أبو خليل القباني، ما يميزه .. هو الأبتكار الذي نفتقده اليوم

31 01

مؤسس المدرسة التصويرية للحن والمسرح الغنائي في الوطن العربي

رائد من رواد الفن الخلاقين، اتهموه بإفساد الجيل والمجتمع وضيقوا الخناق عليه، فلاذ بالفرار إلى مصر حيث أسس مسرح القباني، حلم كل مصري ذواق للتمتع بالفن الشامي الرائع في تلك الحقبة. ولعلّ قلة ممن يعرفون أن أحمد آقبيق -الملقب بأبي خليل القباني- كان من أول السباقين العرب الذين زاروا بلاد العم سام برفقة فرقته وقدّم هناك مسرحه الغنائي (هارون الرشيد، عنترة بن شداد، وعرس دمشقي) في مدينة شيكاغو –كما تعرف اليوم- وفي عرض استمر لمدة ستة أشهر عام 1892م. لعلها كانت أول محاكاة وحوار فني بين الشرق والغرب، ولنقل ولو اتهمنا بالمجازفة الكلامية بأنه أول من قال للغرب بأن في بلاد الشام فناً مسرحياً غنائياً راقياً وجديراً بالاستماع .
يبقى أبو خليل القباني في ذاكرة التاريخ والمهتمين بالموسيقا والمسرح، رائد المسرح العربي، وكي لايغيب عن الذاكرة المعاصرة، أقيم في المركز الثقافي بأبي رمانة محاضرة تخللتها أمسية موسيقية تحت عنوان "سهرة مع أبي خليل القباني" بالتعاون مع الجمعية الكونية السورية في 30/1/2008م.
تناولت المحاضرة أبا خليل القباني من جانبين، الأول حياة أبي خليل القباني تصدى لها المحاضر مصطفى عرب، فيما تصدى للجانب الموسيقي والفني المحاضر ظافر جسري.
وعنه قال م. مصطفى "أبو خليل إنسان مبدع، قدم صورة بلده في فنه ومسرحه الغنائي، لحن للمسرح وقدم كماً هائلاً من الألحان الجميلة للموسيقا العربية ( ياطيرة طيري ياحمامة، يامال الشام، يامسعد الصبحية، صيد العصاري، يامن جفا ومارحم) وكماً هائلاً من الموشحات والذي للأسف نفتقده اليوم. ولعل السيدة فيروز وبمناسبة احتفالية "دمشق عاصمة للثقافة العربية" قد أعادت روح هذا الطقس، ويتابع م.مصطفى "إنه بحق كتلة فنية رائعة، أبدع فأعطى فناً ذاع صيته في كل المحافل الموسيقية ليكون في المقدمة وواحداً من أعلام الفن في سوريا ممن تركوا بصمة خالدة تحتسب له، تجلت بالابتكار فهو بحق رائد الابتكار. قدم اللحن بما يتناسب مع طبيعة الكلمة فكان أساس المدرسة التصويرية للألحان بالمغنى العربي وهذا ما نفتقده اليوم".
ويضيف م. مصطفى "هو شمعة احترقت في سبيل تأسيس فن أصيل، ومن هنا كانت محاضرتي ليبقى أبو خليل في ذاكرة الناس والأجيال الجديدة". أما موسيقياً وفنياً فقد تناول الموضوع م. ظافر والذي قدم 11 لحناً من ألحان أبي خليل القباني، حيث قدم 6 موشحات و5 أغاني شعبية وبعض القدود قدمت بصوت الفنانة ملك يوناكي.
" هنا في هذه الأمسية نقدم فن أبي خليل القباني، كما هو وكما قدمه لأول مرة بعدما أضيف عليها من قبل بعض المتأثرين والمحبين له حال الفنان صباح فخري، حيث قدم إضافات في بعض كلامه وألحانه وأنا شخصيا أعتبر هذا تشويهاً لاعتبار التراث، تراثاً لا يجوز العبث به وتحويره، وما أردت طرحه من خلال الأمسية الموسيقية هو التساؤل التالي: إذا استثنينا أبي خليل القباني رائد الموسيقا الأول الخلاق هل يختل التوازن؟
"من وجهة نظري -والحديث للسيد ظافر- نعم يختل التوازن، يختل التاريخ الموسيقي والمكتبة الموسيقية لا السورية وحسب إنما العربية أيضاً. فإذا تخيلنا إرث الموسيقا العربي من دون أبي خليل فهذا يعني أنه لا أحد اسمه السيد درويش، وعبد الحامولي وكثيرين غيرهم، ممن يكرمون سنويا في بلدانهم لاعتبارهم رواد فن خلاقين فكيف باستاذهم أبو خليل، والجدير ذكره في هذه النقطة تحديداً أن بعضهم وخاصة في مصر قدمت الموشحات بأسمائهم وبأنها ألحان مصرية في حين أن القباني قدمها في مصر وهي بالكامل من ألحانه، إنه رائد المقطوعة الغنائية.
يذكر أن أمسية موسيقية رافقت المحاضرة أحيتها جوقة تضم كلاً من عازف القانون غسان عموري وعازف العود د.فواز ياقر ومهندس الإيقاع محمود شغلاني وظافر جسري والأداء للفنانة ملك يوناكي.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

سفيان:

maw9i3 chokran

المغرب