محمية أبو قبيس

23 نيسان 2012

.

بين أشجار السنديان الشبه العذري والبلوط وأزهار البيلسان البري والدفنة قضت سهير سليمان من ريف مدينة جبلة مع أصدقائها في رحلة سير على الاقدام أجمل الأوقات في محمية أبو قبيس التي تقع في محافظة حماة وتصنف على أنها من أجمل المحميات في سورية لكونها حراجية متنوعة الأشجار والنباتات والحيوانات إضافة إلى تداخل الأراضي والملكيات الخاصة مع المحمية حيث أنها تضم أربع قرى داخل حدودها مشكلة صورة نادرة في كيفية سعي سكانها إلى حمايتها لاستمرار التوازن الحيوي والبيئي الذي تؤمنه المحمية لهم.

وبدأت مجموعة سهير بالمسير من قرية وادي القلع التي تقرب محافظة حماة وفي أجواء يملؤها الفرح والسرور بدأت الرحلة التي تمنى القيمون عليها لو أنها لم تنته كما تقول سهير.

وتضيف: مشينا في أراض نادرا ما تطأها قدم الإنسان في الجبال الوعرة والسهول الخصبة وأثناء وصولنا إلى المحمية أخذ كل واحد منا قيلولة على الصخور المغطاة بالطحالب لكن لم نستطيع أن ننام بعمق لكثرة الطيور التي شاهدناها هناك حيث أن أبو زريق وأبو الحن والحجل وحتى البومه بدؤءوا يصدرون أصواتا غريبة وكأنهم ينبهون بعضهم البعض إلى وجود غرباء في ديارهم هذا المشهد بحد ذاته جعلني في ترقب مستمر لما يصدر من تلك الطيور وقد أمضيت نصف ساعة آخرى صامتة كي أتمكن من التقاط صورا لها لكثرة جمالها وروعة ألوان ريشها.

غير أن المتنزهين من الذكور فضلوا ملاحقة الحيوانات البرية الموجودة في تلك المحمية ولم يتمكنوا من رؤية المفترسة منها بل الأليفة كالغزال والأرنب والسلحفاة والسنجاب على حد تعبير موفق حاتم من ريف اللاذقية.

ويضيف: هذه أول مرة أرى أرنبا بريا أو غزالا وكثيرا ما كنت أشاهد هذه الأنواع من الفصائل ضمن حدائق الحيوانات لكن أنا هنا اشاهدها وهي ترعى أو تبحث عن طعامها مشيرا إلى أنه لاحظ كيف أن الأرنب يحاول تنظيف الطعام الذي يحصل عليه ما يعني أنه ليس فقط القردة تحب تناول طعام نظيف.

ويتابع أن ما أثار دهشته أن هذه الأنواع من الحيوانات اعتادت على البشر ولم تعد تخاف منهم وإلا لما توقفت على القرب منا محدقة بنا من ثم تابعت بحثها عن طعامها.

وبغض النظر عن تنوع المحمية البيولوجي والحيوي وغيرها إلا أنها تعتبر أيضا من المحميات المميزة لكون زهر البيلسان البري وغيره من الانواع النادرة تنبت على أرضها ما يجعلها أرضا خصبة للعلاج الطبي من خلال الأزهار والنباتات على حد تعبير سامي خصروف أستاذ العلوم الطبيعية.

ويضيف: أنه لأمر صعب أن نجد أزهار البيلسان وغيرها في غاباتنا هذه الأيام ولكنها موجودة بكثرة في محمية أبو قبيس كما أن الطحالب تتوزع على معظم أرجاء المحمية مشكلة حالة نادرة إذ انها في فصل الربيع وعندما تزهر الأشجار تزين هذه النباتات الأرض بغطاء أخضر تماما كما تفعل الأشجار في الهواء الطلق.

ولشهرة هذه المحمية وتميزها وغناها بمختلف أنواع النباتات يقصدها سنويا عدد كبير من السياح الراغبين بالتعرف إليها عن كثب والاستمتاع بجمالها ومنهم من يقصدها بغرض التقاط الصور لتضمينها في رسائل تخرجهم أو مشاريعهم العلمية على حد تعبير فاديا خيربك طالبة في كلية العلوم الطبيعية.

وتضيف: أقوم سنويا بزيارة هذه المحمية لكوني أحتاج إلى الملاحظة الدقيقة لبعض النباتات والكائنات لكن هذه أول مرة أقصدها مع اصدقائي سيرا على الأقدام ومنحتني هذه الرحلة فرصة التعرف على المحمية من كل الاتجاهات وهو الأمر الذي لم أحققه سابقا رغم زياراتي العديدة.

وترى فاديا أن الفضل في التعرف على هذه المحميات الطبيعية يعود إلى الجمعيات الأهلية التي نشطت مؤخرا في الساحل السوري من أجل تسليط الضوء على مواطن الجمال في بلادي مشيرة إلى أنها سمعت بمحمية ابو قبيس عن طريق جمعية أهلية من ثم نظمت رحلة إليها مع أصدقائها.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

عماد:

يا رايت اكون معكم ما في احلى من هيك طبيعة ورحلة روعة تتهنوا

سوريا حلب