معرض فني ومحاضرة عن الفنان الرائد فتحي محمد

02 حزيران 2012

بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس مركز «فتحي محمد» للفنون

بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس مركز الفنون التشكيلية في حلب (مركز فتحي محمد للفنون)، افتتح نهاية شهر أيار الماضي معرض بعنوان: «تحية إلى الفنان فتحي محمد» ضمن صالة تشرين للفنون الجميلة بحلب. وقد شمل المعرض معرضين الأول لأعمال التشكيلي الراحل فتحي محمد في حين شمل الثاني أعمال مجموعة من الفنانين الأساتذة المدرسين ضمن المركز.

ويضم المعرض الأول تشكيلة أعمال قدمها الفان الراحل فتحي محمد والذي يعتبر علماً من أعلام محافظة حلب في مجال الرسم والنحت حيث رافق المعرض ورشة عمل لطلاب المعهد قاموا فيها برسم اللوحات مباشرة أمام زوار المعرض. كما ضم المعرض الثاني أعمالاً لعشرة مدرسين ضمن المعهد ممن يقومون بتدريس فنون الرسم والنحت والحفر الطباعي.

وعن المركز يقول السيد محمود الساجر بأن المركز يقدم نظام دراسة يقوم على 4 دورات كل واحدة منها تستمر مدة خمسة أشهر مشيراً إلى أن الدورات تستمر لمدة عامين يحصل بعدها الخريج إلى شهادة مصدقة من وزارة الثقافة أصولاً.

وقد شهد اليوم التالي لافتتاح المعرض ندوة عن الفنان فتحي محمد والمركز الذي يحمل اسمه في مدينة حلب قدمها كل من الدكتور حيدر يازجي -رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين- والأستاذ النحات طلال أبو دان.


من الأعمال المشاركة في المعرض


وتحدث الدكتور حيدر عن ذكرياته في مركز الفنان فتحي محمد حيث أشار إلى أنه كان الطالب «رقم 1» (أي أول طالب يسجل في المركز وأول من تخرج منه) مشيراً إلى المركز يذكره بالكثير من الذكريات التي يقول عنها: «في منطقة قريبة من فندق «بارون» الشهير في حلب، وفي بناء يحمل اسم فندق (إشبيلية) حالياً. انطلق مكان حمل اسم مركز الفنون التشكيلية في حلب - مركز فتحي محمد والذي انتقل لاحقاً إلى هنا حيث كانت البداية عام 1959 وليس عام 1961 كما يعتقد الكثيرون. السبب يمكن في أنه لم يصدر مرسوم تأسيس مراكز الفنون حتى عام 1961، وبالتالي كان المركز قيد التأسيس. آنذاك، كان الفنانين المسؤولان عن الإعداد للمركز هما إسماعيل حسني وسامي برهان؛ الأول جاء من روما مع كل خبراته، والثاني كان متجولاً بين روما وباريس ودول أوروبا الشرقية وألمانيا وغيرها من البلدان. كنا أطفالا في المرحلة الإعدادية، ولكن كان شغف الرسم فينا كبيراً. بالنسبة لي، فقد كنت من عائلة فنية عريقة قدمت عدداً من الفنانين مثل خالي الفنان أدهم إسماعيل الذي سمي مركز الفنون بدمشق باسمه والفنانين نعيم إسماعيل و صبحي إسماعيل. بالتالي كنا نترقب افتتاح المركز ونأتي للسؤال عن موعد بدء الدورات لكي لا يسبقنا أحد. كان لدينا طموح كبير بأن يكون المركز نواة لأكاديمية فنون جميلة سورية لاحقاً في حلب (لم تكن هناك كلية للفنون الجميلة آنذاك)، وبالفعل كان لي الشرف أن أكون أحد طلاب المركز حيث قمت بالتسجيل أنا ومجموعة من الشباب من أصدقائي».

ويضيف بأن الدوام في المركز كان يومياً مشيراً إلى أنه كان ممن قاموا بوضع إطارات لوحات الفنان فتحي محمد وتعليقها ضمن المركز ويضيف: «بداية عملنا في المركز كان المساعدة في تأطير لوحات هذا الفنان الكبير ومسح الغبار وتعليقها على الجدران. وبقينا شهر ونصف في تجهيز المركز. لم يكن هناك أسعد من تلك اللحظات التي كنا نرى فيها اللوحات الحقيقية للفنان الكبير، وتتعامل معها بهدوء كبير حيث كنا نشهد أعمالا فنية لن تتكرر. وخلال 3 أشهر كنا قد أطّرنا كل الأعمال بشكل جيد حيث كان العمل في المركز قد بدأ قبل أن ينطلق رسمياً. وقد جرى لاحقا افتتاحه بحضور وزير الثقافة في كل من دمشق وحلب في آن».

ويتابع بالقول بأنه كان أصغر المسجلين في المركز وقتها حيث كان يخصص له الوقت الكثير مدفوعا بحبه للفن مشيراً إلى أنه كان يعمل لساعات وساعات على تقنيات الرسم والنحت والعمل الفني ويضيف: «كان هناك جو مميز خلقه الأستاذين الكبيرين حيث كانوا يملكون المعرفة، وكنا نحن نتعلم برغبة وحب حيث كانت المحاضرات النظرية والعملية مميزة جدا. اكتشفت لاحقا، أن ما كنت أتعلمه في ذاك المركز يوازي مع تعلمته في الأكاديميات العالمية التي درست فيها حيث كان المركز النواة التي صقلت مهاراتي. هذا الأمر جرى البرهنة عليه في وصولي إلى المعهد العالمي الموجود في موسكو كأول طالب عربي يدرس فيه حيث تنافست مع 17 طالبا من 11 دولة على مقعد واحد نلته بجدارة والفضل لما تعلمته في المركز حيث استطعت تجاوز امتحانات القبول التي كانت صعبة جدًا».


من الأعمال المشاركة في المعرض


ويضيف بأن الفنان فتحي محمد كان من الفنانين الموهبين القلائل حيث كان أسطورة في الرسم والنحت والحفر وفناناً موسوعياً عاش قليلاً إنما ما قدمه يعجز أي فنان أن يقدمه في سنوات.

أما النحات طلال أبو دان أشار إلى حب الفنان فتحي محمد للفن رغم فقره المادي حيث باع كل ما يملك ورهن بيت والدته لكي يسافر إلى القاهرة لدراسة الفن التشكيلي. وكاد أن يعاني من أزمة مالية شديدة لولا استدعائه إلى حلب لعمل تمثال أبو العلاء المعر» الذي أجاد به كثيراً الأمر الذي أدى لاحقاَ إلى إرساله إلى جامعة روما في بعثة للدراسة مقدمة من بلدية حلب. بعدها، اُستدعي لعمل تمثال الشهيد عدنان المالكي الذي أبدع به إلا أن المرض أصابه حتى وافاه الأجل مقدما آخر أعماله تمثال سعد الله الجابري وذلك في العام 1958». واختتم النحات أبو دان كلامه بالقول بأن هذا الفنان استطاع من خلال فنه أن يعلي من قيمة الفن التشكيلي، وكان يمكن أن يكون لدينا إرث أكبر.

يذكر بأن الفنان فتحي محمد من مواليد حلب. قدم الكثير للمدينة وأبدع العديد من المنحوتات واللوحات حيث يعتبر أحد رواد الفن التشكيلي رغم حياته القصيرة التي عاشها. ومن أجمل الأقوال التي قيلت عنه قول عميد كلية الفنون الجميلة بروما التي درس فيها: «كان يملك مواهب خارقة حقاً .. مواهب عظيمة .. مصحوبة بحب فائق للفن.. مع تواضع كبير في الأخلاق و الشيم، تواضع و مواهب تجعلانه شخصاً فريداً و عظيماً في صفاته الروحية الفذة».


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من الأعمال المشاركة بالمعرض

من الأعمال المشاركة بالمعرض

من الأعمال المشاركة بالمعرض

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق