة تصوير حوالي 80 فيلما وثائقيا و14فيلما روائيا طويلا في القطاعين الخاص والعام ومن أهم هذه الأفلام "الفهد والنصابون الخمسة والمغامرة وبنت شرقية ورجال تحت الشمس" وكتب وأخرج عددا من الأفلام الوثائقية منها من دمشق إلى الدار البيضاء وجبل العرب ومعلولا وشواهد ونال عددا من الجوائز وكرم في مهرجان دمشق السينمائي.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق