رحلة سَحَر مع أنور إبراهم

23 02

نادراً ما نسمع الأكورديون مع العود منفردَين في قالب «الجاز الشرقي» الفريد الذي ينمو يوم بعد يوم في الوطن العربي والخارج. هذا المزيج الرائع أحسسنا بوجود آلة إيقاعية حيناً وساكسفون حيناً آخر. ظننت أنه انطباعي الشخصي إلا أن جاري ]في المقعد[ -وهو أمريكي من أصل هندي شرقي-، عبر لي عن نفس الانطباع.
أتحفنا أنور إبراهم على العود، مع شريكيه جان-لوي ماتينييه على الأكورديون وفرانسوا كوتورييه على البيانو، أتحف جمهورَه في صالة الدراما في دار الأسد للثقافة بروائعه التي عرفتُ بعضها، مع أني أتابع موسيقاه وإصداراته تباعاً؛ وذلك ضمن فعاليات «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008».
اتصل بي أحد الأصدقاء «الذويقة للجاز» يسأل عن بطاقة ليوم الجمعة، ضمن الذين اتصل بهم من المقربين من الجو الموسيقي والبعيدين عنه، بعد أن نفقت البطاقات ليومي العرض من دار الأسد قبل العرض الأول بعدة أيام. ملأ الجمهورُ القاعةَ على «شفتها» من كل الأعمار القاعة التي تتسع –حسبما أعلم- لسبعمائة من الحضور؛ حتى أن بضعاً من الشبيبة أتوا إلى كراسينا ليطالبوني ورفاقي بأماكننا لأن بطاقاتهم كانت تحمل نفس الرقم! لحسن الحظ أن نظام قطع البطاقات في دار الأسد لم يكن ليخذلنا في هذه أيضاً، فالمسؤول هنا كان فرح هؤلاء الشبيبة بالقدوم في اليوم الأول الجمعة 22 شباط عوضاً عن يوم السبت الثاني السبت 23 شباط.
برنامج الحفلة
من ألبومه «رحلة سَحَر» (Le Voyage De Sahar)، تم تقديم:
على النهر، رحلة سَحَر، الفجر،
حدائق زرياب، نوبة، الغرفة،
وقرطبة، صيف أندلسي
ومن «مقهى استراخان» (Astrakan Café)، تم تقديم:
حلفاوين
ومن «موجة» (Vague)، تم تقديم:
وتذهب السفينة
مسيرة أنور إبراهم
وُلد في مدينة حلفاوين بتونس عام 1957، بدأ دراسة العود في سن العاشرة على يد علي صريتي في الكونسرفتوار الوطني التونسي، أمضى عدة سنوات في باريس حيث سحرته موسيقى الجاز. وكانت حصيلة هذا الافتتان عدة ألبومات ناجحة وهي «البرزخ» (1991)، و«حكاية الحب غير المعقول» و«مدار» (1994) مع عازف الساكسفون يان جارباريك، و«خُمسة» (1995) و«ثمار» (1998) مع جون سورمان وديف هولاند و«مقهى أستراخان» (2001) و«خطوة القطة السوداء» (2002)، الذي كان بمثابة نقلة نوعية في مسار إبراهم كعازفٍ وكملحنٍ.
حافظ أنور إبراهم على جذوره في الثقافة الموسيقية العربية وأطوارها، في الوقت ذاته تمكن من إيجاد نقاط التقاء مع الأشكال الموسيقية المعاصرة الأخرى. ويعتبر الآن إبراهم أهم عازفي العود في بلده إذ تمكن من الدخول في دقائق أسرار الموسيقى الكلاسيكية العربية قبل أن ينطلق خارجها.
في 2002، كان ألبوم «خطوة القطة السوداء» نتاج أول لقاء جمع بين الثلاثي أنور إبراهم وفرانسوا كوتورييه وجان-لوي ماتينييه، ثم قاموا بجولات عدة على في أوربا وأمريكا كسِبوا فيها اعترافاً نقدياً وجماهيرياً عالمياً بإمكاناتهم في الجاز الشرقي والارتجال قبل أن يتحولوا إلى فرقة بالمعنى الحقيقي.


طوني جرّوج

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق